نظم القرآن الكريم كل الأشياء وهذبها، وجعل لها قواعد عامة، وطرق مثلى، ومن بين تلك الأشياء (الحوار) وأسلوب التخاطب، والحوار حاجة إنسانية لا غنى عنها؛ لأنه الباب الرحب للتواصل وفهم الآخر. ومن الشواهد على الحرص الإلهي في هذا الباب، ما جاء في خطاب الله (عز وجل) لنبيه موسى وأخيه هارون (عليهما السلام) في الآية (44) من سورة طه: (فَقُولَا لَهُ قَولًا لَيِّنًا لعَلهُ يَتذَكرُ أَو يَخشَى) تؤكد على اللين في الكلام، وتنبه على انه الأسلوب الأبلغ في إيصال القصد من الحوار،وفي (تفسير الأمثل) معنى يبين لنا اللين المقصود في الآية الكريمة، فهو لين مقترن بالجد والحزم (بيّنت الآية طريقة التعامل المؤثّرة مع فرعون، فمن أجل أن تنفذا إليه وتؤثرا فيه: (فقولا له قولا ليّناً لعلّه يتذكّر أو يخشى) والفرق بين «يتذكّر» و«يخشى» هنا، هو أنّكما إذا واجهتماه بكلام لطيف، رقيق، ملائم، وتبيّنان في الوقت ذاته المطالب بصراحة وحزم، فيحصل أحد الاحتمالين: أن يقبل من صميم قلبه أدلتكما المنطقيّة ويؤمن، والاحتمال الآخر هو أن يخاف على الأقل من العقاب الإلهي في الدنيا أو الآخرة، ومن زوال ملكه وقدرته، فيذعن ويسلم ولا يخالفكما).
والقرآن الكريم لم يكتف بالحوار والتواصل بالكلمات والأقوال، فحسب بل تعداه إلى الطباع والسلوك، ففي قوله تعالى: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلبِ لَانفَضُّوا مِن حَولِكَ) الآية: 159 من سورة آل عمران.
فالفظاظة تكون بالكلام، والغلظة تكون بالطبع والسلوك والحركات من عبوس الوجه والإعراض عن الآخر؛ (الفظ الغليظ) الجافي القاسي القلب، يقال: منه فظظت تفظ فظاظة، وأنت فظ على وزن فعل، إلا أنه أدغم كصب، والفظاظة خشونة الكلام، وأصل الفظاظة الجفوة، وهذا ما بات يعرف اليوم بلغة الجسد، وتأثيرها في التواصل.
كما يشير القرآن الكريم إلى ضرورة الحوار الهادئ وجمال الصوت المنخفض الذي يبث الطمأنينة في نفس المتلقي، وهذا واضح في قوله تعالى: (... وَاغضُضْ مِن صَوتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصوَاتِ لَصَوتُ الحَمِيرِ) سورة لقمان: الآية:19، إذن، فالحوار القرآني هو هبة إلهية في غاية الكمال والجمال، تمكن من يتخذها منهجاً حياتياً من التواصل الاجتماعي بأكمل وجه.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
نظم القرآن الكريم كل الأشياء وهذبها، وجعل لها قواعد عامة، وطرق مثلى، ومن بين تلك الأشياء (الحوار) وأسلوب التخاطب، والحوار حاجة إنسانية لا غنى عنها؛ لأنه الباب الرحب للتواصل وفهم الآخر. ومن الشواهد على الحرص الإلهي في هذا الباب، ما جاء في خطاب الله (عز وجل) لنبيه موسى وأخيه هارون (عليهما السلام) في الآية (44) من سورة طه: (فَقُولَا لَهُ قَولًا لَيِّنًا لعَلهُ يَتذَكرُ أَو يَخشَى) تؤكد على اللين في الكلام، وتنبه على انه الأسلوب الأبلغ في إيصال القصد من الحوار،وفي (تفسير الأمثل) معنى يبين لنا اللين المقصود في الآية الكريمة، فهو لين مقترن بالجد والحزم (بيّنت الآية طريقة التعامل المؤثّرة مع فرعون، فمن أجل أن تنفذا إليه وتؤثرا فيه: (فقولا له قولا ليّناً لعلّه يتذكّر أو يخشى) والفرق بين «يتذكّر» و«يخشى» هنا، هو أنّكما إذا واجهتماه بكلام لطيف، رقيق، ملائم، وتبيّنان في الوقت ذاته المطالب بصراحة وحزم، فيحصل أحد الاحتمالين: أن يقبل من صميم قلبه أدلتكما المنطقيّة ويؤمن، والاحتمال الآخر هو أن يخاف على الأقل من العقاب الإلهي في الدنيا أو الآخرة، ومن زوال ملكه وقدرته، فيذعن ويسلم ولا يخالفكما).
والقرآن الكريم لم يكتف بالحوار والتواصل بالكلمات والأقوال، فحسب بل تعداه إلى الطباع والسلوك، ففي قوله تعالى: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلبِ لَانفَضُّوا مِن حَولِكَ) الآية: 159 من سورة آل عمران.
فالفظاظة تكون بالكلام، والغلظة تكون بالطبع والسلوك والحركات من عبوس الوجه والإعراض عن الآخر؛ (الفظ الغليظ) الجافي القاسي القلب، يقال: منه فظظت تفظ فظاظة، وأنت فظ على وزن فعل، إلا أنه أدغم كصب، والفظاظة خشونة الكلام، وأصل الفظاظة الجفوة، وهذا ما بات يعرف اليوم بلغة الجسد، وتأثيرها في التواصل.
كما يشير القرآن الكريم إلى ضرورة الحوار الهادئ وجمال الصوت المنخفض الذي يبث الطمأنينة في نفس المتلقي، وهذا واضح في قوله تعالى: (... وَاغضُضْ مِن صَوتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصوَاتِ لَصَوتُ الحَمِيرِ) سورة لقمان: الآية:19، إذن، فالحوار القرآني هو هبة إلهية في غاية الكمال والجمال، تمكن من يتخذها منهجاً حياتياً من التواصل الاجتماعي بأكمل وجه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat