رواية الايمان بصحيحي البخاري ومسلم تلزم المسلمين باعلان الحداد ولنجعل يوم ميلاده يومنا الوطني
الشيخ حسين البيات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ حسين البيات

ذكر علماء المسلمين في معنى حب النبي (ص) كما للحافظ ابن حجر ان منع الايمان في "لا يؤمن احدكم " هو ايمانا كاملا مستدلين بما جاء في الرواية من قول الخليفة عمر: ((يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلاّ من نفسي. فقال:" والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك "، فقال له عمر: فإنك الآن أحب إليَّ من نفسي. فقال:" الآن يا عمر "،
فان قول الخليفة في لحظة قبوله حب النبي (ص) الا على نفسه ثم قبوله بذلك لاحقا افاد عند ابن حجر هو كمال الايمان
واعتبر ابن تيمية ان من مصاديق حب النبي (ص) هو اتباعه وطاعته وقال الشيخ سليمان بن عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتابه (تيسير العزيز الحميد): لا يؤمن أحدكم: أي لا يحصل له الإيمان الذي تبرأ به ذمته ويستحق به دخول الجنة بلا عذاب حتى يكون الرسول (ص) أحب إليه من أهله وولده ووالده والناس أجمعين، بل لا يحصل له ذلك حتى يكون الرسول (ص) أحب إليه من نفسه (موقع السنة)
ونص الحديث كما رواه البخاري في صحيحه عن رسول الله (ص) قال: ((فوالذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده)).وبلسان اخر في صحيح مسلم قال (ص) : (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).
لذا نلاحظ الاية الكريمة التي اشارت الى مبيت امير المؤمنين (ع) في فراش رسول الله ص "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله " حيث قدم علي (ع) نفس رسول الله (ص) على نفسه "نفسي لنفسك الفداء"
فلفظة "لا يؤمن احدكم " هو منع معنى الايمان اي لا يعتبر ايمان المسلم حقيقيا اذا لم يكن رسول الله (ص) احب اليه من نفسه
فمن مظاهر الحب هو الشعور بالنبوة واتباعها والارتباط بها على نحو المعنى الكلي والمعنى المتفرع مما يمكن استفادته من الرواية هو حب النبي (ص) بشخصه وهذا لا يقطعه الزمن وبُعده فان الرواية ثابتة جدا في مجال حب النبي (ص) واظهار معاني الحب له (ص) في حياته او حين رحيله وسواء كان اعلان الحزن بيوم وفاته (ص) كما يفعل الشيعة او ايام ميلاده للكثير من المسلمين ،فهي ايضا من مظاهر حب النبي (ص)
فمما يرويه عامة المسلمين عن امير المؤمنين (ع) انه قال لما رمس رسول الله (ص) جاءت فاطمة – سلام الله عليها - فوقفت على قبره وأخذت قبضة من تراب القبر فوضعته على عينيها وبكت وأنشأت تقول:
ماذا على من شم تربة أحمد * أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام عدن لياليا
ونلاحظ هنا فوائد عدة ومن اهمها هو التبرك بتراب قبره وبكائها بعد موته وزيارة قبره وهي امور مازالت الثقافة الدينية عند اخوتنا في الوطن ترد مثل هذه الصيغ الشرعية لمفاهيم الدين الوسط
لذا شكك بعض المحدثين من عامة المسلمين بهذه الرواية لما فيها من اجابات لإشكالات يواجهون بها مدرسة اهل البيت ع ، لكنهم وجدوا الرواية عند ابن الجوزي في (الوفاء) كما نقلت بعض المصادر الا ان كامل السند موجود في المخطوطة الاصلية ومحذوف في الكتاب المطبوع
ان مرور المسلمين خصوصا الاخوة الاعزاء بوطننا العزيز على هذه المآساة العظيمة بفقد نبي الامة دون ان يتحدث احد بشيء ولو بالحديث عن اثر فقده على الامة الاسلامية او التوقف للحظة لتذكر حياته (ص) لهو محل نظر للتعرف على حقيقة ما تتبناه ثقافة هذا المجتمع الذي تعيش مكة والمدينة بين ذرات ترابها وهي اولى باعلان الحزن لفقده واعلان الفرح بمولده
لذا فاني ادعو عامة المسلمين للتمعن اكثر في مضامين روايات تصححها الكتب المعتبره عندهم للتعرف على حقيقة التعبير الحقيقي لحب النبي (ص) وعترته الطاهرة وان نمد الايدي لاقامة عزاء لفقده (ص) وحفلا وطنيا بيوم ميلاده (ص) وان يكون يومنا الوطني الحقيقي هو يوم ميلاد نبي الامة محمد (ص)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat