الشهيد الصدر(رض) انقذ امة الإسلام
الشيخ حسين البيات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ حسين البيات

لم يكن المفكر والفقيه الكبير الشهيد الصدر رضوان الله عليه شخصا عاديا لتطوى برحيله قصة شخصية او حياة فردية بل كان عظيما بما تحمله الكلمة من معنى العظمة والشموخ فحمى بفكره مرحلة صعبة وحساسة على الواقع الإسلامي بالخصوص وان طبع أيضا بصماته على تحليل للتاريخ الإسلامي بخلافه الامامي الفاطمي فحلل وجذر وأسبغ فكرا صافيا يؤكد على حق علي عليه السلام في امامته وحق فاطمة عليها السلام في فدك وحق العترة الطاهرة في مواجهة الواقع الإسلامي المؤلم .
اما فكره الإسلامي بكتبه الاربعة المهمة وهي فلسفتنا واقتصادنا والاسس المنطقية والبنك اللاربوي فهي تمثل عمق التأصيل للمبادئ الإسلامية ورد لأسطورة الشيوعية المتصدية بقوة آنذاك في ديكالكتيكها الذي نسف جل الفكر المعنوي في صناعة التاريخ واستطاع ان يؤصل لمرحلة جديدة من كون الاقتصاد هو صانع التاريخ وينسف القيمة الفلسفية للعقل فيستبدله بالتجريبي.
لم تكن السبعينيات سنوات رخاء على النهج الإسلامي بل كان يواجه إضعافا حقيقيا لمنتميه امام شيوعية جعلت الرأسمالية تواجه التحدي الفكري والواقعي والسياسي وتطرح إشكالات كبيرة على الفكر الإسلامي بدعوى انه غير معارض لمنهجية وفلسفة الرأسمالية في تنمية رأس المال والارستقراطية الناشئة منها وضيقوا على الإسلام من جانب عدم تقدمه في مفاهيمه الإنسانية في الحريات الفردية وعدالة التوزيع في الإرث فاصبح الإسلام في مرمى المدارس المادية المختلفة.
وقد واجهنا ونحن في ريعان شبابنا إشكالات عقدية وفكرية عديدة ولم يكن بإمكان شباب في مقتبل العمر ان يقفوا امام تلك التحديات ولم يكن امامنا سوى كتابي فلسفتنا واقتصادنا لنستلهم منهما ما يمكن من خلالهما الرد على تلك الاعتراضات الفكرية على الاطروحة الإسلامية بالرغم من شحة الكتاب آنذاك وصعوبة الحصول عليه وكان هذان الكتابان ملهمين وعظيمين بحق.
فقرأنا النظريات المادية وكيف استطاع الشهيد الصدر (رض) ان يعيد صياغة تلك الأفكار المنظمة الى جدولة فلسفية يستطيع القارئ والمفكر من خلالها معرفة جذر المشكلة وكيفية الرد عليها بإطار علمي رصين.
كانت ليالي الجدل والحوارات طويلة جدا لم تغمض لي عين متتبعا للإشكالات وكيفية الرد عليها لكننا كنا نفتقد للمرشد العلمي والمربي الذي نستنير بقوة حجته ولم يكن التأثير العلماني ضعيفا لينبري له أي مبتدئ او متطفل على الفلسفة او مثقف متواضع ليتمكن من حل ألغاز صعبة لم تجد لها من مصدر متين.
ولم يكن هذا دأب اغلب المفكرين الاسلامين الذين انزووا عن صياغة ردود تناسب المعترضين والمشككين وكنا نلوذ بكتب الشهيد الصدر واستعارة بعض اخر في جدل وجدت ان المواجهة هي الحل ولكم تمنيت ان يتوفر لي الوقت لأجل ان اكتب عن تلك المرحلة لما فيها من تحديات لم تكن بالسهلة اطلاقا.
واننا في ذكرى شهادة هذا الجهبذ العظيم الذي ملأ الدنيا فكرا وثقافة وحرية امام اعتى جبروت تفرعن على عباد الله وكان خبر شهادته في الثامن من ابريل 1980 م يمثل وقعا حزينا على قلوبنا بالرغم من انني لم اره او التقي به وانما عرفته من خلال كلماته فكان نبراسا حقيقيا لي ولجيل شبابي واسع .
مدرسة الشهيد الصدر رضوان الله عليه مدرسة واسعة بأفق موسوعي شمل المجمتع بشتى همومه والحوزة والشباب .
رضي الله عنك سيدي يا شهيد الإسلام وعلى اختك بنت الهدى التي ابت الا ان تسير على دربك واللعنة الدائمة على قاتليكما الى يوم الدين والسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat