تجربة فاشلة للإخوان في الحكم
علي البحراني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عندما كنا نسمع أو نرى موقفاً لحاكم عربي تجاه تنظيم الإخوان، كنا نظن أن سعي الإخوان إلى السلطة هو ما دفع الحاكم لتشويه سمعتهم وعدم الوفاق معهم هو من أجل الحفاظ على عرشه، فسخر الكُتَّاب والمؤثرون لكي يشوه تنظيمهم فكان لهم ذلك. فتنظيمهم ومن ينتمون إليه غير مقبول لدى السلطات العربية وقد سمعنا أكثر من حاكم يشوِّه سمعتهم ويصفهم بالوصولية والانتهازية. هذا قبل ما يحدث من ربيع عربي أطاح ببعض الحكَّام في تونس ومصر وليبيا وما امتطوا الإخوان نتائج هذه الثورات حتى شكك في أمرهم، فكيف تسمح أمريكا بتكتل إسلامي مؤدلج أن يتسنم مقاليد الحكم في هذه الدول. إلا أنهم دخلوا في صفقة معهم ضد شعوب تلك الدول، وما أدل على ذلك من حكم الإخوان في مصر العروبة فقد كانت بدايتهم ونهايتهم مخزية وعار عليهم فثورة 25 يناير امتنع الإخوان من النزول إلى ميدان التحرير ولم يدعموا الشعب كتنظيم ضد طاغيته وفساده وما لاحت بشائر النصر للشعب حتى دخلوا في صفقة مع الأمريكان لامتطاء السلطة ثم دخلوا في نزاع مع الشعب والقوى الشعبية المصرية في النكث بوعود يطلقونها لكل مرحلة، فقد وعدوا ألاَّ يدخلوا في الانتخابات الرئاسية، فنقضوا عهودهم ودخلوا بمرشحين اثنين، فاز منهما محمد مرسي وهو قيادي في جماعة الإخوان.
من هنا بدأ ينكشف نهمهم للسلطة، وما إن بدأت انتخابات مجلس الشعب حتى وعدوا بألا يزيدوا على 30% من مقاعدة المجلس فنقضوا عهودهودهم ودخلوا ب70% من المقاعد، وتلك الثانية، و»ضربتان على الراس توجع» فما بالك بالثالثة وهي مسألة الدستور الذي فصَّلوه على مقاسهم في حين كانت وعودهم هي الاستفتاء الشعبي على بنوده، والثالثة ثابتة عند المصريين ناهيك عن الوضع الاقتصادي المتردي وفاقة الناس إلى الرغيف، في حين يباع الغاز لإسرائيل التي دخلوا مع الإمركيان في وَهْي أمن وسلامة إسرائيل وعدم المساس بالاتفاقيات التي أذلت مصر في كامب ديفيد.
تراكمات وإخفاقات متتالية لجماعة الإخوان في تجربتهم في تسلُّم السلطة أدت إلى فشلهم وقرار الشعب المصري بالتخلص منهم في ثورة 30 يونيو التي لم ير العالم مثلها أبداً، فتجربة 25 يناير وما أعقبها من محاكمات لرموز النظام وأعوانه ومن ساعده على الاعتداء على المتظاهر المصري صقلت ثورة 30 يونيو، حيث لا معركة جمل ولا بلطجية ولا فارين من السجون ولا شرطة أو قوات خاصة تقتل وتحاول حماية الحاكم، فالتحمت مصر بكل فئاتها ودياناتها من شعب وجيش وقضاء وشرطة وإعلام، كل ذلك سطَّر ملحمة نضالية رائعة أطاحت بالحاكم خلال 50ساعة فقط من الوقوف في الميادين والساحات مسالمين كل أسلحتهم هي الشعارات والهتافات، ومع أن هناك تجمعاً مؤيداً للحاكم مرسي الذي أعطى الإشارة لسفك الدماء في خطاب موجَّه للأمة المصرية سمي بخطاب الشرعية، إلا أن الصدامات كانت في أضيق حدودها ولأن جميع القوى المدنية والعسكرية هي مع الشعب المصري الثائر ضد طريقة حاكم لم ترق لهم، فقرروا ألا يسكتوا وأن يسقطوه.
قرر حينها وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي بعد إعطاء مرسي 48 ساعة للاستجابة لمطالب الشعب أن ينقل السلطة إلى المحكمة الدستورية كمرحلة انتقالية لانتخابات مبكرة وتعطيل العمل بالدستور، فأدى المستشار عدلي المنصور القَسَم الدستوري لحقه بكلمة رائعة، فقد حدد فيها كيف أن يكون الحكم وأقر لا تقديس ولا حصانة لحاكم أو رئيس وعلى الشعب المصري ألا يبارح الميدان ليس المكاني بل الرمزي في إشارة إلى أن الحاكم القادم عندما لا تتوافق تصرفاته وميول الشعب الذي انتخبه فللشعب الحق في الإطاحة به والعاقل من اتعظ بغيره، والمؤشرات تشي بأن هذه التجربة ستتكرر في الدول التي يحكمها التنظيم الإخواني فما فعلوه في مصر وهي أرض التسعين مليوناً هو كافٍ لأن تكون تجربتهم غير ناضجة في الدول الباقية.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
علي البحراني

عندما كنا نسمع أو نرى موقفاً لحاكم عربي تجاه تنظيم الإخوان، كنا نظن أن سعي الإخوان إلى السلطة هو ما دفع الحاكم لتشويه سمعتهم وعدم الوفاق معهم هو من أجل الحفاظ على عرشه، فسخر الكُتَّاب والمؤثرون لكي يشوه تنظيمهم فكان لهم ذلك. فتنظيمهم ومن ينتمون إليه غير مقبول لدى السلطات العربية وقد سمعنا أكثر من حاكم يشوِّه سمعتهم ويصفهم بالوصولية والانتهازية. هذا قبل ما يحدث من ربيع عربي أطاح ببعض الحكَّام في تونس ومصر وليبيا وما امتطوا الإخوان نتائج هذه الثورات حتى شكك في أمرهم، فكيف تسمح أمريكا بتكتل إسلامي مؤدلج أن يتسنم مقاليد الحكم في هذه الدول. إلا أنهم دخلوا في صفقة معهم ضد شعوب تلك الدول، وما أدل على ذلك من حكم الإخوان في مصر العروبة فقد كانت بدايتهم ونهايتهم مخزية وعار عليهم فثورة 25 يناير امتنع الإخوان من النزول إلى ميدان التحرير ولم يدعموا الشعب كتنظيم ضد طاغيته وفساده وما لاحت بشائر النصر للشعب حتى دخلوا في صفقة مع الأمريكان لامتطاء السلطة ثم دخلوا في نزاع مع الشعب والقوى الشعبية المصرية في النكث بوعود يطلقونها لكل مرحلة، فقد وعدوا ألاَّ يدخلوا في الانتخابات الرئاسية، فنقضوا عهودهم ودخلوا بمرشحين اثنين، فاز منهما محمد مرسي وهو قيادي في جماعة الإخوان.
من هنا بدأ ينكشف نهمهم للسلطة، وما إن بدأت انتخابات مجلس الشعب حتى وعدوا بألا يزيدوا على 30% من مقاعدة المجلس فنقضوا عهودهودهم ودخلوا ب70% من المقاعد، وتلك الثانية، و»ضربتان على الراس توجع» فما بالك بالثالثة وهي مسألة الدستور الذي فصَّلوه على مقاسهم في حين كانت وعودهم هي الاستفتاء الشعبي على بنوده، والثالثة ثابتة عند المصريين ناهيك عن الوضع الاقتصادي المتردي وفاقة الناس إلى الرغيف، في حين يباع الغاز لإسرائيل التي دخلوا مع الإمركيان في وَهْي أمن وسلامة إسرائيل وعدم المساس بالاتفاقيات التي أذلت مصر في كامب ديفيد.
تراكمات وإخفاقات متتالية لجماعة الإخوان في تجربتهم في تسلُّم السلطة أدت إلى فشلهم وقرار الشعب المصري بالتخلص منهم في ثورة 30 يونيو التي لم ير العالم مثلها أبداً، فتجربة 25 يناير وما أعقبها من محاكمات لرموز النظام وأعوانه ومن ساعده على الاعتداء على المتظاهر المصري صقلت ثورة 30 يونيو، حيث لا معركة جمل ولا بلطجية ولا فارين من السجون ولا شرطة أو قوات خاصة تقتل وتحاول حماية الحاكم، فالتحمت مصر بكل فئاتها ودياناتها من شعب وجيش وقضاء وشرطة وإعلام، كل ذلك سطَّر ملحمة نضالية رائعة أطاحت بالحاكم خلال 50ساعة فقط من الوقوف في الميادين والساحات مسالمين كل أسلحتهم هي الشعارات والهتافات، ومع أن هناك تجمعاً مؤيداً للحاكم مرسي الذي أعطى الإشارة لسفك الدماء في خطاب موجَّه للأمة المصرية سمي بخطاب الشرعية، إلا أن الصدامات كانت في أضيق حدودها ولأن جميع القوى المدنية والعسكرية هي مع الشعب المصري الثائر ضد طريقة حاكم لم ترق لهم، فقرروا ألا يسكتوا وأن يسقطوه.
قرر حينها وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي بعد إعطاء مرسي 48 ساعة للاستجابة لمطالب الشعب أن ينقل السلطة إلى المحكمة الدستورية كمرحلة انتقالية لانتخابات مبكرة وتعطيل العمل بالدستور، فأدى المستشار عدلي المنصور القَسَم الدستوري لحقه بكلمة رائعة، فقد حدد فيها كيف أن يكون الحكم وأقر لا تقديس ولا حصانة لحاكم أو رئيس وعلى الشعب المصري ألا يبارح الميدان ليس المكاني بل الرمزي في إشارة إلى أن الحاكم القادم عندما لا تتوافق تصرفاته وميول الشعب الذي انتخبه فللشعب الحق في الإطاحة به والعاقل من اتعظ بغيره، والمؤشرات تشي بأن هذه التجربة ستتكرر في الدول التي يحكمها التنظيم الإخواني فما فعلوه في مصر وهي أرض التسعين مليوناً هو كافٍ لأن تكون تجربتهم غير ناضجة في الدول الباقية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat