صفحة الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني

300يوم وحصادهم يتصاعد
رائد عبد الحسين السوداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
          300من الأيام مرت على بدء ما يسمى بالتظاهرات في المنطقة الغربية من العراق وحصاد الدم معها في المناطق الأخرى من العراق يستمر وبشكل متصاعد وبحدة تامة ،ويشمل محافظات الجنوب والوسط فضلا عن بغداد بمناطق محددة لمكون محدد إلا استثناءات قليلة ،وقد استهدف الحصاد مدينة الصدر ،والكاظمية ،والبياع ،وبغداد الجديدة ،ومواكب الزوار لمدينة الكاظمية  في ذكرى استشهاد الإمام محمد الجواد (عليه السلام) ،أما المحافظات فكان لواسط ،والبصرة،والناصرية ،والديوانية ،وبابل ،والمثنى حصص كبيرة من هذا الحصاد الدموي بالإضافة إلى طوز خرماتو التي تتعرض لحملة إبادة جماعية منظمة،ومناطق الشبك في الموصل أيضاً تشهد هذه الحملة .وفي المقابل يجد الفرد الاعتيادي فضلا عن المراقب عدم وجود رد من قبل الحكومة العراقية لا على هذه الهجمات ولا على ساحات (التظاهرات) في هذه المناطق ،أما لماذا هذه العلاقة  أو جعل ما يحدث في الرمادي أو الفلوجة والموصل وسامراء له علاقة بما يحدث من تفجيرات ومفخخات أخذت بآلاف من أرواح العراقيين ؟ وقبل الإجابة عن التساؤل يجب أن ننوه لشيء مهم جدا وهو يجب أن لا يحسب من خرج ويحسب إن خروجه لإحقاق حق أو لتحقيق مطالب مشروعة ،فهذا ليس محور الحديث ،إنما المحور يدور حول القيادات التي استغلت الحدث أو بالأحرى من خططت له لكنها انتظرت السانحة لها فكانت حادثة القبض على حمايات وزير المالية (رافع العيساوي) فسرعان ما تصدر المشهد رجال دين متشددون هم إلى الجهل أقرب، لا يعرفون من الخطاب سوى التهويل وزيادة الهوة بين مكونات المجتمع العراقي و لايعرفون من الكلام إلا الوعد والوعيد للزحف على بغداد وإنهاء حكومة الاحتلال الإيراني في بغداد ،ولا يعرفون إلا كيل التهم في أن الصفويين هم الذين يحكمون البلاد في كناية معروفة عن (الشيعة)  ،ورجال عشائر يبحثون عن زعامة مفقودة لا يعرفون من الكلام إلا بذيئه ،وساسة فقدوا مكانتهم السياسية ،كل هؤلاء وفي ظل ارتباط القرار الرسمي العراقي بالقرار الدولي الأمريكي الذي لا يمنح الحاكم العراقي  فرصة اتخاذ القرار المناسب في معالجة ساحات (التظاهر والاعتصام) التي تحولت بدورها إلى ساحات تغطية للمجاميع المسلحة التي وجدت فيها فرصة لإعادة وجودها وبالتالي بث خطابها من جديد بعد رحيل مؤقت عن هذه المناطق (الحواضن )لها ،والرحيل لم يكن قسريا كما يعتقد البعض ،بل تكتيكيا وكما أثبتتها الوقائع ولتعود بستراتيجية جديدة وأهداف واضحة هذه المرة ارتبطت بواقع إقليمي يشمل سوريا ويمتد إلى لبنان ،وكذلك مصر وتونس .وبمشاركة سعودية – تركية – قطرية وبرعاية أمريكية ورغبة إسرائيلية .ولو أخضعنا خطاب (الخطباء) من على المنصات،وعدم معالجتها من قبل الأجهزة الحكومية ،ولا القيام بأي خطوة تجاه شعب المناطق هذه لم نخرج إلا بنتيجة واحدة هي إن العراق سائر نحو الصدام الأهلي ،وإن المبادرة وزمام الأمور بيد المجاميع المسلحة ،وإن الصدام الأهلي الذي أعنيه أضحى خياراً لهذه المجاميع في ظل الاضطراب السياسي والاجتماعي المحيط بالعراق لاسيما إن دولة العراق الإسلامية قد ربطت معها المجاميع في الشام وسوريا في قلبها لتكون (داعش) من يخطط وينفذ ويعلن، والحكومة العراقية تتوعد فقط ،والناس للقتل لا غير .إن العراق كما أكد كل من جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي بأنه مفتاح الحل ،ونوري المالكي إن العراق في قلب الأحداث ،مما يعني إنه وكما أكدنا في مقال سابق منطلقا لما يدور وسيدور في المنطقة لما يمتاز به من موقع جغرافي يجعل أرضه أرض صراعات دولية ومنطلقات لمشاريع دولية كبرى . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رائد عبد الحسين السوداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/19



كتابة تعليق لموضوع : 300يوم وحصادهم يتصاعد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net