صفحة الكاتب : مهدي المولى

المرأة الى اين
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


 اي نظرة موضوعية   لواقع المرأة في العراق يرى هناك تراجع في نيل حقوقها الانسانية من خلال التعامل معها كانسانة كاملة   لها نفس الحقوق والواجبات وانها لا تقل عن الرجل في بناء الوطن وسعادة الشعب  فكانت كثير ما تحلم وتامل ذلك الا ان تلك الاحلام والامال  بدأت تتلاشى وتزول
  المرأة العراقية تتحدى بقوة من اجل الاعتراف بأنسانيتها   رغم الظروف القاسية والتخلف الاجتماعي والفكري  والقيود التي تقيدها  الا انها لم تأيس ولم  ومستمرة في النضال والتحدي   فقدمت الكثير من التضحيات ومن الدماء وتعرضت للسجن والتعذيب والتشريد والاعدام وكانت تحلم ببناء مجتمع وطن يعترف  بها كانسانة  وتفتح امامها كل ابواب العلم والعمل لانهما يصنعان انسانية الانسان يقول الامام علي قيمة المرء ما يحسنه
لكن للأسف لم تحصل على ماكانت تحلم به وما تتمناه و ما تريده رغم صدور بعض القوانين التي تعترف بحقها الانساني وتدعوا الى مساواتها مع الرجل والمساهمة في بناء الوطن انها حصلت على الكثير من القوانين التي تؤكد ذلك  الا انها بقيت حبرا على الورق فهناك فرق بين القوانين  التي صدرت وبين الواقع العملي رغم ان  الدستور اعترف بمساوات المراة مع الرجل   في مجالات كثيرة الا انها لا تزال على الواقع العملي ناقصة عقل بحاجة الى ولي  الى محرم محرم عليها اختيار زوجها عملها كلامها فالمراة عورة وجهها صوتها عورة لا تزال ينظر اليها المجتمع نظرة قاصرة لا يثق بها فهي تحتاج الى وصي الى من يحميها حتى لو حملت اعلى الشهادات وتسلمت اعلى المناصب وبلغت من العمر عتيا ولا يهم وضع ذلك الوصي وعمره المهم انه رجل  حتى لو كان طفلا وجاهلا
فكنا لا نسمع ولا نقرا الخطب والفتاوى التي تهين المرأة وتحتقرها وتحرم عليها العلم والعمل واذا كنا نسمعها  او نقرأها في زوايا مظلمة و من شخصيات جاهلة متخلفة لا شان لها يعني ان هذه الاقوال والفتاوى كانت مطمورة في كتب صفراء
لكن الان اصبحت هذه الفتاوى الظلامية معنا  مفروضة علينا فرضا ومن شخصيات متصدرة للدولة وما علينا الا السمع والطاعة والأخذ بها والويل كل الويل ان اظهرنا عدم الرضا او حتى التأفف فذلك كفر والكافر يقتل بدأت هذه الفتاوى  تتصدر  المشهد في كل الاوقات وفي كل مكان واصبح من يطلقها هم السادة وهم اصحاب الشأن
 من هذه الفتاوى المكذوبة على الرسول وعلى الدين
 من مبطلات الصلاة المرأة والحمار والكلب الاسود يعني اذا مر كلب ابيض احمر لا يبطل الصلاة  لكن لماذا الكلب الاسود وما علاقة الحمار والمرأة والكلب الاسود في مبطلات الصلاة بحيث اصبحت منزلة المراة دون مستوى الكلب الابيض او الاحمر لانه لا يبطل الصلاة
 كما بدأت الدعوات والمطالبات الى اعتبار المرأة مجرد سيارة لا رأي لها ولا مشاعر ولا عقل ولا روح  تتوقف على من يركبها فأباحوها   فمن حق ولي امرها يمنحها يبيعها كما يبيع او يمنح اي سلعة من حقه وحده وليس لها اي حق في الرفض او الاعتراض والويل لها ان رفضت او اعترضت فجزائها الذبح
في عام 1959 استطاعت المرأة ان تفرض بعض حقوقها وترفع سن الزواج الى 18 عاما وبعد 64  عاما هاهم يفرضون سن الزواج دون التسع سنوات من عمرها
 المعروف ان  الانسان سواء كان رجل او امرأة في مثل هذا العمر  في حكم الشرائع السماوية والوضعبة  واولها الدين الاسلامي في حكم القاصر لانه لا قدرة له لادارة شؤونه المعاشية ولا بد من وصي حتى يبلغ البلوغ الذي حدد ب18 عاما فكيف بطفلة عمرها تسع سنوات تناط بها مسئولية زواج واسرة واطفال لا شك انها جريمة بحق الاسرة العراقية وبحق الاطفال وبالتالي بالمجتمع
كما نسمع دعوات مصبوغة بصبغة دينية  الهدف منها  ابعاد المراة عن العلم والعمل على اساس ان عمل المرأة هو بيتها وهذه الدعوات بدات تكبر وتتسع وفي بعض البلدان بدا اصحاب هذه الدعوات يفرضوها بالقوة حيث بدأت هجمات انتحارية  لتفجير مدارس البنات وقتلهن ومنعهن من التعلم
فأصبح شغل هولاء الذين وصلوا الى كرسي الحكم واخذوا يغرفون من الاموال الطائلة غرفا وبدون حساب ويعيشون الحياة المرفهة المنعمة ان يجعلوا من المرأة سلعة للاستمتاع لهم وحدهم ولا يمكن ذلك الا اذا جعلوها بدون روح بدون  عقل بدون مشاعر وعواطف فيجمعوا منهن  ما يرغبون وما يشتهون لهذا فانهم يشجعون الفساد والفقر والجهل والاحتيال واستغلال النفوذ فانها وسائل لتحقيق اهدافهم بجمع  اكبر عدد من المال والنساء
لهذا على المراة العراقية  وخاصة التي تناضل وتتحدى من اجل خلق مجتمع انساني وجعل المرأة انسانة من خلال مساهمتها  الفعالة في بناء المجتمع وتطوره عليها ما يلي
النزول الى مستوى المرأة الى مكان المراة ومشاركتها افراحها واحزانها وطقوسها وعاداتها في المدرسة الجامعة المعمل الحقل في الجبل والهور والسهل والصحراء في  تجمعات الافراح والاحزان وفي  طقوسها الدينية المختلفة المفرحة والمحزنة  والانطلاق من ذلك المستوى ثم رفعه الى الاعلى وعليها ان تكون حذرة من الاصطدام بالواقع لان الاصدام بالواقع يحدث النفور ومن ثم الابتعاد وبالتالي فشل المهمة
اي على المرأة النشطة ان تلتزم  بغطاء الرأس  وفي نفس الوقت حث النساء على التعلم والعمل ويكون انطلاقها في حث المرأة والعمل من قيم المرأة من دينها فالعلم والعمل هما اللذان يمنحان الانسان انسانيته وكرامته ويقضيان على كثير من السلبيات فالمرأة المتعلمة العاملة لها القدرة على تحدي الكثير من  سلبيات المجتمع وعاداته المتخلفة
على المرأة ان تقود النضال بأسمها ولا تجعل من نفسها ذيل للرجل فمن يؤيد المرأة عليه ان يكون ورائها يدعمها ويؤيدها لكنه ليس من حقه ان يمثلها
فتغيير المجتمع من خلال تغيير المرأة من خلال رفع مستواها الفكري والثقافي ومنحها القوة والشجاعة ولا يمكن تحقيق ذلك الا اذا دفعنا المرأة الى العلم والعمل

 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/07



كتابة تعليق لموضوع : المرأة الى اين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net