لابد لكل علماء زمان معين أن يعانوا كثيرا إلى أن يصلوا ما هم علية، ويضحوا كثيرا في سبيل تحقيق أهدافهم خدمة لمجتمعهم ويبتلوا كثيرا بمن يدعون الأعلمية، وفي من يرغبون بتحقيق العيش كملوك وزعماء في الدنيا وكأنبياء في الآخرة، والسيد السيستاني ليس ببعيد عن أولئك العلماء الذين أحاطهم الله بعلمه وابتلاه بجهالة قوم لا ترجم .
طائفة الإمام جعفر الصادق عليه السلام اعتمدت بعد انتهاء عهد الأئمة المعصومين، وبداية الغيبة وانتهاء عهد السفراء، إعتمدت على علماء الأمة الذين ثبتت أعلميتهم، وبان إتزانهم وظهرت عدالتهم، وتبين ورعهم عن الآخرين، وهم من يجب تقليدهم والسير وفق ما يرونه صحيحا فيما يتعلق بأمور دينهم ودنياهم، ولذلك نرى بأن المذهب الجعفري وعلماءه بقي عاصيا عن سطوة الحكام، واستغلالهم ، أو استخدامهم كوعاظ للسلاطين .
كما كان للمرجعية دور كبير في وقت الأزمات ونذكر من ذلك فتاوى مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم فيما يتعلق بملكية الأراضي الزراعية والسيد الخوئي زعيم الحوزة العلمية وفتاواه الشهيرة حول احتلال الكويت، وغيرهم الكثير فيما يتعلق بأمور البلد الاجتماعية والسياسية، وبعد عام 2003، كان للفتوى الشهيرة للسيد السيستاني اثر كبير جدا على تحول القرار الأمريكي تجاه عملية منح الصلاحيات للساسة العراقيين وتكوين دستور مؤيد باستفتاء من قبل الشعب .
بعد كل تلك المشاريع الوطنية التي أقامها السيد السيستاني في حفظ دماء العراقيين ودفعة الناس باتجاه التعايش السلمي تأتي من بعيد هاوية صحافة تتنعم بدنيا أوربا، لتردد أكاذيب أفتعلها جماعة من جهال العملية السياسية ومراهقي الصعود على أكتاف العلماء وقادة الأمة، وبالرغم من أن ذلك ليس غريبا أن ترمى هامة عالية وقامة وطويلة بهكذا خزعبلات غير موجودة الا في عقولهم المتعفنة، من كثرة التفكير بهوى السلطة، والكل يعر ف بأن السيد موقفة واضح من جميع القوانين الوضعية وفتاواه ناصعة والوضوح فيما يتعلق بأمور الناس اليومية، ولكن ما يحدث من خذش وتشويه هو من أصل حكاية اسمها العلماء وبلاء الجهالة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat