صفحة الكاتب : مهدي المولى

دعوة سماحة الحكيم الى الحوار
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا شك ان سماحة السيد الحكيم اصبح بيضة القبان في الوضع السياسي العراقي المضطرب والقلق  حيث لعب دورا كبيرا  ومهما في توازن الاوضاع ولولا هذا الدور  لانحدر العراق الى  الهاوية الى  الحرب الاهلية الذي يسعى اعادائه اليها
لكن سماحته ادرك الحقيقة وقال ان من يتحمل مسئولية العراق وخاصة في هذا الظرف الصعب والمضطرب  والذي تداخلت  الامور بعضها مع بعض ولم يعد بأستطاعة الانسان ان يراها بوضوح مهما كانت قوة بصره وبصيرته الا ان يتخلى عن مصالحه الخاصة ورغباته الشخصية ويتوجه الى الشعب الى خدمة الشعب الى مصلحة الشعب الى التمسك بالحق حتى وان اضره ورفض الباطل حتى وان نفعه كما  قال جده الامام علي
وفعلا بدأ السير  بهذا الطريق وسلك هذا النهج صحيح ليس سهل بل انه صعب جدا يتطلب تضحية كبيرة وصبر كبير
انه لم يسلك  طريق التهدئة السلبي  على اساس بوس عمك بوس اخوك ولم ينتقل من هذا الى ذاك من اجل الدعاية والمصالح الشخصية بل انه سلك  طريق التهدئة الايجابي اي تشخيص  اخطاء الاطراف وسلبياتهم بما فيها اخطاء وسلبيات طرفه   ووضعها امامهم ومطالبتهم بالتخلي  عنها ورفضها والتنديد بها ثم الدعوة الى الاجتماع والحوار
لا شك ان دعوة السيد الحكيم الاطراف السياسية الى الحوار  دعوة سليمة ومبادرة مهمة  لو صفت النوايا من الممكن ان تحل الازمات وتنقذ العراق من هذه الحالة المزرية وتضعه على الطريق الصحيح
رغم ان هناك دعوات اطلقها هو واطراف سياسية اخرى منذ  بداية  الازمات والمشاكل الا انه من المؤسف لم يؤخذ بها ولو اخذ بها لما وصل العراق الى هذه الحالة
هذا يعني ليس هناك من انقاذا للعراق الا اجتماع الاطراف السياسية جميعا والحوار بصدق واخلاص والاتفاق على برنامج ونهج واضح للعمل معا في انقاذ العراق والعراقيين والا فلا عراق ولا عراقيين
لا اعتقد ياسيدنا ان دعوة الاطراف المتنفذة  المتنازعة والمتخاصمة للجلوس معا والحوار يؤدي الى النتيجة المرجوة وينهي الخلافات والصراعات والتوجه بقلب واحد ويد واحدة لانقاذ العراق وبنائه  لانك تعلم وكلنا نعلم ان سبب هذه الخلافات  والصراعات مصالح شخصية ومنافع ذاتية  وعلى حساب مصلحة الشعب ومنفعته
لهذا  نطلب منك ان تدعوا  الى اجتماع وحوار بين كل الاطراف السياسية في العراق التي تؤمن بالعملية السياسية وتعمل على نجاحها بمختلف الوانها واشكالها المتنفذة وغير المتنفذة فالحل لدى القوى والاحزاب الغير متنفذة 
علينا ان ندرك ياسيدنا ان وصول الكثير من هذه المجموعات والاشخاص الى  كرسي المسئولية وصناعة القرار ليس عن طريق  الموضوعية والقناعة العقلانية وانما نتيجة لحالات خاصة ولدت نتيجة الجهل نتيجة الخوف من المقابل لهذا نرى الكثير من هؤلاء تخلوا عن العراق وانشغلوا بانفسهم بل ان بعضهم جعل من نفسه في خدمة اعداء العراق من اجل ان يضمن مصالحه الخاصة
ومع ذلك علينا احترام الدستور وكل المؤسسات الدستورية وارادة الشعب ومن يثبت خطئه  وتقصيره وخيانته يجب ان يحال الى القضاء بدون اي خوف او مجاملة فالحق لا يخاف من احد ولا يجامل احد تحت اي ظرف وفي اي حال من الاحوال
فدعوة كل الاطراف السياسية في العراق  التي تؤمن بالدستور بالعملية السياسية وتسعى جادة لبناء عراق ديمقراطي تعددي موحد امر لا بد منه بل انها واجب وحق
فالعراق يواجه ازمة حادة وموقف محرج جدا وهجمة وحشية شرسة هدفها ابادة العراقيين وتدمير العراق وفي هذه الحالة يتطلب من كل عراقي مخلص ان يتقدم برأية بوجهة نظره في الدفاع عن العراق وبناء العراق فالتخلي عن ذلك خيانة ومنعه واستبعاده اكثر خيانة بحق الشعب والوطن
لهذا على القوى الوطنية المختلفة ان تفرض وجودها وتساهم في الحوار الوطني بكل الطرق بما فيها المظاهرات والاعتصامات فالامر لا يهم القوى المتنفذة بل ان الامر يهم القوى الشعبية كلها الشعب العراقي كله العراق كله من الشمال الى الجنوب 
فعلى القوى التي تبدي رغبتها في الحوار ان تنطلق من المنطلقات التالية
ان تنطلق من العراق من مصلحة العراق اولا واخيرا وتتخلى عن  القومية والدينية والمذهبية والعشائرية والسياسية وحتى الرغبات الشخصية والمنافع الذاتية وترفع شعار مصلحة العراق والعراقيين
على كل طرف يقدم رؤيته وجهة نظره في حل الازمات والمشاكل التي تواجه العراق
يبدأ الحوار بين الاطراف على اساس ان الجميع هدفهم خدمة العراق والتضحية للعراق وان هدفهم مصلحة العراق
يجب ان تسود الثقة المطلقة بين كل الاطراف  وانهم جميعا مخلصون وصادقون للعراق وليس هناك طرف افضل من طرف ولا احسن منه
يجب ان يكون التنافس بين الاطراف من اجل خدمة العراق وتحقيق رغبات الشعب وطموحاته
يجب الخروج ببرنامج ودليل عمل واضح وشفاف وطرحه على الجماهير على الشعب للمشاركة والمساهمة في تنفيذه
يجب تشكيل هيئة لجنة شعبية   تتألف من كل  القوى والتيارات والمنظمات السياسية والشعبية لمراقبة عمل الاطراف السياسية  في تنفيذ البرنامج ودليل العمل هذا وتوضيح مدى مساهمة هذا الطرف في نجاح البرنامج واهتمامه به ومدى تقصير هذا الطرف وعدم اهتمامه به وتوضيح ذلك للشعب
وبهذا الطريق نكشف المزيفين والمنافقين اعداء العراق والعمل على ازالتهم والقضاء عليهم وازالة كل العثرات والعراقيل التي تحول دون تقدم المخلصين الصادقين في العمل والبناء

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/02



كتابة تعليق لموضوع : دعوة سماحة الحكيم الى الحوار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net