صفحة الكاتب : علي فضيله الشمري

حوار خاص مع عضو مجلس محافظة واسط عن كتلة المواطن علي غركان
علي فضيله الشمري
المعطيات التي سبقت الانتخابات الاخيرة جاءت على غير توقعات المراقبين ممن اكد استمرار الخط البياني بالتراجع لصالح الاحزاب الليبرالية، في كفة والابقاء على الاحزاب التي لعبت على رهان الملف الامني في الكفة الاخرى ، الا ان صعود تيارين اسلاميين هما تيار شهيد المحراب والتيار الصدري ورجحان كفتيهما ، بما يتمتعان به من تاريخ ، وقواعد شعبية ، قطع نزاع كل توقعات  المحللين السياسيين الذين توقعوا غلبة النزعة العلمانية ، وبعد ما تحقق من نتائج اعتبر الكثير من المراقبين ان لمسات وتحالفات اللحظة الاخيرة كان لها المفعول السحري في اثبات مالم يكن متوقع، وتشكيل الحكومة في اكثر من محافظة بتحالف اسلامي محض، هذه النتائج  حرصنا على ايجاد من يفسرها من خلال لقاء عضو مجلس المحافظة عن ائتلاف المواطن علي غركان ليوضح لنا بعض التفاصيل التي رافقت الانتخابات وما بعدها.
 
 
-         حصة ائتلاف المواطن جاءت بسبع مقاعد بعد فرز النتائج الانتخابات على خلاف التوقعات، حصلت فيها على اعلى نسبة تصويت؟ 
 
•        حقيقة حصول ائتلاف المواطن على هذه النسبة سمح له بحيز واسع من الحرية للتحالف لتشكيل الحكومة المحلية في واسط ، وبعد سلسلة مفاوضات وجدنا ان الائتلاف مع الاخوة في التيار الصدري يحقق مصلحة المحافظة لوجود قواسم مشتركة كثيرة بين هذين التيارين المجاهدين ، اما  نسبة التصويت التي حصلت عليها بلغت 6566 صوت على مستوى محافظة واسط  وهذا عزز موقف الكتلة ككل ، وانا شخصيا انظر الى هذه المسألة انظر لها من زاوية واحدة فقط ، وهي ضخامة  وكبر المسؤولية امام المواطن الواسطي  هذا من جهة ومن جهة اخرى فان هذا الرقم يمثل ثقة  اعتز وافتخر بها من قبل المواطن احرص كل الحرص على ان اكون اهلا لها ، وهذه النتيجة  من المؤكد انها لم تأتي من فراغ وانما جاءت نتيجة الانفتاح على المواطن والتواصل معه وسماع همومه ومحاولة رفع ما نتمكن من رفعه عن كاهله ، فالانتخابات حصيلة ونتيجة منطقية لما يغرسه المسؤول والسياسي في نفوس المواطنين .
 
-         الفوز الاخير الذي حصده ائتلاف المواطن كان مفاجأة سياسية بحسب المراقبين على اعتبار تراجع شعبية الاحزاب ذات الايدلوجية الاسلامية خلال الانتخابات السابقة ؟
 
•        الواقع ان هذا الفوز ليس مفاجئ للمتتبع للوضع السياسي بشكل دقيق لان هذا الفوز لم يأتي من فراغ ، فائتلاف المواطن جمع بين التاريخ الحافل بسيرة مشرفة لا يختلف عليها اثنين بالإضافة الى طرحة لبرنامج طموح ومدروس وقابل للتطبيق ، وعمل على تشخيص ما هو مطلوب خلال المرحلة القادمة وتمكن من قراءة الشارع العراقي قراءة صحيحة وعلى هذا الاساس جاء اختيار المرشحين المؤثرين في محيطهم الاجتماعي وممن لهم القدرة على تطبيق البرنامج الانتخابي ، اما من وجهة نظر تراجع شعبية الاحزاب الاسلامية قد يكون الامر نسبي من حزب لأخر وما فعله ائتلاف المواطن مجرد اعادة ترتيب صفوفه ودخوله بثقة اثمرت هذه النتيجة .
 
 
 
 
-         هل تتوقعون نتائج مماثلة لائتلاف المواطن خلال الانتخابات البرلمانية التي يبدوا ان السباق نحوها جاء مبكرا ؟
 
•        نعم بالنظر لقراءة الوضع السياسي العام فان الكفة لازالت تشير برجحان كفة تحالف القائم بين المواطن والاحرار خلال الانتخابات البرلمانية بلحاظ عدة مؤشرات واقعية منها ان المشتركات الكثيرة التي جمعت بين الائتلافين وهي كثيرة تحفز على المضي قدما بهذا التحالف ، والسباق قد يبدوا غير معلن نحو الانتخابات البرلمانية الا انه سيكون على اوجه خلال الفترة القليلة القادمة خاصة بالنسبة للأحزاب التي خسرت جولة مجالس المحافظات .
 
-         هل تتوقعون حضور للكتل الصغيرة على غرار ما حصل في انتخابات الحكومات المحلية ؟
 
•        برائي لن يكون لتلك التكتلات حظوظ كبيرة خاصة تلك الكتل الوليدة التي لا تمتلك مصادر تمويل كبيرة او قواعد شعبية، الى جانب انها لم تحقق الكثير في الانتخابات الاخيرة ، الا اذا عملت على الدخول كائتلاف يضم شتات تلك الكتل لكن من المؤكد ان الغلبة ستكون ايضا للكتل الكبيرة نظرا لما تمتلكه من موارد مادية وبشرية .
 
-         بالعودة الى المجلس السابق كيف تقيم ما تحقق خلال الفترة الماضية ، وماهي توقعاتك للمجلس الحالي ؟
 
•        بالنسبة للمجلس السابق فاعتقد انه حاول جهد الامكان تقديم كل ما يخدم المواطن في محافظة واسط رغم انه كثيرا ما كان يصطدم بالصلاحيات المقيدة له من قبل المركز وهذه حقيقة على المواطن ان يدركها وهذا شكل عائقا امام عمل المجلس وعلى وجه العموم فان المجلس السابق لم يخلو من عناصر مثلت نخبة جيدة سعت لخدمة المحافظة بالإمكانات المتاحة ، اما مجلس المحافظة الحالي ومن خلال تجربتي السابقة فاعتقد انه يتوجب عليه العمل على ترتيب اوضاع المحافظة لاسيما الخدمية والامنية منها ، واختيار الاشخاص الملائمين لأداء تلك المهام ، اضافة الى ممارسة دوره الرقابي بحزم اكثر من السابق كي تشعر الجهات التنفيذية بان هناك من يراقب ويقيم الاداء بالسلب او الايجاب وبالتالي نحصل على منظومة متكاملة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية .
 
-         هناك من يتحدث عن وجود خلاف قديم تجدد بينك وبين التيار الصدري او اطراف منه دفعك لالتزام جانب الصمت والحياد ولم تطالب باي منصب برغم ما حصدته من نسبة تصويت ؟
 
•        تيار شهيد المحراب والتيار الصدري تيارين جماهيريين لهما امتدادات واسعة وكبيرة في عموم البلاد وبكل تاكيد فان ادامت العاقات الطيبة سيكون له اثر طيب على الوضع العام وبالتالي فان التعاون سيكون مثمر وله انعكاسات ايجابية على المواطن البسيط الذي لا يتجاوز طموحه سوى سكن وخدمات والعيش بكرامة ، واود ان أؤكد لصحيفتكم بان هذا الكلام ليس له اساس من الصحة ولا يوجد اي خلاف نهائيا وانا على اتصال تام مع جميع الاخوة الاعضاء في المجلس سواءا من التيار الصدري كالأخ رئيس لجنة الاعمار الحاج منتظر النعماني او الاخ علي كريم رئيس لجنة المتابعة في الدورة السابقة ومع كل الاخوة اعضاء مجلس المحافظة بغية الوصول الى الهدف المنشود المتمثل بجعل محافظة واسط افضل وافضل ، 
وفيما يتعلق بعدم  استلامي لأي منصب او لجنة فالجميع يعرف اني ابعد ما اكون عن المطالبة بمنصب لان خدمة المواطن تنطلق من كوني عضو مجلس محافظة قبل كل شئ ، بل حتى ان ترشيحي للانتخابات جاء نتيجة ضغوط كبيرة من قبل عليّ من قبل الجماهير .
 
-         هناك من يفسر فوز ائتلافكم بهذه النسبة الكبيرة بانه جاء نتيجة لاستمالة المواطن بوعود ومغريات مادية  ؟
 
•        اود ان ابين بهذا الصدد خصوصا وان هذا الموضوع لا اساس له م الصحة كل ماهنالك ان تيار شهيد المحراب عمل على اختيار الافضل الى جانب النزول ببرنامج انتخابي تفتقر له الكثير من الكتل وهذا هو اهم ما جعل المواطن يؤمن بمشروع ائتلاف المواطن بعيدا عن اية مغريات ووعود ، لان هناك الكثير ممن اطلق الكثير من الوعود ورصد مبالغ طائلة لشراء ذمم الناس وبالتالي لم يكتب له سوى الخسارة . 
 
 
 
 
-         برأيك هل ان المسؤول والسياسي على وجه الدقة وصل الى مستوى النضج السياسي الذي يؤهله للالتزام بالاتفاقات المبرمة بين الشركاء من جهة والايفاء بوعوده تجاه ناخبيه من جهة اخرى ؟ 
 
•        تجربة العشرة سنوات الماضية من المؤكد انها لم تجعل السياسي فقط يصل الى مستوى من النضج والاحاطة بالمفاهيم السياسية ولعبة الدبلوماسية ، بل جعلت المواطن في الدائرة والحقل والمقهى وفي كل مكان سياسيا ومحللا للأمور بدقة كبيرة ، فما بالك بمن دخل معترك السياسة ومارسها ، اما مسالة الالتزام بالاتفاقات والوعود فهي قضية واعز اخلاقي قبل كل شئ يتوجب احترامه والحرص عليه لان اصوات الناخبين امانة يتوجب الايفاء لها حيث ان المواطن اليوم يمز جيدا الصالح من الطالح وله كلمة الفصل مع كل موعد للانتخابات .
 
-         بحيادية تامة . ما هو تقيمك لأداء محافظ واسط الحالي خلال الفترة الوجيزة الماضية، وماهي توقعاتك للمرحلة القادمة ؟  
 
 
•        ائتلاف المواطن حرص من البداية على اختيار مرشحين اكفاء لهم قدرة في ادارة شؤون المحافظة وشخصية الحاج محمود شخصية حظيت بالقبول من قبل اغلب اعضاء المجلس ، وعلى الرغم اننا في بداية المشوار الا انا العمل يسير في الاتجاه الصحيح وهناك تعاون وتواصل بين المحافظة والمجلس ، وهذا كان واضحا خلال الجلسة التي حظرها السيد المحافظ والتي تم خلال التباحث بشكل مستفيض حول الية الاعمار للفترة القادمة والاجراءات المزمع اتخاذها حيال الشركات المتلكئة لاسيما شركة الرضوان التي هي من الشركات الحكومية ، اما مستقبل المحافظة فهناك مؤشرات كثيرة تدعونا للتفاؤل خيرا.
 
 
 
-         الاقتراع الاخير لاختيار اعضاء الحكومة المحلية تحوم حوله الكثير من الشكوك حول نزاهتها والبعض ذهب الى تأكيد هذه الشكوك ، ما مدى صحة هذا الكلام؟
 
•        هناك الكثير من المؤسسات الاعلامية والمنظمات التي تعنى بمراقبة الانتخابات  اضافة الى مؤسسات دولية ومراقبي الكيانات الذين رافقوا العملية الانتخابية منذ بداية الاقتراع لذلك استبعد حصول تزوير او تلاعب لصعوبة ذلك من الناحية العملية ، ومن الطبيعي بعد كل انتخابات نجد معترضين ومشككين من غير الفائزين لكن في المحصلة اعتقد ان الانتخابات كانت على درجة جيدة من الشفافية .
 
-         رفضك لاستلام لجنة الخدمات هل يفسر على انه هروب من المسؤولية لأداء خدمة تجاه المواطن ام ان هناك دوافع سياسية وراء ذلك؟ وكيف سيتسنى لكم تطبيق ما جاء في برنامجكم الانتخابي من غير استلام منصب ما؟
•        اعتقد جازما ان الاخلاص والصدق في العمل كفيلان بجعل اداء من نجح في الانتخابات على اتم وجه وليس المنصب .  وهنا اريد ان اقول ان ظاهرة الجري وراء المناصب انتشرت خلال السنوات الاخيرة يجب ان تتغير نحو فهم اخر وهجرة معاكسة من المنصب الى المواطن وليس من المواطن والى المنصب ؛ لان خدمة الناس تتأتى من خلال طرق كثيرة اخرى دون الكرسي والمكتب الفخم وتلك طريقة اؤمن بها وانا واثق من نجاحها . كما اجد ان ليس من المهم استلام لجنة الخدمات او غيرها بل المهم التواجد الدائم بين المواطنين والمساعدة في حل مشاكلهم وهذا هو صلب علمي .
 
-         وجودكم خلال الدورة السابقة ضمن تشكيلة الحكومة المحلية ما الذي استطعت تقديمه على مدى فترة شغلك للمنصب ؟
 
•         من المعلوم ان مجلس المحافظة سلطة رقابية وتشريعية وانا عضو واحد من ضمن تلك التشكيلة وخلال فترة خدمتي التي هي سنة ونصف عملنا على اصدار جملة من القرارات التي كانت تصب في مصلحة المحافظة ، منها ما يصب في دعم الاعمار ومتابعة المشاريع المتلكئة ، اضافة الى مساعدة المرضى ، ودعم الفقراء والايتام والارامل ، اضافة الى الى قرارات اقالة مدراء الدوائر غير المؤهلين ، اما انا شخصيا فعملت ولازلت اعمل على استقبال المواطنين في مكتبي من الساعة التاسعة صباحا والى الساعة الثالثة ظهرا ، وبعدها استقبلهم في بيتي من الساعة الرابعة عصرا والى الساعة الثانية عشر والعمل على قضاء حوائجهم ، كذلك تبنيت حل مشكلة شركة الدجيلة العراقية الاردنية والتي تعتبر من اكبر المشاريع الزراعية الصناعية في الشرق الاوسط والتواصل مع الامانة العامة لمجلس الوزراء وهيئة المستشارين لحل تلك المشكلة .
 
 
-         كيف تقيم علاقتك بين اعضاء ائتلاف المواطن والكتل الاخرى ، هل توجد مشاكل في جانب معين يخص التحالفات او عمل المجلس ؟
 
•        كلما كانت العلاقة منسجمة وتخضع لمعايير التفاهم والاحترام المتبادل انعكس ذلك على عطاء المجلس للمحافظة ؛ وعلى هذا الاساس احرص اشد الحرص على العلاقات الطيبة والمثمرة مع الجميع ، خاصة ونحن يجمعنا هدف واحد هو النهوض بواقع محافظتنا العزيزة ، وهذا الكلام ينطبق على الاخوة في جميع الكتل قبل الاخوة في كتلة المواطن ، فلا وجود لا قضايا شخصية بقدر ما يتعلق الامر بإدارة المحافظة بصورة صحيحة .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي فضيله الشمري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/30


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • إنصاف الإمام الحسن المجتبى عليه السلام   (المقالات)

    • معهد تراث الانبياء خدمات جليلة تقدم في مجال التقنيات الالكترونية بدعم ومباركة من العتبة العباسية  (ثقافات)

    • اصدار كتاب جديد بعنوان القوات المسلحة سيقان بلا اقدام للواء المتقاعد قحطان حسن جبر التميمي  (قراءة في كتاب )

    • صناعة نظارة ذكية لعلاج الصداع الاعتيادي وداء الشقيقة في تربية واسط   (نشاطات )

    • ديوان الوقف الشيعي يقيم ملتقى الطف العلمي والثقافي الدولي التاسع بالتعاون مع الجامعة المستنصرية  (نشاطات )



كتابة تعليق لموضوع : حوار خاص مع عضو مجلس محافظة واسط عن كتلة المواطن علي غركان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net