صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الإنفجار الديمقراطي!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من العيب علينا أن نتحدث عن الديمقراطية في مجتمعاتنا كافة.

فالذي حصل عبارة عن أكذوبة , وقناع  للتظاهر بما ليس فينا وعندنا.

فنحن مجتمعات مدمنة على الإستبداد والطغيان والفردية وأخواتها , وما يدور حولها من تفاعلات متصلة بها وتؤدي أغراضها.

ووفقا لما فينا ركبنا حمار الديمقراطية , ووضعنا على ظهره أحمال قرون , فسرنا به في الصحارى , ذات العواصف العاتية , والأعاصير العدوانية المدمرة , فبرك في رمال جهلنا وطيشنا , وتعالى نهيقه المرير.

فلنعترف , ونواجه أنفسنا , بأننا مجتمعات غير مؤهلة للمعاصرة , ولنغيب عن الواقع الإنساني , ونندحر في أنفاق الرؤى والتصورات العتيقة , المتعفنة في دياجير الخاليات.

ما دمنا نعيش تحت الأرض وليس فوقها.

فالحياة لا تعنينا , ولا ندري لماذا جئنا , ولماذا علينا أن لا نفكر  بقيمتها ودورنا الإيجابي الحضاري المساهم بجمالها وبهجتها!

وكأننا مجتمعات سوداوية كئيبة , ترفض البهجة والسرور , وتتغنى بالآلام وتستلطف الويلات والمظالم , ولا يمكنها أن تساهم في مشروع صناعة الفرح وبناء عمارة الحياة.

وقد تعاظمت مآسينا عندما أقحمنا الدين في السياسة , وحولنا الكرسي إلى منبر ومحراب.

فأصبحت الديمقرطية قنبلة موقوتة شديدة الإنفجار , حوّلتنا إلى شظايا ساخنة متوهجة كالجمرات المتلهفة للإلتهاب , والإحراق والتدمير والإستحالة إلى رماد. 

فتصاعد دخان وجودنا , وتناثرت أجزاء كياننا , وتدفقت من فوهة بركان القرون , حمما تسعى للإضرار بالوجود الوطني والإجتماعي والعقائدي , ومحق ما فينا , وما يشير إلينا.

فصارت الموجودات ذات ملامح وعلامات فارقة , ومميزات تُسقطها في آبار الهلاكات , الناجمة عن هذا التشظي والإنفجار الرهيب.

ومن عجائب الإنفجار الديمقراطي العربي , أنه متواصل ومتوالد , ويزداد قوة وقدرة على التدمير الأشمل , والتأثير الأفظع.

والسعي إلى محق جميع الألوان وسيادة اللون الأسود , في رحاب البلاد وقلوب العباد.

وجميع مكونات المجتمع تساهم بتغذيته بالعوامل اللازمة لأشد الإحراق , وذلك بالإنضغاط في زوايا التطرف الحادة بأنواعها ووسائلها , كالتحزبية والطائفية , والفئوية , والفكرية والعقائدية والدموية والقهرية.

وكلها لا هم عندها إلا صب النفط والبنزين الإنتقامي في سوح النيران , وضخ العقول بالأفكار الحارقة , والإنفعالات الملتهبة الغاضبة , حتى تحول الوجود إلى ميادين سقر , وكل موجود ينادي , إلى أين المفر.

فهل من يقظة ضمير , وإدراكٍ لويلات الخطر , أم أن الجميع في رقصة الفناء والشرر؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/19



كتابة تعليق لموضوع : الإنفجار الديمقراطي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net