صفحة الكاتب : صفاء السعدي

فضائية كربلاء توقد الشمعة الخامسة من عمرها
صفاء السعدي

 

حيدر جلوخان: فضائية كربلاء تحصد أعلى نسبة مشاهدة عالمياً اعتماداً على دراسات علمية لكبريات الشركات الأميركية
حاوره: صفاء السعدي
(فضائية كربلاء) اسم برز في واجهة الإعلام الإسلامي الحديث وتبنى طرح الأفكار والمبادئ الإسلامية الممتدة من فكر وثقافة أهل البيت (عليهم السلام) بعيدة عن الشأن السياسي وأضراره وناهيةٌ عن استفزاز و مجابهة الأطراف الإسلامية والديانات الأخرى، ولتوقد فضائية كربلاء التابعة للعتبة الحسينية المقدسة شمعة عامها الخامس ببرامجها وأعمالها التي جعلت منها صاحبة اكثر قناة تحظى بمشاهدة الجمهور.
ومشاركةً من مجلة (الأحرار) لأفراح العاملين في فضائية كربلاء بهذه المناسبة وما قدّموه من إنجازات تذكر على الصعيد الإعلامي الإسلامي، فقد أوقدت معهم الشمعة الخامسة وحظيت بحوار واسع مع الأستاذ المهندس حيدر جلوخان مدير قناة كربلاء الفضائية.
* تعتبر فضائية كربلاء من الفضائيات الحديثة العهد كونها تعيش اليوم السنة الخامسة لتأسيسها وقد حظيت بجمهور جيد نوعاً ما، كيف تنظر لها اليوم؟
- حقيقةً لو كان هناك مقارنة بين فضائية كربلاء وباقي القنوات من حيث التوسع الجغرافي لمديات البث وعمر القناة والظروف التي صاحبتها منذ تأسيسها وباعتبار ان السنتين الاولى والثانية كانتا بمرحلة تحت مستوى البث فإن ما وصلت إليه من انجاز ومستوى هو متميز مقارنةً مع ما وصلت اليه باقي القنوات، وهذا ما تؤكده نتائج الاستبيانات التي تحتسب عدد المشاهدين وطبيعة البرامج والتي تتصدر فيها فضائية كربلاء المرتبة الاولى، وهذا لم يأتِ بسهولة فانه جاء نتيجة للدعم المالي والمعنوي والعطاء المتميز والمتابعة، خصوصاً وان الكادر الاساسي لها  كان من العاملين بإعلام العتبة الحسينية المقدسة اضافة لعدد آخر من العاملين بالقنوات الفضائية.
* يرى البعض أن فضائية كربلاء لا يمكن احتسابها على الإعلام الإسلامي فقط كونها قد جمعت بين الدراما والبرامج المتنوعة، فأين يمكن أن نضع قناة كربلاء،هل تندرج ضمن الاعلام (الإسلامي البحت، المعتدل، المنفتح)؟
- نعم هي من قنوات الإعلام الإسلامي، ومهما توسعت القناة في عملها فيجب ان تكون تحت هذه الخيمة ومن المستحيل ان تخرج منها، وقد توقّع الكثير انها ستكون مشابهة لبعض القنوات الموجودة حالياً في الساحة باعتبار ان القناة تابعة للعتبة الحسينية المقدسة، ولكنّا حرصنا على ان تكون برامجها متنوعة وبها مسحة دينية وهذا من الواجب علينا كون طبيعة القناة وتبعيتها يوجب علينا ذلك حتى في الدراما التاريخية او المعاصرة والتي حاولنا فيها ان نبيّن بعض المشاكل في الحياة وكيفية معالجتها من وجهة نظر الإسلام، وأنا اعتقد انها من القلائل جداً الموجودة في الساحة العالمية والتي لا زالت محافظة على التقيّد الإسلامي.
* في الحديث عن البرامج والأفكار المتعددة بإنتاج البرامج لوحظ أن كربلاء عملت على الإنتاج التلفزيوني بمجال الدراما والمسلسلات التلفزيونية، ما الذي أنتجتموه خلال الفترة الماضية في هذا المجال؟
* ان العمل الدرامي يحتاج الى كوادر خاصة من الممثلين والمصورين والمخرجين وان معظم القنوات ان لم تكن الغالبية منها لا تعتمد على انتاجها الدرامي وإنما تعتمد على انتاج شركات متخصصة في الدراما، وبالنسبة لنا عندما اطلعنا على الاعمال الدرامية المطروحة في السوق لم نجد اعمالاً درامية تتناسب لبثّها في فضائية كربلاء مطابقة لضوابطها وابسطها موضوع الحجاب كما وان اقل كلفة لمسلسلات بثّت العام الماضي على شاشات بعض الفضائيات  بلغت مليون او مليوني دولار للمسلسل الواحد، وكان القرار حينها ان نبدأ بعمل درامي وتم تهيئة الكوادر الخاصة وإدخالها بدورات تخصصية وتوفير كافة الإمكانيات لها لينتج ويبث في العام الماضي في شهر رمضان، وعندما ننظر اليه على مستوى الامكانيات المتوفرة مقارنة بالأعمال التي بثت في شهر رمضان واحتساب مدة الانتاج وطبيعة العمل وممثليه فهو عمل ناجح ومبهر، وعندها صار التوجه للعمل بجانب الدراما التاريخية وتوفير الديكورات والأزياء التاريخية والحرص على سلامة اللغة العربية في الطرح واصل الفكرة، والاستعانة بالمصمم العراقي العالمي لتصميم مدينة تاريخية لتنفيذ 4 أعمال تاريخية كتبت بعض نصوصها في الفضائية ذاتها.
س/تمتلك قناة كربلاء من التمويل والمعدات ما هو مميز، ولكنها في بعض الأحيان تفتقر لعنصر الشد والإثارة الجاذب للجمهور والحريص على التواصل معه، برأيك أين يكمن السبب هل هو عائد إلى أن برامجها الدينية والثقافية لا تتحمل الإثارة والفكاهة الجاذبة للجماهير والمطلوبة في الوقت الحاضر، أم ماذا؟
* عنصر الجَذب يعتمد على الفئة العمرية التي يوجه لها الخطاب الإعلامي، والفئات العمرية التي نبثّ لها لم تشمل مرحلة الطفولة ومرحلة معينة من الشباب بقدر كبير باعتبار ان باقي القنوات توفر لهاتيين الفئتين بإمكانيتها اكثر مما يمكن ان توفره فضائية كربلاء وهذا ليس لأن القناة دينية ولكن العائق احياناً الفكرة الاعلامية، ولنعترف بان الاعلام الشيعي يفتقر الى اعلام حقيقي كونه الان ببداياته وان ما نفتقده هو المستوى بالتفكير الاعلامي الشيعي بحيث يمكن ان يظهر لك برامج يكون لها جذب متميز لفئات عمرية محددة.
س/ بحسب المعلومات ان فضائية كربلاء عملت على جملة من البرامج الوثائقية والتاريخية للرموز والشخصيات التي قدمت الكثير للمذهب ولكربلاء، ماذا حققتم في العامين الثالث والرابع لاسيما وان فضائية كربلاء حصلت على جوائز عديدة  لبرامج وثائقية وأخرى معاصرة ؟
* عادةً عندما تريد ان تدخل في مجال المنافسة يتوجب عليك ان تعطي افضل ما لديك، وان تعرف ما موجود بالساحة وان تكون واثقاً من حصولك على درجة تميزك بالفوز وهذا ينطبق على العمل  في مجال  الدراما على المستوى المحلي، حيث نستطيع الدخول في المنافسة مع بعض القنوات والشركات ولكن بإمكانياتنا الحالية لا نستطيع الدخول على المستوى العالمي في مجال الدراما ولذلك نحن لا نجازف في الدخول في محفل به مسابقة او مهرجان.
- يشدد البعض على أن أغلب برامج كربلاء (البث المباشر) وبساعاتها المتعددة تأتي من خلال ما تقدمه العتبات المقدسة (الحسينية والعباسية) وبقية العتبات المقدسة، فهل تعتمدون عليها بدرجة كبيرة أم لديكم من العناصر والطاقات والأفكار التي تمتد برامجها لساعات من البث المباشر والتسجيل؟
* كانت قناة كربلاء في دراستها مبنية على ثلاثة أمور الاول هو البث المباشر وهو العمود الفقري، والثاني هو البرامج التسجيلية والثالث البرامج التي تشترى وتنتج في اتجاهات اخرى، فكان اساس فكرة فتح القناة هو البث المباشر ولذلك نحن نكرّس افضل الكوادر والطاقات في البث المباشر ولا اعتقد ان هناك منافس لنا في مسألة البث المباشر من حيث الخبرة، وانه بإمكاننا التنافس مع أي قناة بالبث المباشر ومن أي موقع عمل كان .
* هنالك من يبحث عن القنوات الفضائية المميزة ليضع له أسماً وبصمة في المجال الإعلامي والفني، التقديم لفضائية كربلاء على أي المعايير يعتمد.. هل هو انتشارها الواسع أو مردودها المالي أم حب تقديم المعلومة النافعة لخدمة المذهب والمجتمع؟
- سابقاً كنّا نستجلب أي امكانية حتى وان لم تكن في مستوى الطموح لأنه كان يجب تهيئة كادر للقناة ولكن بعد ان استقر الكادر فالحال اختلف وبدأنا نمحص ونختار اصحاب الكفاءة وعلى أساس النوع وليس الكم، اما الكوادر السابقة فقد اصبحت لديها خبرة جيدة نتيجة ممارسة العمل وإدخالهم بدورات في داخل وخارج العراق.
* هل أضافت قناة كربلاء شيئاً يذكر لواقع الإعلام الإسلامي، بالاعتماد على الاستبيانات والدراسات المسحية التي ينفذها أكاديميون ومراكز متخصصة؟
- طبعاً انا اتابع النتائج والاستبيانات بخصوص القناة فاحياناً على اساسها نبني الخطة المستقبلية، فهناك استبيانات تُعمَل في مكانات محددة مع اعتزازنا بالنتائج واعتقد ان هناك استبيان تم عمله في بغداد في مؤسسة حصلنا فيه على افضل مشاهدة وبرامج من بين 14 قناة، ولكن هكذا استبيانات تعتبر على الجانب المحلي.
وهناك استبيانات لدينا تنفذ على الموقع الالكتروني سواء كانت على نوع البرامج  وأوقاتها وهناك اشراك  لرأي المشاهدين، ولكن هذا ايضاً لا يمثل الرأي العام.
فالرأي العام في الحقيقة نبني عليه أفكارنا وخطابنا عبر دراسة تأتينا كل ثلاثة أشهر من احدى الشركات الاميركية المختصة بالاستبيانات والدراسات ولدينا عقد معها لمتابعة وإحصاء بث القناة على الاجهزة الالكترونية والتي سجلنا فيها اعلى نسبة مشاهدة وهذا وفق لغة الارقام، ومن الناحية العلمية لا يمكن ان تكون هناك عملية احصاء دقيقة للمشاهدين بالبث الفضائي أي من خلال احتساب من شاهد الفضائية تلفزيونياً وبالتالي لا توجد امكانية لإحصاء عدد المشاهدين للبث الفضائي وانا ادعوا مدراء الفضائيات الاخرى لعدم الترويج بهكذا شأن، ولكن الاحصائية تتم بالبث الالكتروني ونحن سبّاقون في أي منفذ للبث الالكتروني وذلك لعدم وضع أي عذر لشخص يريد ان يشاهد قناة كربلاء ويقول لا استطيع ان اشاهدها حتى اننا كنا نبث عبر اجهزة ابل باشتراك مادي واصبحنا اليوم نعمم بثنا بالشكل المجاني وهذا وفق دراسة، بالنسبة للقناة تُبَث الان على أربعة أقمار وهي تغطي معظم دول العالم.
وتم ايضاً البث على طريقة الكيبل المحوري باعتبار ان كثير من دول العالم والتي فيها الابنية العمودية من الصعوبة ان تنصب الدش لتلتقط القناة فتم الاشتراك في هذه المنظومة عن طريق شركات عالمية بالإضافة للبث المباشر على الموقع الالكتروني فالنتيجة لدينا بث عبر الويب سايت والآيبي تي في والسمارت فون، فكل شخص يريد ان يدخل ويشاهد القناة سيسجل في الشركة ويسجل مدينته ووقت المشاهدة والفترة الزمنية التي يشاهد فيها القناة، فنحن نتسلم تقريراً كل ثلاثة اشهر يعطي اوقات ذروة المشاهدة والأماكن وتاريخ المشاهدة وأيضاً اسماء مدن العالم وعدد المشاهدين فيها خلال ثلاثة اشهر.. فمثلا ً كانت المدينة الاولى هي باكستان وبعدها كندا وهذا حسب الجانب الالكتروني، اذن ففضائية كربلاء تمتاز بأعلى نسب مشاهدة وهذا من خلال نتائج ودراسات كبريات الشركات المتخصصة.
* في الحديث عن برامج شهر رمضان المبارك، ينظر إلى أن فضائية كربلاء بعيدة عن أجواء التنافس مع الفضائيات الأخرى في جذب الجمهور إليها، هل السبب يعود في كونها قناة تحمل اسم كربلاء، أم عملتم على جذب الصائم لبرامجكم الإسلامية المشجعة على العبادة والتقرب إلى الله تعالى؟
- وضعنا سياسة قبل عام ونصف وتم الاعتماد فيها على وضع برامج قوية مباشرة تسمى اعلامياً برامج تفاعلية لنكسب فيها ثبات في خارطة البرامج وبهذا سوف نحرز ان هناك نسبة متابعة لهذه البرامج.
وهذه البرامج التفاعلية هي موجودة في شهر رمضان وفي الفترات الأخرى، وهناك برامج تم التركيز فيها على المسائل الخاصة بشهر رمضان والتي تنفع المشاهد وهناك الدراما الخاصة بفضائية كربلاء مثل "مواقف وعبر" وهو عمل جديد إضافة إلى برامج عديدة تشمل زيارات لكل المحافظات وهو خاص بالمسابقة القرآنية والتي سيصبح الفائز فيها قارئاً للقرآن الكريم من مئذنة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، وهناك سلسلة من الحلقات عن الإمام الحسن (عليه السلام) الذي نعيش ذكرى ولادته الميمونة.
وأيضاً فإن أوقات البرامج الرمضانية ستجعل المشاهد يتابع القناة ويحترمها وينتظر البرامج، ومن خلالها نعرف طبيعة وعدد المشاهدين للقناة فمثلا ًعندما يطلبون في برنامج معين زيادة خطوط الاتصال وذلك لكثافة الاتصالات فهذا يعني ان هناك كثافة مشاهدين.
 
"قناة كربلاء لاتعني الموقع الجغرافي لكربلاء كمحافظة بل ما تعنيه كلمة كربلاء للعالم اجمع"
 
* يتهم البعض قناة كربلاء بأنها تحمل اسم كربلاء فقط ولا تمثل هذه المدينة المقدسة بقدر ما أنها تمثل العتبة الحسينية بتوجهاتها وسياستها.. ما هو تعليقكم؟
- لا تعني قناة كربلاء انه الموقع الجغرافي في كربلاء كمحافظة وإنما قناة كربلاء تعني كلمة كربلاء وما تعنيه للعالم.. فليس من شأنها ان تحل مشاكل الناس التي تعيش في كربلاء لأن هناك الكثير من القنوات التي تختص بهذا العمل.. فالمشاهد الذي يشاهدني في استراليا او كاليفورنيا لا احتاج ان اُظهر له المشاكل التي تظهر في المنطقة الفلانية او مشكلة في الشارع المعين، وانا احترم رأي جمهور كربلاء وله الحق في ان يتوجه لنا باللوم ان اصبحت القناة محلية او انها فقدت هدفها المنشود كما وانها ليست قناة محلية او على مستوى العراق فقط بل هي من القنوات العالمية، و الملاحظ ان الكثير من الفضائيات قد فقدت الهدف وهي لا تستحق ان يطلق عليها كلمة الفضائية.
* دخلنا في العام الخامس من عمر فضائية كربلاء.. هل لك أن تطلعنا على أهم ما يميز عامها هذا من خلال البرامج وهل هنالك من نقلة نوعية لها؟
- طبيعة سياستي في العمل في قناة كربلاء ان لا اقفز في الارتقاء وإنما اسير فيه خطوة خطوة حتى يلاحظ المشاهد دائماً ان هناك تغيير على الشاشة والسبب الاخر انه عندما انا اقفز مثلاً في العمل عشر خطوات الى الامام سوف احتاج الى وقت حتى اقفز الخطوة الاخرى، فأنا اوعد الجمهور بأن يتابع القناة وهو بالتأكيد  لمس وسيلمس الجديد في البرامج المقدمة.
* من موقعكم هذا تصديتم الى السلوكيات والعادات الدخيلة في المجتمع العراقي وعلى رأسها السلوكيات التي تغزو عقل الاطفال..بالنسبة للعام الخامس هل هناك تغيير في مستوى البرامج على مستوى الاطفال وبرامج التوعية والإرشاد للاطفال؟
- موضوع الطفل فيه جانبان وهما برامج الاطفال والرسوم المتحركة، وبخصوص الرسوم المتحركة ففي المرحلة القادمة سيشاهد الاطفال نموذج من الرسوم تختلف حتى في دقة الانتاج عن الرسومات السابقة.
اما على مستوى برامج الاطفال فقد تم العمل على برنامجين الاول يُبَث حالياً واسمه مواهب وهذا البرنامج تم التنسيق فيه مع جهات داخل وخارج العراق حول الاطفال الذين لديهم مواهب خاصة. وطموحي لمستوى برامج الطفل لم يصل الى المطلوب ولكن نأمل في المستقبل ان يتحقق ذلك.
* حدثنا عن الافكار المستقبلية للعام الخامس؟
- هناك مشاريع مستقبلية عديدة ومنها سيكون باستطاعة الجمهور ان يشاهد القناة ويستمع للقرآن الكريم عن طريق تحويل الصوت (الاوديو) واستفدنا من خاصية لم تكلفنا مبالغ وهي ضمن حجزنا على القمر وضمن الاجهزة الموجودة وقد أصعدنا هذه الخدمة وأتصور أننا اول قناة تصعد هذه الخدمة وهي الاستماع الى القران الكريم، حيث يكون باستطاعة المشاهد للقناة ان يستمع للقناة وعن طريق (الأوديو) يقوم بتحويل الصوت ويستمع الى القرآن الكريم، وهناك مشروع على المستوى المحلي وهو باستطاعة الجمهور الاستماع للقناة عن طريق جهاز الراديو عبر التردّد الافتراضي 103.3 هيرتز على موجة FM.
----------------
إنشاء أكبر مستشفى تخصّصي بأمراض القلب في العراق
مستشفى (خاتم الأنبياء) أيقونة المشاريع الصحية تنفذها كبرى الشركات العالمية لصالح العتبة الحسينية
مانشيت: مستشفى تخصصي فريد من نوعه ويسع لـ 185 سريراً ومجهز بمعدّات طبية عالمية
مانشيت: توفير مساحات خضراء ومبانٍ عصرية صديقة للبيئة تمزج بين الماضي والحاضر  
تقرير: صفاء السعدي
حرصت العتبة الحسينية المقدسة على انشاء وتشييد العديد من المشاريع الصحية والخدمية بمدينة كربلاء   المقدسة التي تشهد انعداماً واضحاً في المؤسسات الصحية والمستشفيات التخصصية كبقية المدن العراقية والتي كثيراً ما يكون ضحيتها العشرات من المواطنين أصحاب الدخل المحدود لعدم تمكنهم من  السفر خارج البلد للعلاج.
وعملت العتبة المقدسة على تنفيذ العديد من المشاريع الصحية منذ توليها المهام الإدارية وافتتحت عدداً منها كمركز سفير الإمام الحسين (عليه السلام) الطبي التخصصي ومستوصف السيدة زينب (عليها السلام) في مجمع سيد الشهداء الخدمي، وعدد آخر من المراكز الصحية في مدن الزائرين، والعمل بنسب انجاز عالية في مستشفى الامام زين العابدين (عليه السلام) ومستشفى الشيخ احمد الوائلي (رحمه الله).
وأعلنت الأمانة العامة للعتبة المقدسة في الفترة القريبة الماضية عن  مشروع لمستشفى تخصصي فريد من  نوعه في العراق سمي بـ (مستشفى خاتم الانبياء للأمراض القلبية والأوعية الدموية) والذي يشرف عليه قسم الاستثمار في العتبة المقدسة.
 ويعد مشروع مستشفى خاتم الانبياء (صلى الله عليه واله) للأمراض القلبية والأوعية الدموية أحد المشاريع الصحية العملاقة والذي يقع في موقع مميز وحيوي يتوسط مدينة كربلاء المقدسة وعلى بعد 4 كم من المرقدين الشريفين ويسهّل الوصول اليه من جميع الاماكن لخدمة سكان كربلاء والمدن المجاورة.
وتعد المستشفى من احدث وأجمل الصروح الطبية المتخصصة لسعتها لـ 185 سريراً على المستوى المحلي والإقليمي ولما يضمه المبنى من احدث التقنيات العالمية في المجال الطبي، حيث حرصت ادارة العتبة المقدسة على ان يكون تصميم المبنى من الاعمال المميزة وتمّ تصميمه من الخارج ليكون انعكاساً ومؤشراً للتطوّر التكنلوجي والطبي الكبير لهذه المنشئة مع الاخذ بعين الاعتبار خصوصية المدينة المقدسة والعوامل الاخرى الثقافية والاجتماعية والمناخية.
وتمّ وضع التصاميم الهندسية للمبنى على يد امهر المهندسين الكنديين والعرب التابعين لشركة cci" "  المنفذة للمشروع وبشكل معماري متميز وعصري  يحاكي المستقبل مع احترامه لعراقة الماضي وليكون لهذه المنشأة الطبية المميزة اثر كبير في اثراء الطابع المعماري للمنطقة كاملة وزيادة ثقافة استخدام الأماكن العامة.
 وقد تم تخصيص مساحة (10 ألاف م2) لتنفيذ المشروع وليكون عبارة عن جزئين؛ جزء يضم بناية المستشفى الرئيسية وبواقع (3600 م2) والجزء الاخر عبارة عن بناية خدمات وكراج مشيد على مساحة (1100 م2) كما  تم تخصيص مساحة تقدر بـ (4000 م2) لإنشاء المساحات الخضراء وبقيمة مالية تصل لـ (54 مليار دينار عراقي).
وتطمح الأمانة العامة للعتبة الحسينية من خلال هذا المشروع إلى تقديم كامل الخدمات الطبية الخاصة للمصابين بالأمراض القلبية مع المحدودية الكبيرة في المساحة المخصّصة لهذا المشروع، ولذلك اخذ المبنى شكل التوسع العامودي بحيث يتكون المشروع من مبنيين، المبنى الرئيسي يتكون من (10 طوابق) تشمل الخدمات الطبية المختلفة لمرضى القلب، ومبنى خدمي اخر مكون من (ستة طوابق) يتوفر فيها كراجات متعددة الطوابق لاستيعاب أكبر عدد من السيارات بما يتناسب مع المعايير العالمية وبواقع (140 موقفاً) وتم الفصل بين المبنيين بشارع عرضه (12م) تم ربطه بالخارج عبر مدخل مستقل ليتفاعل المستشفى  مع الخدمات والمواد الواردة له  والخارجة منه بانسيابية عالية دون التأثير على المرضى أو الزوار والحفاظ على الأجواء الهادئة.
ومن ناحية أخرى فقد تم ربط المبنيين بجسر للمشاة مزود بجميع الخدمات اللازمة بمساحة تقارب الـ (200  م2) لتكون عملية التنقل بسهولة ورفاهية عالية، وفيما يتعلق بالتصميم الداخلي وتوزيع الوظائف التي وضعت وفق معايير عالمية صارمة من حيث سهولة الوصول والتعقيم وتوزيع حركة المرضى والكوادر والاطباء والمستلزمات والمخلفات الطبية.
وللوقوف أكثر على أعمال المشروع، تحدث المهندس المشرف على المشروع "ميثم شاكر" قائلاً: ان "إدارة العتبة الحسينية المقدسة ارتأت ان تنفذ مستشفى خاتم الأنبياء للحاجة الضرورية له؛ اذ سيكون مستشفى تخصصي متميز ومن جميع  النواحي سواءاً بمواصفات البناء والكادر الطبي والمعدات والأجهزة الطبية الحديثة التي ستكون ذات فائدة كبيرة على عموم العراق".
واضاف، "تم احالة العمل لشركة  "CCi"الكندية بعد ان قامت بوضع التصاميم والمخططات الخاصة للمشروع وبفترة زمنية تصل لثلاث سنوات وهي مدة كافية كونها تعتبر من الشركات الرصينة والمتخصصة في هذا المجال".  
وتابع حديثه ان "المساحة الكلية المخصصة لبناية المستشفى تصل لـ (3600 م2)، حيث بدأ بأعمال الحفريات للاسس والسرداب وصبّ الاساس الرئيسي للمستشفى بمادة الخرسانة وبحجم (3600 م3) وضعت في الاسس فقط، وليتم العمل بعدها بتسليح جدران السرداب وعمل القوالب الخشبية لها إضافة للمصاعد المخصصة للأسرة والأشخاص"، مضيفاً أن "العمل الان يجري بمرحلة سقف السرداب وهي من المراحل المتقدمة بالعمل والسريعة، وبعد الانتهاء من عملية صب جدران السرداب سيتم إكمال قالب السقف وإجراء عملية التسليح لأرضية الطابق الأول".
وأشار شاكر إلى ان "مراحل العمل وصلت إلى نسبة 13 %، وتم وضع التصاميم المعمارية الخاصة بالاسس على اساس المعدات والاجهزة الطبية التي يجب ادخالها قبل البناء كونها كبيرة الحجم إضافة إلى معدات التبريد".
ولفت المهندس المشرف على المستشفى إلى ان "المشاريع الصحية للعتبة الحسينية المقدسة تحظى بمشاركة من قبل وزارة الصحة العراقية منذ وضع المخططات الأولية  وتم تلبية جميع متطلباتها، فهنالك اجتماعات متكررة بين الجهة المصممة ولجان من وزارة الصحة حيث تغيرت المخططات الإنشائية والمعمارية اكثر من 11 مرة بناءاً على متطلبات وزارة الصحة من تغيير مساحة غرف العمليات وشكلها او غرف الرقود وغير ذلك من الملاحظات مع مراعاة المواصفات العالمية المعتمدة في بناء المستشفيات".
وتضم مستشفى خاتم الانبياء تسعة طوابق تسع لـ185 سريراً منها طابق السرداب ويسمى بـ (التسوية) ويضم خدمات المستشفى كالتعقيم المركزي والغازات الطبية وغرف الغسيل والصيدلية المركزية، إضافة إلى الطابق الارضي والاول والثاني والثالث وهم قلب المشروع بحيث تضم الاقسام الطبية المختلفة من غرف عمليات وطوارئ وعيادات خارجية وقسطرة واشعة وغيرها، وتم التعبير عنهم معمارياً بطريقة تتسم بالفخامة والخصوصية من خلال تغطية الواجهات بألواح الالمنيوم عالية الجودة وبالوان صحراوية وترابية للتقليل من تاثير الاجواء المغبرة والترابية في العراق واستخدام الالوان العاكسة لاشعة الشمس والاقل امتصاصاً للحرارة الخارجية وموزعة عليها فتحات على الجزء الامامي من المبنى فقط وذلك لتعزيز الخصوصية للوظائف الداخلية وللتقليل من التاثير الخارجي عليها والاستعاضة عنها بالاعتماد على الفناء الداخلي لاعطاء الانارة الطبيعية، اما بالنسبة للطوابق الرابع والخامس والسادس فهي مخصصة لرقود المرضى.
فيما خُصص الطابقان السابع والثامن ليكونا سكناً فاخراً للكوادر الطبية، وتم التعبير عنهما معمارياً بواجهات زجاجية بالكامل من الجهة الشرقية والجنوبية مصنوعة من الزجاج المزدوج عالي الجودة والصديق للبيئة ومزود بطبقات تقلل وبشكل كبير دخول اشعة الشمس فوق البنفسجية المؤذية والحرارة الناتجة عنها للمحافظة على الجو الداخلي العام وللتقليل من استهلاك الطاقة اللازمة لأغراض التكييف وطبقات عاكسة تعطي الخصوصية لمستخدمي المبنى.
 كما يتميز الجزء السفلي من الواجهة الامامية بشكلها المنحني الذي يعطي الشعور بالطمأنينة والترحيب بالزوار ولكي يتم التركيز بشكل كبير على المدخل الرئيس للمبنى ولتقليل التواصل البصري مع محطة المعالجة المجاورة للمشروع، وتم تزويد الواجهات الزجاجية بكاسرات للشمس مثبتة بالجزء العلوي وبأماكن مختلفة من الواجهات لمضاعفة كفاءة الزجاج ولإعطاء المبنى طابعاً عصرياً.
وأضيفت الى الواجهتين الرئيسين تشكيل معدني باللون الازرق على شكل نبضتي قلب يتوسطهما اسم الامام الحسين (عليه السلام) لتعطي معنىً ان قلوبنا تنبض بحبه.
 ومن الجهتين الشمالية والغربية تم تغطية الواجهات بالواح الألمنيوم مع فتحات أفقية الامتداد بارتفاع (1.40 سم) لإضفاء التنوع على الواجهات للطوابق العليا، كما تم إضافة فناء داخلي حسب الكودات العالمية للمباني الصديقة للبيئة بحيث تساهم بشكل كبير بالتقليل من استهلاك الطاقة من خلال تلطيف الاجواء الداخلية بشكل عام وإعطاء انارة طبيعية تغني عن الانارة الصناعية ومن الناحية التصميمية فإن الفناء يعطي طابعاً شرقياً على المبنى كما وأن له الاثر الكبير بإدخال الراحة النفسية للزوار بحيث يجد فيه المزج بين الداخل الماضي والخارج الحاضر. 
فيما حظيت مداخل مستشفى خاتم الأنبياء باهتمام كبير، حيث يتميز كل واحد منها بإعطاء تجربة فريدة للزوار من خلال العناصر الجمالية المختلفة وكان للمدخل الرئيسي النصيب الاكبر من المعالجات المعمارية المتميزة بحيث تم دمج العناصر الانشائية مع المسطح المائي والذي يحتوي على عدد كبير من النوافير التي يتم التحكم بها الكترونياً لتؤدي مجموعة لا حصر لها من التشكيلات المائية المتميزة ومحاطة باطار من النباتات والإزهار ليشكّلا معاً ايقونة معمارية متميزةً.
وفيما يتعلق بالحدائق الخارجية فقد تم تصميمها بحيث يتوحد المبنى مع محيطه الخارجي بهدف اعطاءه الشعور بالهدوء والراحة النفسية للزائر من خلال تنقله في المسطحات الخضراء وبذلك تصبح جزءاً لا يتجزأ من العلاج الطبّي داخل الاقسام المختلفة.
 ----------
سعياً منها لسدّ حاجة السوق المحلية وتشجيع الإنتاج المحلي..
العتبة الحسينية المقدسة توسّع من مشاريعها التنموية الخاصة بالإنتاج الحيواني والزراعي
تقرير: صفاء السعدي
تعتمدُ اغلب البلدان المتقدمة اقتصادياً على إنتاجها المحلي لسلامة أمنها الغذائي واكتفائها ذاتيا لسد حاجة السوق من جهة، والابتعاد عن رداءة المستورد وجشع ارتفاع الأسعار الذي من شانه أن يهلك اقتصاد المواطن من جهة أخرى، وهو ما حرصت  عليه الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة بضرورة  دعم الأمن الغذائي في البلد وسد حاجة السوق من الخضار والمنتجات الزراعية والحيوانية عبر أنشائها عدد من المشاريع التنموية الهادفة لانعاش التنمية الاقتصادية وتشغيل اليد العاملة بمشاريعها الحالية والمستقبلية.
فقد نفذّت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة عدداً من المشاريع المهمّة والمتمثلة بمدينة الأمام الحسين (عليه السلام) الزراعية التي ضمت عدداً من البيوت المخصصة للزراعة المحمية، وكذلك مشروع تربية الأغنام وزراعة الأعلاف والتي هي محور حديثنا لهذا العدد على امل الاستمرار بمتابعة  المشاريع المستقبلية لقسم التنمية الزراعية، والتي تندرج ضمن سلسلة مشاريعها التنموية الزراعية والمتضمنة الحصول على الموافقات الرسمية لمشروع مدينة ابي الأحرار (عليه السلام) الزراعية ومشروع محطة فدك لزراعة وإنتاج التمور.
ويقول المشرف العام على قسم التنمية الزراعية بالعتبة الحسينية؛ المهندس زهير عبد الكريم: ان "من أهداف قسم التنمية الزراعية هي سد حاجة مضايف الإمام الحسين (عليه السلام) من الحبوب والخضراوات، والمساهمة في تأمين جزء من الأمن الغذائي بالبلد عن طريق الزراعة ولسد حاجة السوق المحلية ولدعم الاقتصاد العراقي وتخفيض أسعار الخضروات والاستغناء عن المستورد وتخفيف البطالة، وجاء ذلك من خلال مدينة الإمام الحسين (عليه السلام) الزراعية والتي لاقت نجاحاً ورواجاً هائلاً".
ويضيف، ان  "كلّ ما يقدّم  من مشاريع  تابعة للعتبة الحسينية المقدسة يتم الأعداد لها مسبقاً بدراسات دقيقة ويتم تبنيها وفق التطورات العلمية الحديثة وعلى جميع الميادين"، مبيناً إن "زيادة الإنتاج تخفض نسب التكلفة وتسد الحاجة المبتغاة منها".
وتابع حديثه بالقول: ان "العراق يعتمد على جزء من مصادره الغذائية بمنتجات اللحوم على الاستيراد الخارجي، ووفقاً لسياسة العتبة الحسينية المقدسة وتوجيهاتها المتشدّدة على ضرورة الاعتماد على الإنتاج المحلّي والاستغناء عن المستورد لاسيما في مسألة استخدام اللحوم البيضاء والحمراء ومن هذا المنطلق جاءت فكرة تسمين وتربية الأغنام وهما مشروعان منفصلان انطلقا في آن واحد ويشهدان تطوراً كبيراً".
ويبين عبد الكريم ان "بدايات هذا المشروع جاءت عبر استشارة مركز البحوث التابع لوزارة الزراعة العراقية والتزوّد من خلالها بالنواة الأولى من الأغنام من صنف (العواسي) الذي يعد من الأغنام المنتخبة لولادة التوأم وبواقع أولي 50 رأس، اذ تم انشاء حقول خاصة للتربية والتسمين وهي النواة الاولى لهذه المشاريع الهادفة لتوفير اللحوم، وكذلك في الحفاظ على الاصناف النادرة من الثروة الحيوانية وهي مرحلة مهمّة نسعى من خلالها للحفاظ على الثروة الحيوانية بدلا ً من السماح بتهريبها وهجرتها خارج البلد وكذلك نسعى من خلالها لإيجاد التوازن الطبيعي في الثروة الحيوانية للبلد والتشجيع على اقامة مشاريع تسمين وتربية الحيوانات، وليصل عددها اليوم الى 500 رأس ومن الأصناف النادرة والتي عدت مرحلة تهيئة وتدريب للأيادي العاملة بالمشروع الأكبر المقرر تنفيذه بمراحل متعددة".
 ويضيف، ان "طموحنا يفوق الأعداد المذكورة مسبقاً فهناك مشروع يتم تنفيذه على أرض بمساحة (66 دونماً) لإنشاء (16) حظيرة وباستخدامات متعددة فمنها المفتوحة والمغلقة وقد تم العمل على انجاز الموافقات الرسمية والحصول على التخصيصات المالية التي تفوق الـثلاثة مليارات دينار عراقي لإقامة الحظائر"، مبيناً انّه "من المؤمّل ان نصل خلال هذا العام الى (3000 رأس) ومن أفضل الأصناف، وهي بداية ممتازة بحسب آراء المختصين كون ان المشروع لم يمضي عليه سوى سنتان وهو يرفد مضايف الإمام الحسين (عليه السلام) المخصّصة لإطعام الزائرين والمنتشرة بكربلاء باللحوم الحمراء اضافة إلى مراكز البيع المباشر بمحافظة كربلاء".
وأشار عبد الكريم الى "وجود مشروع  مستقبلي لزراعة (600 دونماً) من الاراضي التي لم تتم زراعتها مسبقاً ويأتي ضمن مشروع استصلاح الاراضي الزراعية والقضاء على حالة التصحّر الموجودة والتي من شأنها ان توفّر الاعلاف الخضراء للحيوانات المراد تربيتها"، مؤكداً ان "ما تم من اعمال لمشاريع حالية ومستقبلية قد تمت بموافقات رسمية من قبل الجهات المعنية وان هناك تعاون كبير مع الجهات ذات العلاقة وقد حظيت مشاريع العتبة الحسينية المقدسة في مجال التنمية الزراعية بإعجاب وقبول المختصين لاسيما وانها اليوم تُعَد محطة من محطات التدريب والتأهيل و مركز لاستقطاب طلبة الدراسات العليا".
ويتابع المشرف على قسم التنمية الزراعية حديثه انّ "مشروع انشاء الحظائر لا يوجد له مثيل لحد الان في العراق كونها صممت وفق مخططات حديثة ويعتبر من المشاريع الرائدة، وقد تمّ الانتهاء من إحداها وهي اليوم خاضعة للزيارات الدورية من قبل لجان التربية الحيوانية والطب البيطري في المحافظة كما ان العتبة الحسينية حريصة على انشاء مختبر متطور للطب البيطري  لاسيما وانها تمتلك من اصحاب الاختصاص والطب البيطري من ضمن العاملين لديها".
من جانب اخر يبين المهندس زهير عبد الكريم  ان "قسم التنمية الزراعية في العتبة الحسينية المقدسة يعمل على انشاء مدينة (أبي الأحرار الزراعية) وهي من المشاريع المتكاملة والمستقبلية والطموحة والتي ستنفذ على مساحة قدرها (5490 دونماً) في مدينة كربلاء بمنطقة (الكرطة) وهي بعيدة عن مركز المدينة وسكانها، وهي من المناطق المستصلحة زراعياً حديثاً من قبل الدولة والتي عُدّت بالرائعة كون عملية الاستصلاح قد نُفذّت على مساحة كبيرة بلغت (15 ألف دونماً) وقد تمت تسوية الارض خلالها ليزرياً و عمل القنوات الكونكريت للماء اضافةً  لشبكة المبازل الحقلية الموجودة فيها".
وأوضح أن "عملية الزراعة في هذه الأراضي تعتمد على نظام السقي الحديث بواسطة المرشات الحديثة  والتي تُقلل من استخدام المياه وتعمل على زيادة الإنتاج، حيث تمّ تسقيط المرشات الحديثة على الأرض بواقع ست مرشات من أصل (18 مرشة) تمّ شراؤها من وزارة الزراعة العراقية والعمل على زراعة الارض المستلمة بشكل أولي بمساحة (700 دونماً) وسيتم زراعتها بمادة محصول الذرة الصفراء وهي تعتبر جيدة لتقوية الأرض والتشجيع ايضاً على إنجاح مشروع استصلاح الاراضي والإثبات بان العتبة الحسينية المقدسة جادة بعملها لاسيما بعد شرائها للمرشات الحديثة والتي أصبحت خلالها محافظة كربلاء المحافظة الاولى التي عملت بها وهي الان مركزاً للتدريب والتطوير في هذا المجال".
وبخصوص مشروع مدينة (أبي الأحرار الزراعية) يوضح عبد الكريم ان "هنالك نية لإنشاء مدينة متكاملة من حيث زرع المحاصيل العلفية والحبوب وهي بدايات مشروع تربية الابقار والخطوة الثانية منه هو تربية الابقار والتي ستبدأ بـ (600 رأس) من الابقار المنتجة للحليب وقد راعينا بهذا الأمر مسألة انتخاب أبقار منتجة بدرجة عالية من بلدان تحتوي على هذا الصنف من الابقار كهولندا وألمانيا وغيرهما من الدول الأجنبية المنتجة للأبقار".
ويضيف ان "طموحنا في مشروع تربية الابقار يبدأ بــ (600 بقرة) ويصل الى (5000 بقرة)؛ وهو من المشاريع الرائدة في البلد لاسيما وان العراق قد ضم في سنواته السابقة (28) محطة لتربية الابقار وجميعها اليوم أصبحت معطلّة ما عدا محطة واحدة وهي محطة النصر التي كانت تضمّ (7000 بقرة) وأصبحت تضم اليوم (3000 بقرة) وهي هزيلة ولا تكفي لسدّ حاجة السوق من الألبان ومشتقاته".
ويكمل حديثه ان "محطّة الأبقار قيد التنفيذ وهناك مشاريع اخرى مرتبطة بها وهي مشروع المحلب الخاص للأبقار ومشروع معمل الألبان ومعمل الاعلاف الذي تم التعاقد على إنشائه مع احدى الشركات الألمانية وستكون هناك زيارة قريبة خاصة من قبل مختصين تابعين للعتبة الحسينية المقدسة لهذا الشأن لزيارة موقع الشركة ومعرفة الخطوط العاملة فيه والمتكونة من خطين أحداهما للأعلاف الخضراء والآخر للأعلاف المركزّة".
ومن المشاريع الزراعية الأخرى التي تعمل على إنشائها العتبة الحسينية، مشروع محطّة (فدك) لإنتاج التمور في محافظة كربلاء التي تم إنشاؤها على مساحة (2000 دونم)، وهي بحسب تصريح المشرف على قسم التنمية الزراعية، تعدّ من "المشاريع الكبرى والمصنّفة عالمياً كون التمور تُعَد من المصادر الغذائية الرئيسية والتي تأتي عالمياً بالمرتبة الرابعة بعد القمح والرز والشعير، وعلى اعتبار العراق أرض النخيل فقد تمت الموافقة على إنشاء هذه المحطة لزراعة النخيل بالاعتماد على الزراعة النسيجية الحديثة".
ويضيف، "تضمّ المحطة مكبساً للتمور لإنتاج أفضل أنواع من التمور لسدّ الحاجة المحلية او للتصدير وان الغاية الرئيسية منها إعادة الحياة للنخلة العراقية التي بدأت تتلاشى"، بحسب قوله.
كما وان هناك نيّة "لتخصيص مساحة من الارض بمدينة الامام الحسين (عليه السلام) الزراعية لزراعة الفراولة وبشكل مستمر وعلى مدار العام كونها من المنتوجات التي تلاقي اقبالاً واسعاً في العراق".
  ----------------
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صفاء السعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/11


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • بطاقة تشغيلية تصل إلى (6000 طن) من الهواء البارد العملُ بنصب أكبر منظومة تبريد في العتبة الحسينية تُعدّ الأولى من نوعها بالعراق..  (أخبار وتقارير)

    • العتبتان المقدستان تتفقدان ذوي الشهداء والجرحى في طوزخورماتو ومعتمد المرجعية في كركوك يؤكد شهداء التفجير من السنة والشيعة  (أخبار وتقارير)

    • عالمٌ في مدينة..  (أخبار وتقارير)

    • افتتاح المرحلة الاولى من مشروع توسعة الحائر الحسيني المقدس...  (أخبار وتقارير)

    • (زهور القطف).. أوّل مشروع في العراق تنجزه العتبة الحسينية لإنتاج الزهور الطبيعية  (أخبار وتقارير)



كتابة تعليق لموضوع : فضائية كربلاء توقد الشمعة الخامسة من عمرها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net