المطالب السلمية والتشويه المقابل وتضليل القنوات المأجورة
فلاح السعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في بعض الأحيان يُشوَه مفهوم معين وإن كان يحمل السمة الحسنة التي ترقى بها الشعوب عبر التاريخ ويكون وراء هذا التشويه مصالح لا دخل لها في المفهوم إلا من خلال تأثير المطلب الذي يحمله المفهوم حيث تراه مؤثرا على مصالحا وإبعادها عن ساحة القرب للمواكبة الحادثة, ومن هذه المفاهيم مفهوم المطالب والثورة الذي يعتبر من المفاهيم البناءة للشعوب والحكومات, وقد تتعدد أسباب الثورة تبعا للمطالب التي تتضمنها, ولا يعزى سبب الثورة إلى ما يعانيه المواطن والمجتمع من البؤس الاقتصادي فقط، وذلك أن الطبقة الفقيرة والمحرومة موجودة في كل مكان، وليس لهم تأثيرا كبيرا في التغيير حيث أن الفقر والحرمان الاقتصادي ليس سببًا كافيًا للقيام بثورة، إلا أن هناك مطالب أعمق وأقوى من لقمة العيش والفقر والحاجة والحرمان منها غياب العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع من قِبَل الحكومات أو الطبقة الحاكمة والمسئولة عن الرعية, والكرامة والعزة فوق كل شيء حينما يشعر الفرد أنه لا كرامة له, يفضل الموت بعز وتحت رماح وسيوف الأيادي التي تسيطر وتمتلك القوة ولم ترع المواطن, وأيضا توجد أسباب أخرى لقيام الثورات منها، الممارسة والإجراءات السياسية التي تعطي البعض الحصول على الفرص وتمنعها من البعض الآخر أو تقدم بعضا من أفراد الشعب على غيرهم فهذا عين البخس والاستهانة التي لا يرتضيها كل فرد على وجه البسيطة، ففقدان العدالة الذي يجعل المواطن يشعر بالذل والظلم دافعا نحو التغيير والمطالبة والقيام.
وحيث أن الدفاع عن أي شيء يحتاج في الأغلب إلى الثورة والإعلان عن المطالب, فلا بد للإنسان حين شعوره بالهجوم عليه بنزع كرامته وظلمه وفقدان العدالة بينه وبين الآخرين أن يخرج مطالبا, ولا يخفى على كل ذي لب أن الثورات تكون بيضاء تارة يعني هادئة ومرات أخرى لا تكون إلا بنزف الدماء على أرض البلاد التي طالما احتضنت أجساد أبناءها, وفي أحيان أخرى يتطلب الأمر أن تخرج وتتحرك المرأة من أجل المطالبة فيكون من العيب على الرجل أن يبقى ساكنا ساكتا, فتحركها يعني أن هناك أمرا لا بد من التحرك لأجله وهو ما يكون مؤذيا للعوام بحيث تصل النوبة إلى تحرك المرأة وهو التحرك الذي دعى سيدة النساء فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) حينما وصل الأمر إلى شيء لا يُسكَت عليه, خرجت الزهراء(سلام الله عليها) تجر أذيالها لا تخرم مشيتها مشية نبي الأمة والكون ( صلى الله عليه وآله) لتخطب بالناس خطبةً تطالب فيها بالعدل كمطلب رئيس وبإحقاق الحق مما ادخل الخليفة في إنذار عميق إلى اليوم والتاريخ نقل هذه التحركات التي قال فيها القران أن فيها لعبرة, ولا يخفى العراق من هذه اللوحة التاريخية التي رسمت أعمق حقوق المطالبة والقيام فهو من الشعوب التي طالما كانت وهي إلى اليوم كادحة ومظلومة حتى من ناسها, الم تروا أن (( وسائل الإعلام من القنوات ذات المد الخارجي والانترنيت )) قامت وتقوم بنقل المطالبات والثورات والتحركات لجميع الشعوب بينما تحرك أهل العراق اتهموه بالبعثية والعبثية والعمالة, بينما لم يكن تحركهم من أجل إسقاط النظام بل كان من أجل أن يقولوا للحكومة... ( أنت الأب والأم التي لا بد من أن تحتضنينا وتعطينا غذاء العز والكرامة والعدالة لكي تبنينا كجيلٍ يصنع لكي مستقبل الحياة الزاهرة والرفعة بين شعوب الأرض )... ولكي تعيدي بلدنا لجعله بلد العطاءات كما كان بلد الحضارات الأولى وبلد الحياة لمن يرغب بالحياة النبيلة, وانا أعتقد أن ممن ساعد على نماء فكرة بعثية المطالب التي طالب بها العراقيون وخرج من أجلها سلميا هي (الوكالات والقنوات التي تمدها دول الخارج ) فكانت تبث إعلاميا وبتوجيه من الدول التي تمدها أن المظاهرات ستكون لأيدٍ بعثية فكانت هذه القنوات والأفواه تطيع لما تملي عليها الدول التي تمدها, متناسية أن هذه ( مواقف يسجلها الله قبل التاريخ ), فكانت هذه القنوات والمواقع والمنتديات ممن ينطبق عليها كلام الله تعالى في قوله: ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (الأنعام:116), فصارت في أمر وموقف مخجل بعد خروج العراقيين ورفع الشعارات المسالمة وبيان أن مطلبهم ليس ضد الحكومة بل من أجل لفت الحكومة إلى حال أبناءها العراقيون, وفعلا استجابت الحكومة وهي تقوم اليوم ببعض ما وعدت به الشعب وننتظر البقية منها وما كانت هذه الاستجابة الا شهادة أعتراف من الحكومة بأحقية مطالب الشعب العراقي وممن خرج لأجل لفت الانتباه الى هذه المطالب وفي نفس الوقت فقد ضربت الحكومة كسرت انوف هذه القنوات المسمومة من دول الخارج والتي تعمل لا من أجل العراق بل من أجل من يمدّها, ومن أجل هذه ندعوهم إلى أخذ العبرة والعمل على الاهتمام بالمواطن العراقي إعلاميا, فكل عراقي هو من بلد الحضارات التي لا بد أن يتماسك أبناءها ويكونوا كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا.
حفظ الله العراق والعرقيين وآمنهم من كل مكروه وأبعد عنهم كل مسئ.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
فلاح السعدي

في بعض الأحيان يُشوَه مفهوم معين وإن كان يحمل السمة الحسنة التي ترقى بها الشعوب عبر التاريخ ويكون وراء هذا التشويه مصالح لا دخل لها في المفهوم إلا من خلال تأثير المطلب الذي يحمله المفهوم حيث تراه مؤثرا على مصالحا وإبعادها عن ساحة القرب للمواكبة الحادثة, ومن هذه المفاهيم مفهوم المطالب والثورة الذي يعتبر من المفاهيم البناءة للشعوب والحكومات, وقد تتعدد أسباب الثورة تبعا للمطالب التي تتضمنها, ولا يعزى سبب الثورة إلى ما يعانيه المواطن والمجتمع من البؤس الاقتصادي فقط، وذلك أن الطبقة الفقيرة والمحرومة موجودة في كل مكان، وليس لهم تأثيرا كبيرا في التغيير حيث أن الفقر والحرمان الاقتصادي ليس سببًا كافيًا للقيام بثورة، إلا أن هناك مطالب أعمق وأقوى من لقمة العيش والفقر والحاجة والحرمان منها غياب العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع من قِبَل الحكومات أو الطبقة الحاكمة والمسئولة عن الرعية, والكرامة والعزة فوق كل شيء حينما يشعر الفرد أنه لا كرامة له, يفضل الموت بعز وتحت رماح وسيوف الأيادي التي تسيطر وتمتلك القوة ولم ترع المواطن, وأيضا توجد أسباب أخرى لقيام الثورات منها، الممارسة والإجراءات السياسية التي تعطي البعض الحصول على الفرص وتمنعها من البعض الآخر أو تقدم بعضا من أفراد الشعب على غيرهم فهذا عين البخس والاستهانة التي لا يرتضيها كل فرد على وجه البسيطة، ففقدان العدالة الذي يجعل المواطن يشعر بالذل والظلم دافعا نحو التغيير والمطالبة والقيام.
وحيث أن الدفاع عن أي شيء يحتاج في الأغلب إلى الثورة والإعلان عن المطالب, فلا بد للإنسان حين شعوره بالهجوم عليه بنزع كرامته وظلمه وفقدان العدالة بينه وبين الآخرين أن يخرج مطالبا, ولا يخفى على كل ذي لب أن الثورات تكون بيضاء تارة يعني هادئة ومرات أخرى لا تكون إلا بنزف الدماء على أرض البلاد التي طالما احتضنت أجساد أبناءها, وفي أحيان أخرى يتطلب الأمر أن تخرج وتتحرك المرأة من أجل المطالبة فيكون من العيب على الرجل أن يبقى ساكنا ساكتا, فتحركها يعني أن هناك أمرا لا بد من التحرك لأجله وهو ما يكون مؤذيا للعوام بحيث تصل النوبة إلى تحرك المرأة وهو التحرك الذي دعى سيدة النساء فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) حينما وصل الأمر إلى شيء لا يُسكَت عليه, خرجت الزهراء(سلام الله عليها) تجر أذيالها لا تخرم مشيتها مشية نبي الأمة والكون ( صلى الله عليه وآله) لتخطب بالناس خطبةً تطالب فيها بالعدل كمطلب رئيس وبإحقاق الحق مما ادخل الخليفة في إنذار عميق إلى اليوم والتاريخ نقل هذه التحركات التي قال فيها القران أن فيها لعبرة, ولا يخفى العراق من هذه اللوحة التاريخية التي رسمت أعمق حقوق المطالبة والقيام فهو من الشعوب التي طالما كانت وهي إلى اليوم كادحة ومظلومة حتى من ناسها, الم تروا أن (( وسائل الإعلام من القنوات ذات المد الخارجي والانترنيت )) قامت وتقوم بنقل المطالبات والثورات والتحركات لجميع الشعوب بينما تحرك أهل العراق اتهموه بالبعثية والعبثية والعمالة, بينما لم يكن تحركهم من أجل إسقاط النظام بل كان من أجل أن يقولوا للحكومة... ( أنت الأب والأم التي لا بد من أن تحتضنينا وتعطينا غذاء العز والكرامة والعدالة لكي تبنينا كجيلٍ يصنع لكي مستقبل الحياة الزاهرة والرفعة بين شعوب الأرض )... ولكي تعيدي بلدنا لجعله بلد العطاءات كما كان بلد الحضارات الأولى وبلد الحياة لمن يرغب بالحياة النبيلة, وانا أعتقد أن ممن ساعد على نماء فكرة بعثية المطالب التي طالب بها العراقيون وخرج من أجلها سلميا هي (الوكالات والقنوات التي تمدها دول الخارج ) فكانت تبث إعلاميا وبتوجيه من الدول التي تمدها أن المظاهرات ستكون لأيدٍ بعثية فكانت هذه القنوات والأفواه تطيع لما تملي عليها الدول التي تمدها, متناسية أن هذه ( مواقف يسجلها الله قبل التاريخ ), فكانت هذه القنوات والمواقع والمنتديات ممن ينطبق عليها كلام الله تعالى في قوله: ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (الأنعام:116), فصارت في أمر وموقف مخجل بعد خروج العراقيين ورفع الشعارات المسالمة وبيان أن مطلبهم ليس ضد الحكومة بل من أجل لفت الحكومة إلى حال أبناءها العراقيون, وفعلا استجابت الحكومة وهي تقوم اليوم ببعض ما وعدت به الشعب وننتظر البقية منها وما كانت هذه الاستجابة الا شهادة أعتراف من الحكومة بأحقية مطالب الشعب العراقي وممن خرج لأجل لفت الانتباه الى هذه المطالب وفي نفس الوقت فقد ضربت الحكومة كسرت انوف هذه القنوات المسمومة من دول الخارج والتي تعمل لا من أجل العراق بل من أجل من يمدّها, ومن أجل هذه ندعوهم إلى أخذ العبرة والعمل على الاهتمام بالمواطن العراقي إعلاميا, فكل عراقي هو من بلد الحضارات التي لا بد أن يتماسك أبناءها ويكونوا كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا.
حفظ الله العراق والعرقيين وآمنهم من كل مكروه وأبعد عنهم كل مسئ.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat