امرأة في العراق يا قادة العراق...؟؟:
فلاح السعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فلاح السعدي

أكتب هذه الكلمات وأنا في أتم حالات الحزن والألم لما يحصل لهذا الوطن وهذا الشعب الذي طالما عانى ويعاني وتألّم وقدّم الأجيال تلو الأجيال من الشهداء والرجال ...
بل حتى من النساء اللواتي لا بد أن يرتقين في هكذا بلد, ضم الحضارات الكبرى على وجه البسيطة...
امرأة في العراق وبالخصوص في قضاء الشامية عندما جلس بقربي احد الأشخاص ليتحدث عن قصة المرأة التي لا يعرف عنها شيء... ولا هي قريبة له ولا جارة له ولا أي صلة ...
غير صلة المخلوق بالمخلوق وصلة المواطن العراقي بالعراقي وصلة الرحمة التي لا بد أن يتملكها العراقي الشريف...
تحدث عن هذه المرأة فما كان علينا نحن الجالسين إلا أن نطأطئ برؤوسنا إلى الأرض بين حزين ومستغرب وبين من أخفى دمعتيه متحسرا شديد التحسر لما يسمع...
هذه المرأة التي تعمل في البلدية والتي لم يرَّ منها ولم يعرف عنها غير إنها تتلثم لتكنس الشوارع في المنطقة لكي توفر لقمة العيش براتب المجلس البلدي اليومي الذي يعطوه للمنظفين لقمة الحلال لأطفال صغار لتربيهم في أرض الخيرات والبركات والعطاءات أرض الرافدين ارض الحضارات ...وارض كذا كذا ومهما استمريت بالوصف فلا ينتهي الوصف لهذا الوطن الذي حوا كل هذه الصفات؟؟؟
لكن الغريب والعجيب في الأمر أن هذا الوطن الذي يمتلك كل هذه الصفات فلماذا يمر شعبه بهذا الحال...؟؟؟
في الحقيقة وببركة القادة والتيارات والأحزاب والجهات باتت هذه الصفات أسماء تذكر بالتاريخ (( حبر على ورق )) من غير أن يحصل الشعب على تحقق ولو صفة واحدة منها ...
فالخيرات موجودة لكنها في خبر مجهول...
والبركات موجودة لكن يحتاج لها دعاء ((اللهم))؟؟؟
والعطاءات موجودة لكنها محتكرة إلى فريق مجهول...ووو
فيا لله ولهذا المنظر العظيم لهذه المرأة العراقية الأصيلة التي لا تضاهيها كل نساء الدول هي المرأة التي تمسكت بلباسها والعباءة المستورة العباءة الزينبية لتحافظ على عفتها وحياءها وشرفها ولولا لقمة العيش الحلال لما خرجت مثل هذه المرأة إلى الشارع لتكنس شوارع العراق التي تلمع ليس من المرمر بل من الطين المصقول المتراكم ومن المياه الأسنة ومن المزابل التي تعج برائحة المسك والعنبر ...
من منكم أيها الرؤساء والوزراء والقادة على كافة المستويات ...خرجت أبنته أو زوجته لتكون بهذا المحل
أين الغيرة التي تأصلت بأجدادنا أين الضمير أين الحياء من الله أين الرجال ...
لأجل التهاون الذي حصل بهذا الشعب حتى وصل التهاون ليكون بهذه الطريقة, أن تخرج الأم العراقية الأصيلة الشريفة لتعمل عمل كنس الشوارع فقد باتت الشعوب من حولنا تتهاون بالعراقي والعراقية وينظرون إليهم نظرة استحقار واستصغار ...
فمن هنا أدعوا جميع المثقفين العراقيين والإعلاميين وكل الشخصيات التي لها غيرة على العراق والعراقيين للعمل على (رفع قيمة الفرد العراقي) ومطالبة السفارات بكل دول العالم بعدم الاستهانة بالعراقي لأنه رفعة رأس وصاحب حضارة بل هناك بعض الدول لا تقوم لمؤسساتها قائمة إلا بالخبرات العراقية ولكي يتعرف العالم على هذا الشعب بصورته الصحيحة التي حملها على مدى القرون والتي دونها التأريخ ولن تمحى إن شاء الله
ومن هنا على الجهات والقادة والأحزاب وكل المسئولين في الدولة العراقية والشرطة والجيش بضمنهم التعامل مع العراقي بكل تقدير واحترام بل وتقديس...فإن هذا الشعب على ما تحمل يستحق التقديس ونساؤه تستحق أن تكون في قمم العلا...
وليأخذ المسئولين جولة في شوارع عراقهم لينظروا إلى آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم وأبنائهم وبناتهم بأنفسهم فإن وجدتم امرأة تعمل في الشارع فإن النساء ليس موقعهن الشارع ومن يرضى بغير هذا فليأتي بأمه أو زوجته أو بنته ليضعها حيث رضى به للغير وليرى شعوره حينئذٍ...
أقول هذا راجيا النظر من جديد وبإمعان إلى كل إنسان في العراق وإشعاره بأنه إنسان...
F_m1333@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat