أسامة النجيفي :اهتمام أمريكي فوق العادة!
رائد عبد الحسين السوداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    في كل البلدان والدول تقريبا الديمقراطية تماما  وشبه الديمقراطية ،الدكتاتورية منها ،الملكية أو الجمهورية توكل مهمة رسم وممارسة السياسة الخارجية للسلطة والجانب التنفيذي أما السلطة التشريعية فيكمن واجبها على المستوى الرقابي والتصديق على المعاهدات والاتفاقيات لتدخل حيز التنفيذ ولذلك دائما تكون الزيارات الخارجية الرسمية التي يقوم بها من يتبوأ الجانب التنفيذي تنال اهتمام مسئولي البلد المضيف وأجهزة الإعلام هناك ،فالموقف الرسمي ومجريات الأمور السياسية والاقتصادية من اختصاصها ،أما الجانب التشريعي (البرلمانات) بكل أشكالها وفي كل الدول والبلدان فزيارات أعضائها بمن فيهم رؤسائها لا تحظى بنفس الاهتمام الذي يحظى به التنفيذي إلا في حالة العراق الجديد بعد 2003،فمن المعروف إن السيد رئيس الوزراء (نوري المالكي) قد قام  بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية في شهر 11من 2013ووصفت بأنها ناجحة على صعيد فريق رئيس الوزراء وفريقه والمراقبين الموالين وأغلب شركاء العمليات السياسية من خلال الدعم الذي وعدت به الإدارة الأمريكية لكننا نجد بعد هذه الزيارة وفي شهر كانون الثاني 2014قيام قطبين آخرين بزيارة واشنطن وبنفس التوقيت تقريبا وهما (صالح المطلك) نائب رئيس الوزراء التي لم تحظ باهتمام كبير وزيارة أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب (موضوع اهتمامنا ) فقد أولتها الإدارة الأمريكية اهتماما عال المستوى وفوق العادة إذ استقبله الرئيس أوباما وكذلك نائبه بايدن استقبله لمرتين وبتعامل يرقى إلى مصاف التعامل مع الرؤساء ونوقشت مواضيع وقضايا تنم عن سياسة أمريكية بتوجه واضح نحو (زعامة النجيفي) ونديته وربما تنافسه وتفوقه على زعامة (السيد المالكي) ولا يفوتنا هنا أن ننوه على لقاء النجيفي لراي اديرنو رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة فقد زار هذا الأخير النجيفي في مقر إقامته الذي أكد كما أكد بايدن وحسب المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب على إن" الجانبين أكدا على اهمية دعم العشائر بمختلف الاحتياجات الضرورية لمقاتلة القاعدة”.كما التقى مع وزير الخارجية جون كيري وهنا لنا أن نسأل ما لمغزى من كل هذا الاهتمام غير إبراز زعامة وندية السيد النجيفي ؟ من خلال التأكيد على دعم العشائر ستبرز لنا زعامات جديدة على الساحة تفرض رؤاها وأفكارها معتمدة على الدعم والسلاح الأمريكيين أي سنشهد اضمحلال الحالة والسلطة المدنيتين في الأنبار  لتكون منطلقا لباقي أنحاء العراق وتكون هذه الحالة بؤرة توتر جديدة ومنافس شديد للأحزاب والحركات السياسية والزعامات الدينية ،الأمر الآخر الذي تمخضت عن زيارة السيد النجيفي ما جاء على لسانه ومن على شاشة (الحرة – عراق) من مواقف يجب التوقف عندها وأهم هذه المواقف قوله على الحكومة العراقية أن تترك مهمة مقاتلة القاعدة لأهل السنة كيلا تكون هناك حجة ضد الحكومة بأنها طائفية ،والسؤال هنا  هل الجيش العراقي طائفي بمعنى إنه شيعي ورئيس أركانه كردي – سني والقائد محمد الكروي سني – عربي وقائد مكافحة الإرهاب كردي أم نحن أمام تكريس رسمي للانقسام المجتمعي وتغييب ممنهج للعقل الجامع (الدولة) وصولا إلى حالة الاحتراب المطلوبة والمتوقعة في العراق لتحقيق كامل الأهداف الأمريكية من خلال عملية الاحتلال ،وسنشهد مطالبات وهذا متوقع بتغييب أمريكي للنهج الرسمي المتمثل بالقوى الأمنية (الشرطة والجيش)بتسليح عشائري في الجنوب والوسط لحماية النفس وأيضا حب الظهور كزعامات .إذاً نحن أمام مرحلة الذروة في تطبيق (الفوضى الخلاقة) في العراق وأحد أبرز وجوهها الفتى المدلل الجديد السيد (أسامة النجيفي).

الموضوع السابق شعب مصر ينتصر لحريته

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat