صفحة الكاتب : علي السبتي

لا جديد
علي السبتي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مشهد كلاسيكي يتكرر منذ سنين حتى أجاد من هو أُميّ كتابة السيناريو لمشهد خطاب الرئيس.
 فلطالما اختلف خطاب الحاكم  عن جوهر قناعاته وقناعاتنا،  فهو يبدأ بالحديث وكأننا أيتام في عالم العطش والمناخ الرديء، ومنفيون في أرض آبائنا وأجدادنا، ومن ثم يتحول بالخطاب ويغير من نبرة الصوت الهادئة إلى طبقة أعلى وكأن ملاكاً أمده بالنصر والعزيمة ويصرخ... سنكون " وعادة ما يلوح بيده" أناساً مختلفين، أيها السيدات والسادة، سنكون أناساً عظماء وسعداء، نبني الوطن يداً بيد وندحر كل ظالم أشر... 
"يا سلالالام حين يتعرق جبينه أثناء الخطاب ".
غريب!! لما أتابع حتى النهاية؟ رغم أن الثرثرة التي يلقيها "عفواً لخطاب" لا جديد فيها " لا جديد فيه".
فذاتها تلك المنصة المنتصبة من ألواح خشبية وذاك هو العَلم قد لُفّ على سارية براقة ضمن  نمط معين في هذا السيرك!! الذي وجدنا أنفسنا فيه عنوة.
 نعم سيرك... لأني لم أجد مهرجاً  أروع من الرئيس فقد أتقن الدور. 
نجلس دون حراك وفيما كان يلقي كلمته، كالعادة كان مساعدوه يلقون بمجموعات من طيور السلام الورقية في الهواء، فتدبّ الحياة في هذه المخلوقات الاصطناعية، وتحلّق حوله ، وتطير باتجاه البحر، البحر الذي بات مهدداً بأن ينقرض كدينصورات العصر الحجري ولا يترك خله سوى الملوحة تعطي السمرة لجنوب بلادي.
إلى هنا مشهد جميل نجلس دون حراك ونتابع بإصغاء خطاب الرئيس... يا للروعة فأفيون الخطاب دَبّ في جسدي وبدأت النشوة تعتلي مزاجي المتعكر من صوت القنابل.. قنابل؟؟!! في أي مشهد أنا... فالآن لا تُكَلف السيدة قنبلة عناء السفر في الجو، فقد خصصت لها سيارة فارهة تحملها لتنفلق أينما تشتهي  أو يشتهي اللقطاء في بلدي.
 عفوا عفوا  فقد تطاولت لأعود إلى خطاب الرئيس والمستقبل المزدهر 
لكن وقبل العودة وفي الوقت نفسه ، كان هناك رجال آخرون يجوبون الشوارع الفارغة، ويغرسون في طريق الشعب البائس بعض الأزهار المتفجرة لا يهم فهو شعب تمادى في الإنجاب وتجاوز الثلاثين مليوناَ.
طال خطاب الرئيس واستشهد فيه باقتباسين اثنين ليطيل أمد المهزلة . 
في الختام وعد الحشد بآلات تصنع المطر، وبأجهزة متنقلة تصنع الخيرات، وأسمدة ستجعل الخضراوات تنمو في تربة نترات الصوديوم . 
ويا للوقاحة ...عندما رأى أنه استطاع أن يخلق عالمه الخيالي، أشار إليه بيده، وصاح بأعلى صوته: "ذاك الدرب سيكون دربنا، أيها السيدات والسادة. انظروا! ذاك الدرب سيكون لنا. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي السبتي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/20



كتابة تعليق لموضوع : لا جديد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net