عليٌ لم يكن شِيعياً وعمر لم يكن سُنياً
حسين محمد الفيحان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
متى يعلم أهل الطائفية المقيتة إن الذين يُتاجرون بأسمائهم لتفريق وحدة الأمة الإسلامية لم يكن أحدهم شيعي ولم يكن الأخر سني بل كانوا في زمرة الموحد للدين وشمل المسلمين محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) ,ورغم ما يثيره البعض من أثارات سُميةٍ مدسوسة بالعسل حول الخلاف بين عمر وعلي وأحقية الخلافة والذي يحمل أهدافاً مهدمة ومفككة لدين الله , إلا إن حقيقة الوحدة الإسلامية واضحةً وضوح الشمس لمن يريدُ إن يراها وهي تدحض تلك الاثارات الحاقدة , حيثُ تَذكر كتب التأريخ إن علي ابن أبي طالب لم يحمل في قلبه الكبير العداءَ والضغينةً والحقد على عمر بن الخطاب كما لم يحملها على أي مسلم أخر ولم يتهاون أبا الحسنين أو يتردد في أي يوم من أيام حكم الخلفاء الذين سبقوه للدولة الإسلامية في تقديم الدعم والمشورة والحكم الصائب الذي كان يحتاجه الجميع من رجل عادلٍ ورشيد مثله ,حتى قال في حقه عمر ( لو لا عليٌ لهلكَ عمر ) وهذا الحديث هو الدليل القاطع على أن وحدة الإسلام تَعلو على كل شيء وأنها فوقَ كل الخلافات الشخصية والفردية والمذهبية التي أوجدها من أوجدها بهدف تحقيق مآربه المفككة ,عليٌ الذي أوكل ولداه الحسن والحسين (عليهما السلام ) للدفاع عن الخليفة عثمان بن عفان وحمايته عندما أراد أعداء الإسلام من الخوارج قتله ,وعلي الذي لم يسجد لصنم ٍ قط و الأقرب للنبي والبائت في فراشه عندما حاول الكفار قتله رضيَ أن يكون الخليفة الرابع ولم يُعاند ويتعصب لكي يكون الخليفة الأول أو ينشق عن المسلمين ليؤسِسَ لطائفةٍ أو مذهب أو تيار أو حزب يعلن فيه انه خليفةُ المسلمين بعد الرسول ,بل حافظ على وحدة الصف الإسلامي والتزم بوصية الرسول التي أوصاه بها . لا ادري أين نحن اليوم من الوحدة الإسلامية التي أسس لها علي ابن أبي طالب ولا اعلم أيضا كيف يجرؤا البعض بكل وقاحة متناسياً هذه المواقف التي أكدها التأريخ الإسلامي بل وشددَ عليها , ليُثير الطائفية والمذهبية مُدعياً أن الخلفاء الراشدون لم يكونوا على صلح وتوافق أيام حكمهم ,ومن هذا نجح المغرضون والحاقدون على محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) من اليهود والمشركين في إدخال فرقهم إلى داخل الصف الإسلامي والتي نجحت هي الأخرى في تقسيم الإسلام إلى مذاهب وطوائف ومن ثم تقسيم الطوائف إلى مرجعيات بهدف إضعاف اللبنة التي وضعها محمد (ص) للاستمرار بديمومة الفتوحات الإسلامية العظيمة التي شهدتها دولة المسلمين آنذاك ,فكانت نتيجة ذلك عبر التأريخ إشغال المسلمين فيما بينهم ومنعهم من التوسع في دولتهم التي فتحها الرسول و التي لم يتقدموا فيها شبراً واحداً بعد وفاة محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) والسبب في ذلك هو الانصياع وراء المخططات الخارجية لأعداء الإسلام ,ولا زال تدخل أعداء الإسلام في شؤون الأمة حتى يومنا هذا وهم يخلقون الفتنَ تلوَ الأخرى حتى أوصلوا الاختلاف في الآراء والمعتقدات الذي يجيزه الإسلام نفسه إلى حرب بين الطوائف والمذاهب ,والمؤسف والمدمي للقلب إن اغلب الذين يتصدون للعمل الإسلامي اُستخدموا كأدوات للمشاريع الأمريكية واليهودية الهادفة لإسقاط الإسلام سياسيا واجتماعياً وتمزيق وحدته وهم يباركون تلك المشاريع ويؤيدوها دون شعور وغير مدركين إنها ستحدث شرخٌ كبير في ما تبقى من وحدة المسلمين .فاليهود الذين دعموا وأسسوا للخوارج في عهد الخلفاء مستهدفين إضعاف الدولة المحمدية نفسهم اليوم الذين يدعمون القاعدة وقد أسسوها من قبل والتي تستهدف هي الأخرى تشويه الإسلام وتصويره على انه إسلام دم وذبح وقتل وضرب وحدته وتفريق طوائفه وإشعال نار الفتنِ بينها ,وكذلك ما أسست له الولايات المتحدة الأمريكية عند دخولها العراق عام 2003 بدأ اليوم يُجني ثماره ويؤتي أُكله من خلال ضرب وحدة المسلمين في العراق بفصل الوقف وإعلان الوقف السني والشيعي بمباركة كبار رجال الدين والمسلمين الذين كانوا يحلمون بتسيد رئاسة أي من الوقفين (كلٌ حسب طائفته ) وهذا احد الأسباب الرئيسية التي كرست الطائفية وأشعلت فتيل حربها ونارها التي لازالت موقدة حتى الان .
نحن المسلمون ,لم يبقى لنا اليوم سوى أن ندرك إن كل ما يجري من حولنا هي مخططات يهودية وخارجية مستهدفةً محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) وأمته ودولته التي فتحها ,وعلينا أن ندرك أيضا إن عليا لم يكن شيعياً وعمر لم يكن سنياً ,فقول عمر بحق علي وتنازل علي عن الخلافة لغيره هي الوحدة الإسلامية الحقيقية التي أوصى بها محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) والتي يجب علينا أن نتبعها لا أن نتبع مخططات اليهود ونسير خلفها وقد أوصلتنا لما نحن عليه .فعذراً يا محمد عذرا يا محمد عذرا يا محمد لأنا من جعل علي شيعي وعمر سني .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
حسين محمد الفيحان

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat