صفحة الكاتب : صالح العجمي

إرجوحة التعديلات الدستورية في البلاد العربية
صالح العجمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الثورة التونسية تؤتي ثمارها والشعوب العربية تقطف هذه الثمرة وخصوصا المعارضة في الساحة العربية التي قطعت شوطا كبيرا بفضل هذه الثورة الخالدة في إيصال الرسالة إلى الشعوب العربية وتجاوزت كثير من الصعوبات والمعوقات بعدما كسرت ثورة الياسمين حاجز الخوف من الفشل ومفاهيم المستحيلات التي كانت تخيم على عقول الكثير في الساحة.

   ولقد عانت المعارضات في الساحة في معظم البلدان من فراغ سياسي كونها أحزاب تقليدية تفتقد إلى الإمكانيات المادية التي تسخرها الأنظمة لفض الشعوب من حول تلك القيادات والتنظيمات تارة وتارة أخرى بالعنف واستخدام القوة بذريعة الحفاظ على النظام والقانون والدستور بواسطة الجيش الوطني الذي تنصل عن مسؤوليته الوطنية في كثير من البلدان وتحيز للسلطات وأصبح أداة في أيدي الفاسدين لقمع الحريات وتكميم الأفواه ولكنه فشل في تونس وتساقط من ظهور الدبابات وانتصرت إرادة الشعب التونسي العظيم في الإطاحة بالنظام الديكتاتوري والنموذج الآخر في مصر تتصاعد المظاهرات اليومية في معظم المدن المصرية وتواجه العنف من قبل السلطات ولكنها تجني الفائدة الكبيرة من الثورة التونسية أولا على الصعيد الداخلي والجماهيري في مصر وثانيا على الصعيد الدولي فالجانب الداخلي كسر حاجز الخوف بفعل التجربة التونسية الرائدة وانظم الآلاف لهذه المظاهرات وعندهم الاستعداد التام للتضحية بأرواحهم مقابل التغاير وإسقاط النظام الغاشم.

وعلى الصعيد الدولى تجاذب الأطراف المؤيدة للمظاهرات خصوصا حلفاء الحكومة المصرية وعلى رأسهم امريكا وكذلك فرنسا والذين بادرو في ايصال رسائل واضحة كما وصفها احد الصحافة في مصر انها رسائل خجولة ولكنها مؤيدة لما يجري وتدعو لإحترام حرية الناس والتعامل مع الساحة بهدوء واحترام حرية الشعب.

ولا نغفل ما يجري في الساحة اليمنية التي عانت خلال الفترات السابقة من انقسام حاد بين أطياف المعارضة واستطاعت السلطات اليمنية أن تستغل هذه الانقسام وأن تؤلب الشعب على بعضه البعض وتوسع بؤرة الانقسام لصالحها وكانت للأحداث التاريخية في لبنان وقيام المعارضة بمقاطعة الانتخابات حتى رضخت السلطات هناك للمصالحة والعودة إلى طاولة الحوار تجربة ملموسة تم نقلها مباشرة إلى الساحة السياسية اليمنية واستطاعت المعارضة أن تفرض شروطها على النظام ولكن هذا المخاض لا يزال في أوجه ولا تزال الطريق مسدودة أمام الحلول الجذرية لهذه الأزمة السياسية الحادة والتي تصاعدت بعد إصرار النظام في اليمن على إجراء تعديلات دستورية عندما شعر رموز النظام أنهم عاجزين عن القيام بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية ذهبوا إلى هذا البديل الصعب على حساب الديمقراطية وحرية الشعب بما فيه صالحهم والبقاء في السلطة مدى الحياة وإلغاء مشروع الديمقراطية والحريات التي كافح من اجلها الشعب اليمني طوال العقود الماضية.

  وعلى غرار الاعتذارات التي قدمها المخلوع زين العابدين بن على للشعب التونسي والتي باءت بالفشل وكانت مغادرته للبلاد هي النتيجة الحتمية للثورة نشاهد نفس السيناريو يتكرر من قبل الزعماء في الساحة وكان بعده اعتذار على عبد الله صالح للشعب اليمني ويلاحظ المشاهد كذلك الوعود التي يقوم بها زعيم مصر حسني مبارك والقلق الذي يلتف البلدين المصري واليمني حيث وجه التشابه بين هذه البلدين متقارب في سيطرة النظام العسكري على كافة القطاعات في البلدين.

ويتردد سؤال بين أوساط الشعوب ما هي نتيجة هذه الاحتجاجات في الساحة العربية ولكن الحقيقة تشير إلى رغبة كبيرة وحقيقة من شعوب عانت الكثير من ظلم واستبداد هذه السلطات وانضمام الأغلبية الساحقة للدفع بعجلة الثورة التونسية والإقتداء بنهج بوعزيزي لتغير الأنظمة العربية الجاثمة على صدور الشعوب خصوصا بعد الأصداء المتوالية على الساحة الدولية المؤيدة لهذه الاحتجاجات في كل البلدان العربية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح العجمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/16



كتابة تعليق لموضوع : إرجوحة التعديلات الدستورية في البلاد العربية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net