الربيع العربي: فصل الله المختار
بوقفة رؤوف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ظهر جليا اليوم الحكمة المرجوة من الربيع العربي , فهو لا يهدف للتخلص من انظمة ديكتاتورية ولا شمولية ولا يهدف الى دمقرطة البلدان العربية , فالغرب لا يهمه العرب الا كسوق تجاري وكمخزون طاقوي يستنزفه وكضعف دائم يحمي به أمن اسرائيل وهذا الموقف الغربي قديم لم ولن يتغير فالغرب يتعامل من باب مبدأ المصلحة لا الانسانية والأخلاق
لقد تم ازالة نظام صدام حسين وتدمير العراق كحضارة وحرص الغرب على عدم قيام نظام عراقي جديد قوي سواء كان سنيا أو شيعيا أو كرديا بل حرص على فرض مبدأ الااستقرار في العراق واضعاف كافة الفرقاء وعدم تغليب كفة على كفة مع تأيدهم وتموينهم كلهم في الخفاء
وكذلك فعل في ليبيا فاسقط نظام العقيد القذافي وترك ليبيا شيعا وقبائل تتناحر وكذلك الامر في اليمن فاللقاعدة شوكة وللحوثيين شوكة ولا شوكة للدولة ونفس السيناريو يتكرر في مصر فالغرب دعم الاخوان ثم شجع أو غض الطرف على الانقلاب عليهم مع تأييد الطرفين كلاهما سرا وارسال اشارة يقرأها كل طرف لصالحه لتتحول مصر الى افغنستان جديدة
وهو في سوريا اعلنها صراحة انه لن يقضي على نظام بشار بل يضربه ضربة محدودة تضعفه ولا تقتله لأن الكفة بدأت تميل لصالح الدولة السورية ضد المعارضة لتتحول سوريا الى حرب اهلية مستعرة
قد تدوم سياسة الااستقرار لبضع سنوات او لعقود لكن لن يتولد عنها الا التقسيم والتفتيت والتجزئة كما حدث مع السودان
المستفيد ماديا وأدبيا من الربيع العربي هي اسرائيل فقد اصبحت أأمن دولة في الشرق الأوسط ولأننا أمام أزمة مالية عالمية أفلست حكومات مثل اليونان وستسقط أنظمة فان الخطر القادم على اسرائيل والذي يجب تفاديه هو الازمة المالية العالمية وحتى تتفاداها يجب تحويل الميزانية المخصصة للدفاع وهي ضخمة الى الاقتصاد ولكي لا يكون في هذا التصرف تهور يجب ان تضمن عدم قيام أي تهديد من دول الجوار وهذا ما تم تجسيده عن طريق الربيع العربي
أما أدبيا فمنذ قيام اسرائيل وهي تنادي بأنها ضحية مظلومة تقاتل العرب الارهابيين المجرمين وهناك من الغرب من صدقها ومن كذبها ومن اتخذ الحياد في قضيتها مع العرب واليوم بفضل الربيع العربي قد اكدنا مزاعم اسرائيل فالعرب يقتلون بعضهم البعض سواء على محور سنة_ شيعة أو على محور نظام _معارضة وبهذا أكدنا للعالم أجمع ان العرب لا يحسنونا المشاركة ولا السلم بل القتل والاستبداد فقط
أمر يدعو للبكاء أن تجد تل أبيب أأمن عاصمة في الشرق الأوسط وأن تجد الجيش الاسرائيلي الجيش الوحيد الذي لا يوجه سلاحه نحو مواطنيه وان تجد علماء الدين اليهود على تطرفهم وتشددهم لا يفتون بتكفير اليهودي العلماني او الشيوعي او حتى الملحد , أما نحن خير أمة أخرجت للناس نكفر بعضنا بعض ونحل دمائنا ونخرب دولنا ونستقوي بأعدائنا ضد أخواننا ,ربما يكون اليهود على حق بدعواهم انهم شعب الله المختار أما نحن فيكفينا أن نخرب بيوتنا ودولنا بأيدينا ولنؤكد لأنفسنا قبل العالم بأن الربيع العربي هو فصل الله المختار
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
بوقفة رؤوف

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat