صفحة الكاتب : عبدالله الجيزاني

لإجل بقاء العراق...
عبدالله الجيزاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشعب العراقي  على مر العصور شعب واحد، يختلف كثيراً عن مُحيطه الإقليمي على الأقل من حيث علاقة مكوناته مع بعضها، ،  ففي العراق آخر مايُعرقل  العلاقات الإنسانية والإجتماعية والإقتصادية الطائفه او القومية، على خِلاف بعض البُلدان المجاورة حيثُ المذهب يقف حائلاً امام الكثير من العلاقات  بين أبناء البلد الواحد. 
   ورغم سعى الحاكم لزرع التفرقة بين هذه المكونات، مرة من خلال إستصغار طرف والإستهزاء بآخر،أو تمييز طائفة أو قومية على آخرى، لإستعداء طرف على آخر، وسِواها من هذه الاساليب التي تُثير تلك النزعات داخل المُجتمع.
    لكن وحدة الشعب كانت أكبر من كُل الأساليب المُعادية لشعب واع يمتلك منظومة أخلاقية راقية مُستمدة من روح الإسلام، وأستطاع ان يُحول التعدد فيه إلى عنصر إثراء فكري وأخلاقي.
    ومع بداية سقوط صنم بغداد في عام 2003 وتداول معلومات عن مخاوف حدوث حرب طائفية، كان مُعظم العراقيين يستبعدون ذلك للأسباب المذكورة انفا. 
   لكن المُحتل وهواجس المُكونات الرئيسة وكذا الأجندات الخارجية، وحصول أخطاء كارثية في التعامل مع مُخالفات ذاك النظام، ووجود أزلام النظام وإحتضانهم في مُحافظات مُعينة كان الصوت الأعلى فيها يضعها في خانة النظام، الذي لم يكن مع أي جهة ولاضد أي جهة انما كان مع أستمرار حكمه باي ثمن، خلقَ حالة من التوتر على أساس طائفي، 
   لكن الصورة الاوضح أن مُكونات الشعب العراقي لم تتغير ولم تدخل بصراع مذهبي، ومن تورط بذلك هي مجاميع قليلة العدد لها ضجيج عال، جندها المحتل والجوار بواسطة البعثيين مرة وبواسطة الطائفيين والمتوجسين خيفة من القادم، ليغرر بالقليل من أبناء الطائفتين، ناهيك عن جهل من حمل أجنده خارجية من بعض الساسة،  وساهمت الأزمات السياسية التي أصطنعها هؤلاء في تنمية التوتر في الشارع العراقي، 
    وبعد أن جرب الشعب العراقي التمترس خلف القومية أو المذهب وذاق مرارة القتل على الهوية التي عمل المؤدلجين وأصحاب الأجندة المشبوهة على ممارسته في السنوات المنصرمة، وجرب نتائج التلاعب بمشاعره من قبل ممتهني السياسة وتجارها، وجرب السير خلف دعوات ألتصعيد التي يُمارسها الساسة، وجرب سياسة الأزمات المفتعلة لأغراض انتخابية. 
    وعلى الشعب أن يعود إلى الحل الأنجع والأصح والأسهل الا وهو التوحد في الشارع ودعم دعوات التهدئة وإ شاعة روح التسامح بين المكونات، وعزل الساسة المازومين الذي لايعنيهم سوى مواقعهم، ومناصبهم مهما كان ثمنها، وترك الألتفاف حول المتشددين واصحاب الخطب الرنانة، فأن التشدد لايمكن أن يحفظ وجود أو يعيد حقوق، وملاحظة أن الوجود والحقوق ووحدة الشعب والوطن لايمكن أن تتحقق إلا من خلال حرص المكونات على حقوق بعضها، والإبتعاد عن النظر خلف الحدود وتوقع أن الخلاص قد ياتي من هناك، فلكل بلد مصالحة ويسير وفق الأجندة التي تحفظ وتحقق هذه المصالح،  وإسناد ودعم دعاة الوحدة والعاملين على ترسيخ القيم الأصيلة التي ميزت العراق عن غيره من البلدان، وهذا لايمكن أن يتحقق بلاتضحيات وتنازلات متبادلة، من الجميع، وإلا لن يخسر أو يُلام أحد عندما يُشطب اسم العراق من خارطة العالم كدولة لها تاريخها الذي تفتقرة أغلب الدول الاسلامية والعربية، سوى المخلصين من ابناء هذا البلد.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالله الجيزاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/02



كتابة تعليق لموضوع : لإجل بقاء العراق...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net