صفحة الكاتب : فلاح السعدي

لنبكي جميعا حال العراق
فلاح السعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 من الملاحظ على العراق في حاله الذي يمر فيه أنه كحال اليتيم الذي لم يجد من يأويه ولا من يداريه ولا من يهتم به الفاقد لكل شيء فلا أب ولا ام ولا أخوة ولا أعمال وأخوال...
فيتعطف عليه هذا وذاك لكن بما لا يكفيه بل العكس بما يجعله تحت ذل السؤال وانكسار الحال ...
مع ان لهذا اليتيم ثروات لا تكفي فقط له بل ممكن ان يعتاش بها ويزدهر الوطن بل اوطان معه إلا أن هذه الثروات وقعت بأيدي اناس احتكروها لأنفسهم ولمناصبهم ومصالحهم من الداخل واما الذئاب من الخارج فحدث ولا حرج فهم يلتهمون خيرات العراق ولا يقدرون ولا يحترمون شعبه ولا دمه ...
فكيف لا يسرقون ثرواته بعد ان كانت الحدود غير محكّمة ولا مغلقة بل الأدهى من هذا كله يمدون القتلة والارهاب من حدودهم الى العراق ولقتل العراقيين ...
واللطيف المبكي الدول في الجوار تضم مقرات للقيادات في العراق تاويهم لأجل ان تسيير مصالحها عن طريقهم ...وطبعا هذا قد لا يتم بالوضوح... فالسياسة رسم فنان يمكن ان يضع في لوحة الرسم ما يشاء بحيث انت تراها بشكل وغيرك يراها بشكل آخر وقد يراها الصديق بمنفعته ويراها العدو ضده فالسياسة فن ورسم  والخداع فيها سهل يسير...
والذي سهل على الآخرين كثرة الأحزاب والتيارات والانقسامات التي وجدت في العراق ...فصار الاهتمام ليس بالمواطن عموما بل اصبح بمن ينتمي الى ذلك التيار او هذا الحزب او تلك الكتلة وكل من هذه الجهات لها سند خارج العراق وهذا السند طبعا هو المستفيد وهو المتحكم وهو الموجه....
وبين تلك الجهات صار اليتيم (المواطن) العراقي ضحية السرقات والقتل والكذب والتسويف وضحية تردي كل شيء في العراق...
فالعراق الذي هو منبع الثروات ومنبع الحضارات ومنبع الفكر والخيرات أبناؤه يعيشون في ظلم الحال وتردي الأحوال...
فمن البطالة الى سوء الخدمات الى المعاملة السيئة الى تردي التثقيف والتعليم الى السجون الى الاعتقالات من الاحتلال وغيره الى القتل والتشريد والتهجير الى الحال المبكي الحزين الى الملل والانحلال والفساد الاداري والخدمي الى  غيرها مما لا يعد ولا يحصى....
ففي دول العالم هناك دولة تزداد فيها نسب الانتحار هل تعرفون لماذا...؟
الجواب هوان الفرد في هذه الدولة توفر له كل شيء مما يريد وما لا يريد وكل ما تشتهي نفسه فيشعر بالملل لن كل شيء متوفر لا يتعب ولا يغضب ...
فلا يبقى امامه شيء الا ان يقتل نفسه لأنه الشيء الوحيد الذي يقوم به بنفسه ....فكل شيء جاهزمجهز له...
والظاهر ان المسؤولين في العراق قد عرفوا هذه الدول ولشدة حرصهم على ابناء شعبهم الطيب آثروا على ان لا يوفروا له شيء لكي لا يقتل نفسه من ملل الراحة والحرية ...فقد قدموا حياة الشعب على سعادته وهو شيء مهم ...!!!
فشكرا لكم اعزائي الكرام على هذا العذر اللطيف...
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح السعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/03



كتابة تعليق لموضوع : لنبكي جميعا حال العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net