صحيح اننا نلتقي بصفاتنا البشرية من حيث الفطرة والتكوين وفي السلالة والمبعث ولكننا نختلف مع بعضنا البعض من حيث التعايش وتشابه السلوك نلتقي في المحبة ونختلف في طرائق التعبير عنها ، نلتقي في الحزن ونختلف في الشجن وردة الفعل ،نلتقي احيانا مع الوهم بضالة التمرد على الذات ، ففي متلازمة الحزن التعبيري لاتقاس تلك التعابير بمقاييس فنية او اجهزة مكرسكوبية لانه لاينتمي الى مجرات الاجسام العضوية ،بل هو فيض من قطران القلب تتلاشى معه الامال وتنحسر بافاقه الروح وتتجاعد بتراكيبه الوجوه ،
قد يكون الحزن قدرا يفرضه علينا الزمان كالمرض او الفقر او حينما تدك اوطاننا الكوارث الطبيعية او حينما تختطف الاقدار احبة لنا واحيانا أخرى نستجلبه الينا ونصنع منه دوامة اللوم على ذلك الزمان حينما نتصارع على اموال زائفة او سلوك غير محسوب
وصحيح ان الحزن عامل يشترك بفضائه عامة الناس ، يتذوق طعمه الفؤاد ورائحة تجعز عن وصفها الكلمات فان داهم الناس لايهادنهم ولن تنقشع آثارها الا بالتصابر على مواضعه وصحيح انه السيل الجارف لبراعم الفرح التي قد تتكسر اذا ما انكسرت دونها القلوب المدبرة والمستكينة في فضاء العاطفة المتجردة من يقضة العقول وفصولها لكنه قد ينجلي باجنحة نفاثة تتطاير كسحابة عابرة
واتمنى ان ندرك جميعا ان بعض الحزن موت وانكسار ،فلا يُسترد في اعتابه المفقود ، ولا تُبعث في اسواره الروح ،مثلما هو لايستطرد أمرا كان مفعولا ،
وميلاد بعضه الاخر فلا نبحث عن حلم تهاوى بين محراب الفشل ولنجعل من الانكسار محطة للنجاح ونستلخص من عبر الحياة وتجربتنا الذاتية ان الحزن مرآت نتواجه بها في الخلوات مع الذات التي ستنكشف من خلالها اعاصير خفايانا التي نختبيء خلفها كما النعامة في كومت الرمل آفة تنخر في جوف الروح وتقتل فيها عناقيد الامل المتدلية ولابد من تعاظم امرنا واشتداد صبرنا والاستعاذة من رجسه بايات القرآن وان نستعن بالله خير مجير وان لاندع الاحلام تقتلها اليقضة والامال تجف عروقها وعلينا ان نجعل من الانكسار بداية حلم جديد وان لاننسى ان في الحياة وجوه اخرى اكثر اشراقا لابد ان نبحث عن ومضات الفرح لانها تمنحنا ضوءا نستطرد فيها عتمة الحزن ولاندع انفسنا رهينة الليالي المظلمة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat