إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح10
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
ردود سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) على بعض الشبهات حول كفاية القرآن الكريم وعدم الحاجة إلى الرجوع للسنة المطهرة والعترة الشريفة..
' الحلقة : العاشرة '
________________________________________
28 - قال أمير المؤمنين وليد الكعبة وشهيد المحراب المخضب بدمه علي(عليه السلام) : "فيا عَجَباً وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفِرَق على اختلافِ حُججِها في دينها؟ لا يقتصّون أثر نبيّ، ولا يقتدون بعمل وصيّ .. مفزعهم في المعضلات إلى أنفسِهم، وتعويلهم في المهمّات على آرائهم، كأنّ كلّ امرئ منهم إمام نفسه".
يشير عليه السلام إلى برهان لطيف على معية الثقلين ومحالية انفكاكهما ، وهو ان الادلة والبراهين على إمامة علي والائمة من أهل البيت (عليهم السلام) هي بنفسها دالة على ضرورة معية الثقلين -الكتاب والعترة- ﻷن لازم الاعتقاد بحقيقة الإمامة أن يكون الإمام هو المعلم الإلهي لهذا الكتاب الإلهي، وإلا كان الانسان المستغني بنفسه المستبد بفكره وعقله المحدود هو إمام نفسه، فهو لا يتبع الإمام المنصوب من السماء كحبل ممدود من عند الله إلى الأرض، فالإنفراد بحدود فكر المرء لنفسه هو جعله نفسه إماماً لنفسه بمحدودية فكر محصور على قدرته من المعلومات المحبوسة عن الآفاق اللا متناهية الغيبية.
فمعنى الإمامة الإلهية هو ضرورة القناة الإلهية الرابطة لنا بالسماء وعدم استطاعتنا من أنفسنا أن نرتقي بسلم القرآن من دون إمام المنصوب في القرآن لإيصال البشر والسير بهم في هذا السفر السماوي العلوي إلى أبواب الآخرة وطلايع القيامة من عوالم ذات أهوال وعظايم وعقبات ومواقف.
29- إن عظمة القرآن عظمة لا تتحدد بآفاق بشرية بل آفاق بحار النور وزخات الضياء الربوبي، فمقتضاه ان المعلم له شخص إلهي نوري مسانخ لنسخة الكتاب النوري، وإلا كان اجحافاً بعظمة القرآن أن يكون شأنه شأن بقية الكتب من كاتب بشري، فمن ثم قام تحدي معجز القرآن ان البشر لا يتمكنون من المجيء بسورة من مثله، فهو بما له من آفاق فوق أفق قدرة فكرهم وعقلهم. بل وهذا شأن كل العلوم الأخرى فكيف بالقرآن فإن مواصلة المسيرة العلمية في العلوم دليل على ان عقلية البشر تعترف بالعجز والقصور عن الوصول والإحاطة بلا تناهي محيطات كل علم.
30- إن العلم بمراتب الحجج من ناموس المعرفة، أي إن لم يتقن الإنسان مرتبة حجية كل حجة، فسيضيع عليه طريق الهدى ويزيغ عن الصراط المستقيم، وذلك لأن التمسك بالحجة الأدنى في مقابل العليا زيغ وضلال وانحراف عن جادة الصراط المستقيم، والسبب في ذلك أن إضاءة ونور الحجة الأدنى ليس بقدرة ضياء ونور ضياء الحجة العليا، ومن ثم ترك الإستضاءة من نور وضياء وشعاع وهدى الحجة الكبرى العليا يوجب عماية وتمادي في الظلمة، لأن المفروض محدودية نور وضياء الحجة الأدنى عن أن تنير وتضيء لمساحة أكبر وأكثر، فمن ثم هناك حاجة و ضرورة إلى المراتب العليا من الحجج، ولا يكتفى بالحجج الدنيا ولا بالحجج الوسطى، وإن كانت الحاجة ماسة ضرورية لكل الحجج عاليها ووسطها ودانيها، لكن لا استثمار لها إلا بمعرفة نظام المراتب لها لتنتظم تراتُبياً منظومة بكيان الصراط المستقيم المؤدي إلى الله تعالى.
هذا بيان وجه ضرورة معرفة مراتب الحجج، فلاحظ ذلك في جملة من الأمثلة القرآنية اﻵتية، وإذا اتضح ذلك فسنبين ان معية الثقلين في كل طبقات رتبهما من تقدم أحدهما على اﻵخر، نعم طبقات منهما مقدمة على بعضها اﻵخر لكن ذلك لا يفصم معية كل طبقة متحاذية من كل منهما مع اﻵخر، ثم بقية الحجج الأخرى هي دونهما فلا تقرن معية بأحدهما ويفصل الآخر، ويستبدل بثالث من الحجج الدنيا فيستبدل فهم المفسر والمجتهد بدل العترة، وكذلك لو جعل فهم المجتهد مع حجية العترة بدل المصحف لا بل المعية بين الكتاب والعترة وكل الحجج الأخرى، كإستظهار المفسر والمجتهد من الظنون الأخرى ولو بالاستعانة بقرائن من تتبع ظني من أحدهما كل تلك الحجج هي تحت هيمنة معية الثقلين وهما كما مر طبقات من المحكمات منهما معاً، وإذا اتضحت هذه الثمرة فلنعد إلى توضيح فكرة نظام الحجج في أمثلة القرآن لكي تتضح الثمرة والبرهان عليها أكثر.
________________________________________
والحمد لله رب العالمين ،،
يتبع إن شاء الله تعالى ..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

بسم الله الرحمن الرحيم
ردود سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) على بعض الشبهات حول كفاية القرآن الكريم وعدم الحاجة إلى الرجوع للسنة المطهرة والعترة الشريفة..
' الحلقة : العاشرة '
________________________________________
28 - قال أمير المؤمنين وليد الكعبة وشهيد المحراب المخضب بدمه علي(عليه السلام) : "فيا عَجَباً وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفِرَق على اختلافِ حُججِها في دينها؟ لا يقتصّون أثر نبيّ، ولا يقتدون بعمل وصيّ .. مفزعهم في المعضلات إلى أنفسِهم، وتعويلهم في المهمّات على آرائهم، كأنّ كلّ امرئ منهم إمام نفسه".
يشير عليه السلام إلى برهان لطيف على معية الثقلين ومحالية انفكاكهما ، وهو ان الادلة والبراهين على إمامة علي والائمة من أهل البيت (عليهم السلام) هي بنفسها دالة على ضرورة معية الثقلين -الكتاب والعترة- ﻷن لازم الاعتقاد بحقيقة الإمامة أن يكون الإمام هو المعلم الإلهي لهذا الكتاب الإلهي، وإلا كان الانسان المستغني بنفسه المستبد بفكره وعقله المحدود هو إمام نفسه، فهو لا يتبع الإمام المنصوب من السماء كحبل ممدود من عند الله إلى الأرض، فالإنفراد بحدود فكر المرء لنفسه هو جعله نفسه إماماً لنفسه بمحدودية فكر محصور على قدرته من المعلومات المحبوسة عن الآفاق اللا متناهية الغيبية.
فمعنى الإمامة الإلهية هو ضرورة القناة الإلهية الرابطة لنا بالسماء وعدم استطاعتنا من أنفسنا أن نرتقي بسلم القرآن من دون إمام المنصوب في القرآن لإيصال البشر والسير بهم في هذا السفر السماوي العلوي إلى أبواب الآخرة وطلايع القيامة من عوالم ذات أهوال وعظايم وعقبات ومواقف.
29- إن عظمة القرآن عظمة لا تتحدد بآفاق بشرية بل آفاق بحار النور وزخات الضياء الربوبي، فمقتضاه ان المعلم له شخص إلهي نوري مسانخ لنسخة الكتاب النوري، وإلا كان اجحافاً بعظمة القرآن أن يكون شأنه شأن بقية الكتب من كاتب بشري، فمن ثم قام تحدي معجز القرآن ان البشر لا يتمكنون من المجيء بسورة من مثله، فهو بما له من آفاق فوق أفق قدرة فكرهم وعقلهم. بل وهذا شأن كل العلوم الأخرى فكيف بالقرآن فإن مواصلة المسيرة العلمية في العلوم دليل على ان عقلية البشر تعترف بالعجز والقصور عن الوصول والإحاطة بلا تناهي محيطات كل علم.
30- إن العلم بمراتب الحجج من ناموس المعرفة، أي إن لم يتقن الإنسان مرتبة حجية كل حجة، فسيضيع عليه طريق الهدى ويزيغ عن الصراط المستقيم، وذلك لأن التمسك بالحجة الأدنى في مقابل العليا زيغ وضلال وانحراف عن جادة الصراط المستقيم، والسبب في ذلك أن إضاءة ونور الحجة الأدنى ليس بقدرة ضياء ونور ضياء الحجة العليا، ومن ثم ترك الإستضاءة من نور وضياء وشعاع وهدى الحجة الكبرى العليا يوجب عماية وتمادي في الظلمة، لأن المفروض محدودية نور وضياء الحجة الأدنى عن أن تنير وتضيء لمساحة أكبر وأكثر، فمن ثم هناك حاجة و ضرورة إلى المراتب العليا من الحجج، ولا يكتفى بالحجج الدنيا ولا بالحجج الوسطى، وإن كانت الحاجة ماسة ضرورية لكل الحجج عاليها ووسطها ودانيها، لكن لا استثمار لها إلا بمعرفة نظام المراتب لها لتنتظم تراتُبياً منظومة بكيان الصراط المستقيم المؤدي إلى الله تعالى.
هذا بيان وجه ضرورة معرفة مراتب الحجج، فلاحظ ذلك في جملة من الأمثلة القرآنية اﻵتية، وإذا اتضح ذلك فسنبين ان معية الثقلين في كل طبقات رتبهما من تقدم أحدهما على اﻵخر، نعم طبقات منهما مقدمة على بعضها اﻵخر لكن ذلك لا يفصم معية كل طبقة متحاذية من كل منهما مع اﻵخر، ثم بقية الحجج الأخرى هي دونهما فلا تقرن معية بأحدهما ويفصل الآخر، ويستبدل بثالث من الحجج الدنيا فيستبدل فهم المفسر والمجتهد بدل العترة، وكذلك لو جعل فهم المجتهد مع حجية العترة بدل المصحف لا بل المعية بين الكتاب والعترة وكل الحجج الأخرى، كإستظهار المفسر والمجتهد من الظنون الأخرى ولو بالاستعانة بقرائن من تتبع ظني من أحدهما كل تلك الحجج هي تحت هيمنة معية الثقلين وهما كما مر طبقات من المحكمات منهما معاً، وإذا اتضحت هذه الثمرة فلنعد إلى توضيح فكرة نظام الحجج في أمثلة القرآن لكي تتضح الثمرة والبرهان عليها أكثر.
________________________________________
والحمد لله رب العالمين ،،
يتبع إن شاء الله تعالى ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat