صفحة الكاتب : صالح المحنه

طلبةُ البعثات العراقيّة في ماليزيا وتهمة التشيّع
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في القرن الثاني عشر ميلادي حَمَل تجار مسلمون هنود الإسلام الأموي الى ماليزيا ...وبما أنَّ  الدعوة قد حملها التّجارُ الذين يتحّكمون بقوت الفقراء فكان لابد من أن تجدَ لها قبولاً واسعاً بين المُعدَمين والبسطاء الذين يتحكّم بهم مالك الرغيف ... فإنتشر إسلامُ (ابو يزيد) بشكل مضّطرد خصوصا بين سكان الموانيء التجارية  الساحلية في كلٍ من ماليزيا وإندنوسيا حتى صار بحلول القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين الدين الغالب في شعب الملايو( الموسوعةالحرة تاريخ دخول الاسلام ماليزيا).  ولأنّ التجّار ليسوا دعاة محصنين بالإيمان ... بل هم أدواة وأتباع الى أصحاب العقائد الفاسدة الذين يقفون خلفهم فكان حتما الإسلام الأموي هو الدين الجديد الذي إرتكزت أركانه بين تلك الشعوب الفقيرة التي كانت بأمس الحاجة الى الرغيف ... ومن هنا بدأ الإنحراف وحلّت الكارثة الكبرى بإسلام محمّد  (ص)، وإلاّ ...لا يوجدْ مسلمٌ عاقلٌ في العالم لايُحب أن ينتشرَ الإسلامُ  ويصلَ الى أقصى مكانٍ في الكونِ ، ولكن أن تحملوا الإسلامَ وتُبشّرَوا به في ربوع الأرض عليكم أن تحملوا معه مبادءه السامية التي تدعو الى السماحه والرحمه والمحبة والعطفِ والتآخي وإحترام مبدأ حرية الآخرين والإعتراف بوجودهم ، لاأن ترفعوا ( شعار لااله الا الله محمدٌ رسول الله) وتُنتهك تحته الحُرمات وتُزهق بين حروفه الأرواحُ ؟ مَنْ منّا لايُحب أن يُرفع أسمُ الله في أرجاء العالم وأن يزداد عددُ المسلمين ؟ولكن ليس على منهجِ معاوية وابن تيمية ومن تبعهم من التكفيريين والسفاحين؟ أولئك الذين خالفوا كل قواميس وقوانين البشرية وحكموا على كلِّ مَنْ خالف نهجهم بالتكفير والقتل وإن كانَ مسلماً!!!جميلٌ أن ترى أو تسمع عن أغلبية إسلامية في ماليزيا أو إندنوسيا او في الصين، ولكنّك تُصدم عندما تطّلع على حجم الكراهيّة للمسلم الآخر الشيعي والتي رسّخها في نفوسهم إسلام التجار الهنود ...!،الإسلام الذي جرّدوه من معانيه  وأفرغوه من محتواه الرسالي السماوي الرحماني حتى صارت قلوبهم أوعية للحقد والبغض الطائفيّ ! بهذه القلوب التي لوّثت بمفاهيم مزيفة أُلصقت ظلماّ بالإسلام يلاحقون الطلبة العراقيين المبتعثين للدراسة في بلدانهم مع إنَّ وجودهم يمثّل تجارة رابحة لهم وفيها منفعة لبلادهم ، إلاّ إنهم يلاحقونهم ويسجنونهم لالشيء فعلوه ولا لجريمة جنائية إرتكبوها، ولكن لحملهم التربة الحسينية أو مجرّد التعرّف على هويتهم الشيعية ، يلاحقونهم ابتداءا من المطار حيث التحقيق الطائفي وإجبارهم على كشف إنتماءهم المذهبي! فإذا كان سنّياً تركوه وإذا كان شيعيا ضايقوه حتى تصل المضايقة الى السجن ! وتزايدت هذه التجاوزات بسبب القانون سيء الصيت الذي يحظر التشيّع الأثني عشري في المجتمع الماليزي ليرسّخوا التفرقة والتمييز ضد المسلمين الشيعة الذين أخذوا إسلامهم عن أهل البيت عليهم السلام وليس عن طريق تجّار البهارات الهندية ، وهنا ياتي دور الحكومة العراقية المقصّرة بمتابعة ابناءها والمحافظة على كرامتهم  في الدول الأجنبية والدول العربية ، الطلبة الإيرانيون تعرّضوا ايضاً الى مضايقات من قبل الماليزيين بسبب إنتماءهم المذهبيّ، ولكنْ تدخّلت حكومتهم بقوة عن طريق سفيرها في ماليزيا وهدّدت بقطع العلاقات بين الدولتين  ، فأُلغيت الإجراءات الحكومية بحقهم وأُستثنوا من كل المتابعات والمضايقات ، فلماذا حكومتنا العتيدة بدءاً من سفيرها الدكتور باسم حطاب طعمة الى وزير خارجيتها لم تتخذ إجراءات رادعة وحازمة وتهدد بقطع العلاقات التجارية وطرد الشركات التي تعمل في العراق ومنها شركة بتروناس الماليزية للنفط ... كما فعلت إيران ؟ لذلك نقف جميعاً مع مناشدة الطلبة والجالية العراقية في ماليزيا الى الحكومة العراقية بضرورة التدخّل السريع وإتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذهم من بطش السلطات الماليزية العنصرية التي تزج بهم في السجون بتهمة التشيّع !!! ونفس المناشدة ننقلها الى المراجع الدينية الشيعية في النجف الأشرف وغيرها بأن يستنكروا ويدينوا هذه الأفعال المشينة من قبل الحكومة الماليزية ويشددوا المطالبة على ضرورة إلغاء قانون الحظر الطائفي على التشيّع الذي يمثّل ألإسلام المحمدي ، لعلّ التهديد الرسمي والإستنكار الدينيّ يُلفت نظر الحكومات الطائفية التي تفرّدت بالقرار الديني والسياسي وأتخذت من الشيعة عدواً رسمياً لها .نتمنى أن يطرقّ صوت هذه المناشدات مسامع مؤسستنا الحكومية والدينية لتنهض كلٌ منها بواجبها الرسمي والشرعي لحماية ورعاية العراقيين حيثما حلّوا والله من وراء القصد

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/19



كتابة تعليق لموضوع : طلبةُ البعثات العراقيّة في ماليزيا وتهمة التشيّع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net