هل تساءلتم يوماً ما عن الزهور الجميلة التي تغطي شباك القبر الشريف للإمام الحسين (عليه السلام) وهي تفوح بعطرها على الزائرين وتضفي جمالية على المكان المقدّس، إنّها بالفعل زهور طبيعية 100% ومن أرقى وأجمل أنواع الزهور في العالم والتي كانت تستورد من إيران عبر سيارات مبرّدة، أما الآن وبعد نجاح مشروع (زهور القطف) الذي أنجزه مشتل الإمام الحسين (عليه السلام) التابع للعتبة الحسينية المقدسة، فالأمر أصبح متغيراً وبجهود أقل.
فزهور هذا المشروع التي من المقرر أن تُنثر على القبر الشريف قبيل أيام عيد الأضحى المبارك جميلة جداً وناتجة عن شتلات هولندية راقية وتمّ انتاجها في كربلاء وبكوادر العتبة الحسينية بعد استخدام بيوت حديثة لهذا الغرض.
ولتسليط الضوء على هذا الموضوع، التقينا السيد عباس الموسوي رئيس قسم الزينة والتشجير في العتبة الحسينية، والذي أوضح بأنّ "فكرة نثر الزهور على القبور الشريفة للأئمة المعصومين جاءت بعد الزيارات المتكررة لضريح الإمام الرضا (عليه السلام) المزين بالزهور الطبيعية؛ حتى تمّ التنسيق مع القائمين عليه لجلب مثل هذه الزهور إلى كربلاء وذلك عبر سيارات مبرّدة تحافظ على حيوية شتلات الزهور واستمر هذا الأمر لفترة زمنية".
ويتابع حديثه بالقول، "بسبب صعوبة نقل شتلات الزهور باستمرار عبر هذه السيارات من الدول المجاورة إلى كربلاء، وبعد دراسات متكررة باشرنا بمشروع (زهور القطف) الذي يمثل بتنمية شتلات الزهور الطبيعية باستخدام بيوت زجاجية متطورة توفر بيئة وخصوبة طبيعية مشابهة للبيئة الموجودة في دول مثل هولندا المنتجة للزهور عالمياً".
ويضيف الموسوي، "عمل مشتل الإمام الحسين التابع للعتبة المقدسة على استنفار كافة الجهود والكوادر البشرية لإنجاز مشروع (زهور القطف) والذي بدأ بتجهيز بيت زراعي ألماني المنشأ قبل سبعة أشهر تقريباً والذي يسع لاحتضان أكثر من (8000) شتلة زهور ويقوم بتوفير كافة الظروف البيئية مع توفير تربة خصبة لا تفقد خواصها بسرعة فضلاً عن انتاج نبتات تبقى منتجة لمدة 15 سنة".
ويوضح، إنّ "التكلفة المالية للبيت الزراعي تصل إلى (750) مليون دينار عراقي، وهو بمساحة (300 م2) ويمكن أن يحتضن ما بين (8000 – 10000) شتلة من الزهور والتي يتم استيرادها من هولندا التي تعد الأولى بتصدير الزهور في العالم نسبة لجمالها ومواصفاتها العالية".
ويبين أيضاً بأنّ "مشروع زهور القطف متكامل ويضمّ إضافة إلى البيت الزراعي غرف خدمية لتوفير التدفئة والتبريد، فضلاً عن ربطه بأجهزة لقياس الحرارة والرطوبة واختيار البيئة الطبيعية المناسبة لتنمية الزهور وهي نفس البيئة الموجودة في الموطن الأصلي لهذه الزهور".
وبالنسبة "للمنشطات والمبيدات التي تضاف للتربة والشتلات النباتية تكون كلها خارج البيت الزراعي حيث يتم خلط المواد الكيميائية ضمن مقاييس ومقادير عالمية وعندما تكتمل الخلطة تضخ من انابيب ومرشّات على شتلات الزهور، فضلاً عن رعاية أمور التعقيم وتعفير الآلات المستخدمة للحفاظ على شتلات الزهور الحساسة من الإصابة بالفيروسات".
وقد وصل المشروع إلى مرحلته النهائية المتمثلة بالقطف، بحسب حديث مسؤول قسم الزينة والتشجير، الذي يبين بأنّ "المشروع يضمّ برّاد كبير الحجم لاحتضان الزهور المقطوفة والمحافظة على حيويتها لفترات طويلة دون أن تتأثر بالمحيط الخارجي ليتم نثرها في المراقد المقدسة أو توزيعها بصورة أكاليل من الزهور قبيل أيام العيد".
ويتابع حديثه، بأنّ "عملية القطف تكون متباينة في الأوقات ويصل العدد الى 3000 زهرة بين يوم وآخر"، مشيراً إلى أنّ "نجاح هذا المشروع جعلنا نفكّر بجدية لاستثماره اقتصادياً بعد تغطية حاجة العتبات المقدسة بالعراق من الزهور".
وأضاف في ختام حديثه، "نحن على ثقة بأنّ نجاح هذا المشروع عائد إلى التوفيق الإلهي وبركات سيد الشهداء (عليه السلام) التي رافقت المشروع منذ مراحله الأولى، وهذا النجاح هو ما جذب أنظار الكثيرين ومن بينهم أمانة بغداد التي تفكّر باستنساخ هذه التجربة لنشر الزهور الطبيعية في أرجاء العاصمة".
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat