يحار القلم هذه الايام حول اي الرزايا يسكب مداده على صفحة الكتابة , وعن اي شيء يزفر ويشهق وطالما فعل ذلك لكنه اسمع لو نادى حيا , واضاء لو نفخ في جمر وانما كان ينادي من لاحياة له , وكان ينفخ في رماد . لقد ابتلينا في العراق بمسؤولين لايقرأون وان قرأوا لا يفهمون وان فهموا لا يهتدون الى القول السديد ولا الى ركن شديد , ابتلينا بمسؤولين كالبهائم همها علفها , تقضم مال الله قضم الابل نبت الربيع .
فيما تنفذ القاعدة (غزوة ) من انجح غزواتها على سجن ابي غريب وسجن التاجي فتطلق سراح اعضائها المسجونين المحكومين باحكام الاعدام وباقل الخسائر في صفوفها , يصوت النواب على ميزانية تخص برلمانهم هي عبارة عن تقنين وشرعنة سرقة المال العام وبمليارات الدنانير العراقية . مَنْ من هذين الحدثين اخطر على العراق , هروب مئات الذباحين وانتشارهم من جديد في حواضنهم لينفذوا دورة دم عراقي جديدة , ام تصويت النواب على ميزانيتهم الجديدة التي يصل نصيب كل واحد منها ما يزيد على مليار دينار غير رواتبهم ومخصصاتهم الفلكية في بلد يشكوا ازمة مزمنة في الطاقة الكهربائية , ويعاني شبابه وخريجو جامعاته بطالة مزمنة , وينام عشرات الاف عوائله في بيوت لاتصلح زريبة للكلاب ؟ .
من اطلق سراح سجناء القاعدة الذين ما ارتووا من دمائنا بعد ؟ .
سؤال ستظل الاجابة الصادقة عليه طي الكتمان , وسيظل الجواب عليه ساحة للمزايدات والتسقيط السياسي , لكن جواب المواطن من امثالي : ان الذين اطلقوا سراح عتاة المجرمين من القاعدة هم :
1 – الحكومة بشقيها مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية , مسؤولية الحكومة لانها لم تدقق في هوية حراس السجن ومسؤوليه , وباعتراف رئيس الحكومة ان من هؤلاء الحراس من ينتمي الى المليشيات , وسؤالنا لسيادته لماذا ابقيت هؤلاء المليشيات حراسا لسجن مركزي يضم في زنازينه ما لا يضمه معتقل غوانتانامو ؟ . ومسؤولية رئاسة الجمهورية هي في عدم تصديقها احكام الاعدام الصادرة على مجرمي القاعدة ؟ هل تسويق السيد نائب رئيس الجمهورية لمبادرة مايعرف بوثيقة الشرف هي التي جعلت اعدام المجرمين تتصدر جدول اعمال لقاءات سيادته وتأخيرها ارضاء لحواضن الارهاب من المحافظات الغربية ؟ اعتقد كل شيء اصبح ممكنا وواردا في عراق ما بعد عام 2003 .
2 – مجلس النواب , وهو مجلس بائس , ومن بؤسه هذا التناحر والتصارع الذي سيّس كل شيء . مسؤولية مجلس النواب انه يجلس على مقاعده نواب ارهابيون ومزورون ومرتشون باعتراف القضاء , ومجلس كهذا لايمكن اعفاءه من التورط في هروب سجناء ابي غريب والتاجي , وسبق ان توصلت لجان التحقيق الى تورط نواب في هروب سجناء من سجون محافظة صلاح الدين .
3 – الحواضن المحيطة بالسجن , فهي قامت بتوفير المأوى للارهابيين المهاجمين وامدتهم بخريطة المنطقة وشكلت مكان ايواء لهم بعد العملية .
4 – الاجهزة الامنية بفشلها العقائدي والعملي , فقياداتها يعوزها الاخلاص للوطن والايمان به ايمانا صادقا , فقد ثبت انكثيرا من القيادات هم تجار سيطرات , وتجار رشوة ياخذونها من الجندي ليسيب في اهله , وهؤلاء القادة هم من تواطأ مع الارهاب فامده بالاسلحة اللازمة لتنفيذ عملية اقتحام السجن , ومما يؤخذ في الاعتبار ان المهاجمين امطروا سجن ابي غريب باكثر من (100) قذيفة هاون , وفي السياقات العسكرية لايتوفر ذلك الا لوحدات عسكرية قتالية وليس لمجموعة ارهابية , ومما يشير الى تورط الاجهزة الامنية في العملية انها لم تتصد بشكل كاف للارهابيين , فالمعلوم في السياقات العسكرية ان القوة المهاجمة على موقع محصن يجب ان يبلغ عددها ثلاثة اضعاف القوة المدافعة , وقوة حماية سجن ابي غريب والتاجي على اقل التقديرات تبلغ فوجا عسكريا فهل هوجمت بثلاثة افواج ؟ .
5 – قوى خارجية ومخابرات اجنبية قدمت خبراتها تخطيطا ومشورة وتجهيزا لتنفيذ العملية , وهذه القوى ابرزها السعودية وتركيا وقطر التي زارها قبيل العملية احد النافذين في العملية السياسية لاسباب غير مفهومة .
هذه القوى في الدولة العراقية هي من اطلقت سراح القتلة من ارهابيي القاعدة بسبب مباشر او غير مباشر , وعند جهينة الخبر اليقين .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat