صفحة الكاتب : رياض هاني بهار

تقاعد القاضي القدوة
رياض هاني بهار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
    لااجيد كتابة كلمات الثناءات عن الاشخاص مادام الشخص متبؤا منصبا ، وجمعت شجاعتي للكتابة عن عراقي يستحق الثناء، والتي تربطني به رابطة صداقة امتدت ربع قرن ، الا وهو القاضي غضفر حمود الجاسم رئيس الادعاء العام الذي تقاعد من الوظيفة قبل ايام ، وهناك شقين ممكن تناولها بشخصه الاولى تتعلق بسلوكه كانسان والاخرى مهنية تتعلق بوظيفتة ،  وان كلمة القاضي لاتعني مجرد شخص يقضي ويحكم بين الناس فحسب، بل تعني أولا وقبل كل شئ، النزاهة والاستقامة والعدل في الأحكام ، فإذا عدل القاضي في حكمه اكتسب ثقة المواطنين، وأمن الناس على أنفسهم وأموالهم ، وإذا ماانحرف في سلوكه أو وقف مواقف الريبة ، ساءت ظنون الناس في نزاهة قضائه، وفقد المجتمع ثقته في إنصافه وعدله، وكان ذلك مبعثا للفتنة والفوضى . 
     فوجدته يحمل كافة المعايير المدونة بسلوك القاضي النزيه ، اضافة الى ايمانه المطلق بالقضاء المستقل، ومدافعا عن استقلاليته بجرأة وصراحة، في أي مجلس مهما كان، وكان مدركا باعتبار قدسية القانون فوق كل اعتبار، ومتفهما للتنوع الموجود في المجتمع، وأن لا يسمح لتوابعه أو آخرين خاضعين لنفوذه ، أن يميزوا بين الأشخاص المعنيين في قضايا معروضة عليه، وعرفت بشخصه الشجاعة الأدبية بالجرأة على حسم المواقف ، واتخاذ القرار المناسب المستمد من القانون والعدل، والإيمان بالحق والإحساس بجسامة المسؤولية، معتبرا أن ذلك لن يتحقق إلا إذا مارس المهام على أساس تقديره الجيد للوقائع ، والتفهم الواعي للقانون، حسب ما يمليه عليه ضميره، ودون تأثير خارجي أو تحريض أو ضغط أو تهديد، أو تدخل مباشر أو غير مباشر من أي طرف كان، فقد كان مترفعا عن كل ما يشين عمله المهني، أو يقدح فيه، أو ينأى به عن الحق، لا يتدخل بشكل شخصي في الدعاوى، ولا يتوسط لقرابته ومعارفه، ولا يستغل منصبه في أي أمر يعنيه، وكان حريصا إلى عدم السماح لعلاقاته الاجتماعية أو الأسرية أن تؤثر في سلوكه أو أحكامه ومواقفه ، وكان من يصون مقومات الحياد، وامتنع عن الانتماء السياسي لاي جهة لانها تؤثر على الحيادية ، متخذا من المهنية  والحرص، في سيرته، من خلال نزاهته، ونزاهة الجهاز الذي ينتمي إليه، والتحلي بكل الصفات الحميدة التي تجعله بمنأى عن كل طعن أو تجريح، ورغم صرامته، وجديته، ووقاره ، فإنه مع ذلك على خلق، يسع الجميع، ولا يخلو من ظرافة وطرافة، تأتي في بعض الأحيان في التعبير بابتسامات صادقة تطفي على الاجواء روح المداعبة والضحكة التي تدل على نقاء الذات وصدق الابتسامة ، هنيئا لك يا ابا زينب على هذه السمعه ، وهنيئا لك التقاعد .
riadhbahar@yahoo.com
عمان

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض هاني بهار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/30



كتابة تعليق لموضوع : تقاعد القاضي القدوة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net