(( بدّلنا حمود بمسعود )) !!
غفار عفراوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في الرياضة أيضا ، وليس فقط السياسة ، نجد العجائب والغرائب والضحك على الذقون والسخرية من الناس على كافة أنواعهم وأعمارهم. كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العراق كما في أغلب دول العالم ، ولدى العراق خزين كبير من البطولات والكؤوس والأوسمة في كافة الفئات العمرية ، حققها مجموعة من نجوم الكرة العراقية الذين ذاع صيتهم في الساحات العالمية فضلاً عن العربية.
ورغم هذا الكم الهائل من النجوم في لعبة كرة القدم، نجد أن التهميش والإقصاء والإنكار لتاريخهم هو السائد على مدى تاريخ الاتحادات الكروية ، فقد كانت السياسة تلعب دوراً كبيراً في رسم خارطة الاتحادات وخصوصاً في زمن البعث؛ إذ كان ابن الطاغية الأكبر يلعب بالاتحادات طوبة ولا رادع ولا رافض لسياسته طيلة فترة حكمه باستثناء بعض النجوم الذين لم يسمح لهم تاريخهم الناصع وأخلاقهم العالية أن يكونوا أداة بيد صبي مخبول يقرر ويحكم ويعاقب بالمزاجية والحقد والتسلط. ومن أبرز هؤلاء النجوم ثعلب الكرة العراقية فلاح حسن والحارس الكبير لمرمى المنتخبات الوطنية رعد حمودي ، وأدى رفضهما لسياسة عدي ابن الطاغية إلى مغادرتهما العراق مجبرين ورافضين للظلم والجهل في الاتحاد واللجنة الاولمبية.
بعد سقوط النظام استمرت الحال على ما هي عليه وتسلط أذناب عدي على مقاليد السلطة وكان أبرزهم حسين سعيد الذي استخدم الرياضة لضرب التغيير الجديد في العراق بسبب ارتباطه الوثيق بحزب البعث.
مرت الكرة العراقية بسنوات مد وجزر في زمن حسين سعيد ولم يكن المنتخب الوطني بكرة القدم في أفضل حالاته وكانت الطائفية والفئوية والضحك على الذقون هي الأساس في اختيار لاعبي المنتخب حتى صارت السمة الغالبة هي التناحر والاختلاف والمشاكل بين اللاعبين بسبب شارة الكابتن وتفضيل لاعبين مقربين من رئيس الاتحاد على لاعبين من غير طائفته ومن أبرز المظلومين في زمن حسين سعيد الهداف عماد محمد إذ فضل عليه يونس محمود لأسباب طائفية.
بعد مشاكل عديدة مرت بها الكرة العراقية قررت الهيئة العامة التغيير واختيار الرجل المناسب لقيادة كرة القدم العراقية وإعادتها إلى شاطئ الأمان ، وتم تحديد موعد للانتخابات وتم إبعاد حسين سعيد وانسحب ابرز المرشحين احمد راضي وانحصرت المنافسة بين ناجح حمود وهو احد أدوات الفشل في زمن حسين سعيد وبين القادم من بلاد الغربة والحامل لتطلعات الجماهير والمنتظر لتحقيق الأحلام الوردية للجميع وهو اللاعب والمدرب ورئيس الهيئة الإدارية لنادي الزوراء فلاح حسن .
كانت الكفة تشير إلى فوز فلاح حسن بالانتخابات بسهولة وبفارق كبير من الأصوات وكانت الجماهير والنقاد وغيرهم ينتظرون إعلان فوزه لتنطلق الأفراح والاحتفالات في شوارع العاصمة والمحافظات الأخرى.
أعلنت نتائج الانتخابات، وكانت الصدمة للجميع، فوز ناجح حمود وعودة الكرة العراقية إلى المربع الأول ، وعودتها إلى التخبط والفشل والتناحر بين أعضاءه ، وبسبب خروقات قانونية شابت الانتخابات أعلن مجموعة من المرشحين اعتراضهم على النتيجة وقرروا رفع شكوى قضائية إلى محكمة دولية للنظر بالقضية لعدم وجود محكمة عراقية مختصة بكرة القدم.
استمرت القضية أكثر من عامين ، وصلت الكرة العراقية فيها إلى الهاوية ، وكان ترتيب المنتخب الوطني بكرة القدم (109) وهو رقم مخيف لم يحصل له منذ تشكيله أول مرة.
أكثر من سنتين ، تم فيها هدر المليارات من أموال الشعب بلا فائدة ولا تحقيق أي انجاز ، فخرجنا من تصفيات كاس العالم مرة أخرى ، وخسرنا جميع البطولات التي شاركنا فيها، وتم التعاقد مع أكثر من ستة مدربين على مدى العامين وهو أمر غريب جداً.
دوري كرة قدم هزيل وغير منظم علامته الفارقة هي التأجيل المستمر للمباريات وكثرة الأخطاء التنظيمية التي أثرت كثيرا على مستوى اللعبة في العراق.
حكمت المحكمة ببطلان الانتخابات التي فاز فيها ناجح حمود وقرر الاتحاد الدولي إجراء انتخابات جديدة ، وكانت بارقة أمل جديدة تلوح في الأفق لترميم ما تهدم وتصليح ما تعطل بسبب الاتحاد الفاشل. وعادت الأنظار تتجه إلى فلاح حسن المنقذ للكرة العراقية وبدأت الترشيحات للانتخابات ، ولكن ، فوجئ الجميع ان الاتحاد غير الشرعي والملغى من قبل المحكمة الدولية يقوم بنفسه الإشراف على القوائم والانتخابات القادمة وجميع أعضاءه رشحوا أنفسهم لعضوية الاتحاد وأبرزهم ناجح حمود رغم فشلهم الذريع والمدوي .
انسحب فلاح حسن من الترشيح بسبب الفوضى والجهل بالأمور الإدارية وعدم الانصياع لقرارات المحكمة لان الانتخابات ستكون فاشلة وغير قانونية بسبب عدم قانونية الاتحاد الذي يشرف عليها .. وما بني على باطل فهو باطل.
قام نائب رئيس الاتحاد المنحل بترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد رغم انه كان أحد أدوات الفشل أيضا في إدارة الاتحاد لان منصبه كبير ولم يستطع تغيير شيء في واقع الكرة طيلة ستة سنوات وأكثر.
لا أعلم ماذا يخبئ المستقبل لكرة العراق، وماذا سيكون حال منتخباتنا الوطنية في ظل التخبط والعشوائية والفوضوية التي تعيشها المؤسسات الرياضية عموماً وهي تعيش حالة من العصيان لقانون النجاح الأزلي الذي يؤكد على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
هل سيبقى ثلة من الجهلاء يقودون مفصلاً مهماً من مفاصل حياة الشعب العراقي ، هل سيبقى قانون المحسوبية والفئوية والطائفية هو سيد الموقف في الإعلام والسياسة والرياضة وغيرها ..
وهل سيبقى "خصا العقل يقود فحول العقول" !
=================
كاتب عراقي
Afrawi70@yahoo.com
11-12-2013
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
غفار عفراوي

في الرياضة أيضا ، وليس فقط السياسة ، نجد العجائب والغرائب والضحك على الذقون والسخرية من الناس على كافة أنواعهم وأعمارهم. كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العراق كما في أغلب دول العالم ، ولدى العراق خزين كبير من البطولات والكؤوس والأوسمة في كافة الفئات العمرية ، حققها مجموعة من نجوم الكرة العراقية الذين ذاع صيتهم في الساحات العالمية فضلاً عن العربية.
ورغم هذا الكم الهائل من النجوم في لعبة كرة القدم، نجد أن التهميش والإقصاء والإنكار لتاريخهم هو السائد على مدى تاريخ الاتحادات الكروية ، فقد كانت السياسة تلعب دوراً كبيراً في رسم خارطة الاتحادات وخصوصاً في زمن البعث؛ إذ كان ابن الطاغية الأكبر يلعب بالاتحادات طوبة ولا رادع ولا رافض لسياسته طيلة فترة حكمه باستثناء بعض النجوم الذين لم يسمح لهم تاريخهم الناصع وأخلاقهم العالية أن يكونوا أداة بيد صبي مخبول يقرر ويحكم ويعاقب بالمزاجية والحقد والتسلط. ومن أبرز هؤلاء النجوم ثعلب الكرة العراقية فلاح حسن والحارس الكبير لمرمى المنتخبات الوطنية رعد حمودي ، وأدى رفضهما لسياسة عدي ابن الطاغية إلى مغادرتهما العراق مجبرين ورافضين للظلم والجهل في الاتحاد واللجنة الاولمبية.
بعد سقوط النظام استمرت الحال على ما هي عليه وتسلط أذناب عدي على مقاليد السلطة وكان أبرزهم حسين سعيد الذي استخدم الرياضة لضرب التغيير الجديد في العراق بسبب ارتباطه الوثيق بحزب البعث.
مرت الكرة العراقية بسنوات مد وجزر في زمن حسين سعيد ولم يكن المنتخب الوطني بكرة القدم في أفضل حالاته وكانت الطائفية والفئوية والضحك على الذقون هي الأساس في اختيار لاعبي المنتخب حتى صارت السمة الغالبة هي التناحر والاختلاف والمشاكل بين اللاعبين بسبب شارة الكابتن وتفضيل لاعبين مقربين من رئيس الاتحاد على لاعبين من غير طائفته ومن أبرز المظلومين في زمن حسين سعيد الهداف عماد محمد إذ فضل عليه يونس محمود لأسباب طائفية.
بعد مشاكل عديدة مرت بها الكرة العراقية قررت الهيئة العامة التغيير واختيار الرجل المناسب لقيادة كرة القدم العراقية وإعادتها إلى شاطئ الأمان ، وتم تحديد موعد للانتخابات وتم إبعاد حسين سعيد وانسحب ابرز المرشحين احمد راضي وانحصرت المنافسة بين ناجح حمود وهو احد أدوات الفشل في زمن حسين سعيد وبين القادم من بلاد الغربة والحامل لتطلعات الجماهير والمنتظر لتحقيق الأحلام الوردية للجميع وهو اللاعب والمدرب ورئيس الهيئة الإدارية لنادي الزوراء فلاح حسن .
كانت الكفة تشير إلى فوز فلاح حسن بالانتخابات بسهولة وبفارق كبير من الأصوات وكانت الجماهير والنقاد وغيرهم ينتظرون إعلان فوزه لتنطلق الأفراح والاحتفالات في شوارع العاصمة والمحافظات الأخرى.
أعلنت نتائج الانتخابات، وكانت الصدمة للجميع، فوز ناجح حمود وعودة الكرة العراقية إلى المربع الأول ، وعودتها إلى التخبط والفشل والتناحر بين أعضاءه ، وبسبب خروقات قانونية شابت الانتخابات أعلن مجموعة من المرشحين اعتراضهم على النتيجة وقرروا رفع شكوى قضائية إلى محكمة دولية للنظر بالقضية لعدم وجود محكمة عراقية مختصة بكرة القدم.
استمرت القضية أكثر من عامين ، وصلت الكرة العراقية فيها إلى الهاوية ، وكان ترتيب المنتخب الوطني بكرة القدم (109) وهو رقم مخيف لم يحصل له منذ تشكيله أول مرة.
أكثر من سنتين ، تم فيها هدر المليارات من أموال الشعب بلا فائدة ولا تحقيق أي انجاز ، فخرجنا من تصفيات كاس العالم مرة أخرى ، وخسرنا جميع البطولات التي شاركنا فيها، وتم التعاقد مع أكثر من ستة مدربين على مدى العامين وهو أمر غريب جداً.
دوري كرة قدم هزيل وغير منظم علامته الفارقة هي التأجيل المستمر للمباريات وكثرة الأخطاء التنظيمية التي أثرت كثيرا على مستوى اللعبة في العراق.
حكمت المحكمة ببطلان الانتخابات التي فاز فيها ناجح حمود وقرر الاتحاد الدولي إجراء انتخابات جديدة ، وكانت بارقة أمل جديدة تلوح في الأفق لترميم ما تهدم وتصليح ما تعطل بسبب الاتحاد الفاشل. وعادت الأنظار تتجه إلى فلاح حسن المنقذ للكرة العراقية وبدأت الترشيحات للانتخابات ، ولكن ، فوجئ الجميع ان الاتحاد غير الشرعي والملغى من قبل المحكمة الدولية يقوم بنفسه الإشراف على القوائم والانتخابات القادمة وجميع أعضاءه رشحوا أنفسهم لعضوية الاتحاد وأبرزهم ناجح حمود رغم فشلهم الذريع والمدوي .
انسحب فلاح حسن من الترشيح بسبب الفوضى والجهل بالأمور الإدارية وعدم الانصياع لقرارات المحكمة لان الانتخابات ستكون فاشلة وغير قانونية بسبب عدم قانونية الاتحاد الذي يشرف عليها .. وما بني على باطل فهو باطل.
قام نائب رئيس الاتحاد المنحل بترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد رغم انه كان أحد أدوات الفشل أيضا في إدارة الاتحاد لان منصبه كبير ولم يستطع تغيير شيء في واقع الكرة طيلة ستة سنوات وأكثر.
لا أعلم ماذا يخبئ المستقبل لكرة العراق، وماذا سيكون حال منتخباتنا الوطنية في ظل التخبط والعشوائية والفوضوية التي تعيشها المؤسسات الرياضية عموماً وهي تعيش حالة من العصيان لقانون النجاح الأزلي الذي يؤكد على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
هل سيبقى ثلة من الجهلاء يقودون مفصلاً مهماً من مفاصل حياة الشعب العراقي ، هل سيبقى قانون المحسوبية والفئوية والطائفية هو سيد الموقف في الإعلام والسياسة والرياضة وغيرها ..
وهل سيبقى "خصا العقل يقود فحول العقول" !
=================
كاتب عراقي
Afrawi70@yahoo.com
11-12-2013
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat