العمامة السوداء واليد البيضاء
ابو زهراء الحيدري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تعلوه عمة وتشع من محياه هيبة وتجثو على بابه الشهرة لكنها وفي كل مرة ومحاولة تجد الصدود .. جسد ناحل يحمل قلب حان وسحنة تخفي تجارب ومعارف ممتدة الى ما ينيف عن الاف سنة ارتبطت بفيوضات السماء وعطاءاتها المتدفقة .. تلك اذن قصة رجل دابته رجلاه وخادماه يداه ، يقبع في دار قديمة مستأجره في زقاق ضيق لكنه يسع الجميع وتتدلى من اعلى هذا الزقاق حزمة كثيفة من الاسلاك (الامبيرية ) التي ابت الا ان تمر من اعلى داره وتتوزع على اهل الزقاق مثلما تتوزع الشرايين من القلب . هي اذن جزء من حقيقة رمز لامع وعلم لائح اسمه السيد السيستاني الذي يتضوع الحكمة ويتؤضأ بمضيئة البساطة والشظف ويترنم بعشق البلد الذي يضم في حنايا تربته اطهر الاجساد وأئمة العباد فيرتشف من فيوضاتهم وينهل من معارفهم وهذا سر قوته وحنكته .
وقف بوجه اعظم قوة في العالم دخلت العراق وهي مدججة باحدث الاسلحة وتمتلك مؤسسات ومراكز متخصصة لصناعة القرار هي الاكثر تطورا على مستوى العالم وشهية امبراطورية لابتلاع البلدان وسحق شعوبها واخضاعها ليسحب البساط من تحت اقدامها ويفشل مشروعها ويفرض مشروعه الذي قدمه كخدمة تاريخية لا تقدر بثمن الى شعب كان يئن من وطاءة الجلادين والمتسلطين على رقابه لم يعرف طيلة مئات السنين شيء اسمه دستور يكتبه الشعب و انتخابات حقيقية ولو على مستوى مجالس البلدية .
ولم تنته خدماته الى هذا الحد بل راح يحث الشعب ويدفعه به الى صناديق الاقتراع لدرجة انه اوجب المشاركة في الانتخابات فكانت النتائج كما اراد ، وارى من المناسب ان انقل قضية طريفة حصلت خلال خوض المرجعية معركة الانتخابات وهي ان احد الاخوة المترددين على مكتب المرجعية كان يلاطف احد احد احفاد السيد السيستاني حفظه الله وهو طفل صغير جدا فقال له هذا الصغير ان جدي و(من كثر ما يتكلم عن الانتخابات صرت احلم في منامي بالانتخابات ). انظر مدى الهم والاهتمام الذي كان يحمله سماحته وهو يعيش مخاض هذه القضية المصيرية .
وعندما دخل الارهاب على خط الوضع العراقي بدفع من دول العمالة يحركها بغضها الطائفي للعراقيين لاشعال فتيل حرب اهلية ومذهبية لاتبقي ولا تذر ، انبرت المرجعية العليا لتتحول الى اطفائي حرائق وتخمد تلك النار التي استعرت وسرت في الهشيم خصوصا بعد الاعتداء الاجرامي على مرقد الامامين العسكرين عليهما السلام رغم هيجان المشاعر للاغلبية الشيعية لكن سماحته استطاع ان ينقذ البلاد والعباد من حرب مخطط لها ان تحرق الاخظر واليابس . واتخطر هنا ان احد وكلاء المرجعية نقل لي انه بعد جريمة الاعتداء على مرقد الامامين العسكريين ع وتوافد الناس على المرجعية ينتظرون اذن منه ، فقال لهم انني بعد تلك الحادثة المفجعة هرعت الى روايات اهل البيت ع واعدت مطالعة الكتب مليا فلم اجد فيها سوى التوصية بالصبر . ولم تنته خدماته الى هذا الحد بل توالت واستمرت والمقام يطول لسردها .. وفي الواقع ومن خلال متابعاتنا لما كتبه الاعلام الغربي وكبريات الصحف الاجنبية تدرك ان الغرب يعرفون قيمة هذه الشخصية اكثر من العديد من المحسوبين على التشيع . ولو كان لديهم مثل هكذا شخصية على سبيل الفرض اكاد اجزم واقسم بانهم سينتفعون منها خير انتفاع ويقدسونها ، اما نحن الذين قدمت لنا المرجعية خدماتها الجليلة لازلنا لانقدر قيمتها ونعيش التيه ولاندري اين نضع قدمنا فقاعدتنا الجماهيرية مشتته ومتشضية وملتفه حول شخصيات صوتية متخبطة لاتفقه جملة مفيدة فضلا عن موقف حكيم وسليم واحد او حول ادعياء مزيفون امتهنوا الدجل والحيل ونصبوا فخاخهم لصيد الاتباع والمريدين ، والانكى من ذلك ان تتعرض المرجعية الى حملة تسقيط وتشنيع من قبل اقزام وموتورين كان اخرهم وليس اخيرهم الصعلوك حسن الكشميري الذي ما انفك يتهجم على المرجعية ويتهمها بتهم شتى ليستكمل مسلسل التشويه والتسقيط للمرجعية الذي يدعمه الاعداء لكن هيهات ان ينال هذا القزم من عملاق اسم السيستاني .
واليوم ونحن نمر بازمات مفتعلة تفقس ازمات جديدة يصيبنا الدهشة عندما نرى ان اغلب الساسة وفي مقدمتهم رئيس الحكومة توهموا في وقت مضى انهم ليسوا بحاجة الى المرجعية وحلولها ونصائحها واداروا ظهورهم لتوجيهاتها ولسان حالهم يقول لاحاجة للمرجعية فلاحظوا مدى الفشل الحكومي في الامن والخدمات الاستهتار والغرور الذي اصاب القوم جراء ابتعادهم عن المرجعية في حين ان مشاكل كبرى عصية عن الحل وازمات خانقة كادت تعصف بالبلد وتهدد العملية السياسية برمتها نجحت المرجعية في تطويقها وايجاد حلول ناجعة لها ذلك لان الساسة في حينها كانوا يحسنون الاصغاء لصوت المرجعية اما الان فقد وضعوا في اذانهم القطن ، واكاد اجزم واوقسم ان الازمات التي نعيش دوامتها لن نخرج منها مادام صوت المرجعية المسددة غير مسموع .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
ابو زهراء الحيدري

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat