نحتاج لسياسيين من الصين
خالد محمد الجنابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خالد محمد الجنابي

اليوم كتبت رسالة الى الصين ، رسالةٌ ملؤها الحب والحنين ، ناشدت فيها علماء بكين ، أن يصنعوا لنا جمعا من السياسيين ، فنساؤنا عاقرات عن حمل السياسيين الطيبين ، قلت لهم فيها ، الآن يحكمنا دعاة الدين ، بدستور يغلفه القهر وألأسى وألألم ، وسابقا حكَمنا دون ضمير رعاة الغنم ، لذا نلتمس عطفكم أن تصنعوا لنا العدد المطلوب من الساسة الذين يحملون الحب لأبناء شعبهم ، وممن لايخافون السير وسط الزحام ، ساسة يتجولون في الشوارع والمصانع والمزارع ، يمضون يومهم في متابعة أمور البلاد ، دون أن يزعجونا بشعارات مكافحة الفساد ، ساسة تأكل من طعام الفقراء والجياع ويعلٍمون ابناؤهم في مدارس الطين ويعانون زحمة الطرقات ومزاج السيطرات ويشربون الماء الذي لايصلح للبناء كما يشربه المواطن ويتنقلون بين الدوائر والمؤسسات بحثا عن فرصة عمل لأبناهم الخريجين ، وبعدما يعودوا خائبين يندبوا حظهم العاثر الذي خذلهم مرتين في الانتخابات ، وصاروا كمن أضاع المشيتين ، بعد ذلك وردني ردا من الصين ، يقول الرد : انتم اصحاب الرسالة السماوية التي خصًكم بها الله دون سائر البشر ، ومنكم ظهر أعدل الرجال على مر التاريخ ، وانتم احفاد نبو خذ نصر قاهر اليهود وحمورابي مشرٍع أول القوانين ، وارضكم تحتضن رفاة الانبياء والاولياء الطيبين الطاهرين ، وفي كربلاء سالت دماء الحسين كي تستمر الرسالة ، ومن بغداد نادى هارون الرشيد : ايتها الغيمة امطري أين ما شئت فخراجك عائد لي ، ألستم أحفاد بيت النبوة ، فلماذا تطلبون منا أن نصنع لكم جمعا من السياسيين ، قرأتُ الرد ، ثم كتبتُ مرة اخرى ، قلت سادتي علماء الصين : لاتنظروا لتاريخنا فالتاريخ تم سحقه بأحذية السرًاق والمارقين ، أما الدين فيا أسفي على الدين فلقد صار دعاية انتخابية ، يستنجد به من ليس له ورقة عمل ينفذها بعد الانتخابات ، وحين تستقر له الامور يبصق الدين غير آبه بشيء سوى كرسي المنصب ، أما العدل فلقد تم استبداله بالباطل ، والقوانين صارت تكتب بالحبر المطاط كي تناسب الجميع ، ومجلس النواب يجتمع عبر الهواتف النقالة ، والوزير يتابع وزارته من دول الجوار ، وبغداد أمست مصلوبة على ساق الشجرة ، بغداد صارت مرتعا لكل اللصوص ومكبا للنفايات ومثلا تقاس به المدن المنكوبة ، ألآ نحن بحاجة لسياسيين يحمون العراق ، ينتفضون اذا استبيحت كرامته ، سادتي علماء الصين : بعد أن أسرى بي ألأجل كتبت لكم ، كي تصنعوا لنا جمعا من السياسيين ، وفي حالة اعتذاركم ، سنصرخ بوجه من ساروا بالعراق نحو المجهول ، كفاكم صخبا ، كفاكم بطشا ، كفاكم أن تضحكوا على الذقون ، بغداد أنا ابكي من القلب والعين والروح ، لأنك تغتصبين كل يوم ، بغداد انا ابكي بعدنا استبيحت عذريتك من قبل زناة التاريخ والدين ، الدين ياتجار الدين فيه الحلال بين والحرام بين وفيه الحق واليقين ، وطني متى نستفيق ؟ متى نصبح بوجه الظلم ثورة ؟ ماذا ظل فيك سالما ايتها النفس سالما كي تخافي ؟ لاتخافي ، لاتخافي ، لاتخافي ، وطني كل شيء فيك له ثمن سوى الانسان بلا ثمن ، وطني استباحوك ، ثم قتلوك وتركوا قلبك النازف تأكل منه البوم والقطايا ، وطني اصبحنا غرباء فيك ، وابناؤك هناك خارج اسوارك يعيشون في بلاد الغرباء ، بعدما صار المرء فيك لايكرم بل يهان ، وطني متى يجف بحر الدموع ؟ وتصرخ صواري العائدين حي على الرجوع .
ملاحظة / قد يقول قائل لماذا من الصين ؟ الجواب حتى اذا كان السياسي غير كفؤ نقول انه صيني وحاله حال البضاعة الصينية أي لانأسف عليه لأننا لن ننتخبه !
khalidmaaljanabi@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat