الاستاذ \"علي الأديب\" يغرد خارج السرب
جمال الدين الشهرستاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جمال الدين الشهرستاني

من أهم الامور التي جعلت للاستقرار الاجتماعي والحركة الهادئة للحياة السياسية في البلاد التي تسمى الدول المتقدمة \"الاوروبية منها وغيرها\"، أقول من أهم الامور التي ساعدت على هذا الاستقرار هو توفير الخدمات و الرغيف بل إن بعض الدول الاوروبية في دستورها من حقوق المواطن وجوب توفير كل الامور الحياتية الكريمة بالإضافة أن يكون له خط \"انترنيت\" ! ولو قلت هذا لأي متصدي للمسؤولية سيضحك كثيرا. هذه نقطة يجب إظهارها لمن انتخبناهم نحن نريد كل شيء دون استثناء فليس من يعيش في اي بقعة بعيدة او قريبة في العالم أحسن منا.
وما حصل في تونس ومصر بالذات بعيده كل البعد عن دفوعات ايدلوجية أو توجهات سياسية او تدخلات أجنبية بل سوء استخدام السلطة والاستبداد الذي ولـًد الثراء الفاحش على حساب المجتمع وسوء الخدمات وغلاء الرغيف والشعارات التي ينادي بها المتظاهرون في ميدان التحرير واضحة ، وعدم تراجعهم على الرغم من حضور الاطراف السياسية المعارضة للنظام الحالي الى طاولة الحوار ، وفي نفس الوقت أعلن الشباب الموجود عدم ارتباطه باي التزام مع السياسيين الموجودين في الحوارات الدائرة بين الحكومة والمعارضة .
وانها ثورة الجياع وكما قال الامام علي عليه السلام \"لو كان الفقر رجلا لقتلته\" و \" عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج شاهرا سيفه\"
اليكم النص الذي صرح به وزير التعليم العالي الاستاذ علي الاديب الى موقع نون الخبري ......
وقال (علي الاديب) في تصريح خصه لموقع نون اليوم \"ان ما حدث من تظاهرات في مناطق مختلفة بالعراق هي للنقص الخدماتي الموجود في معظم محافظات البلاد نافيا ان تكون عدوى احتجاجات تونس ومصر قد انتقلت العراق \"!!
واضاف \"هناك مطالبات شعبية بشكل مكثف وفي مختلف الاوقات من اجل توصيل الخدمات الى المواطنين في المحافظات وهذه المظاهرات هي لكي تلفت انتباه المسؤولين الى طبيعة حياة العراقيين\" هذا بعض مما تكلم الاستاذ وزير التعليم الحالي..
إن ما يجري في العراق في الوقت الحاضر له علاقة وطيدة بما جرى في بعض البلدان العربية وبالأخص تونس ومصر ، و عملية الشحن الذاتي موجوده لدى الفرد العراقي ، ودوافع الشحن قسم منها متوفر والقسم الاخر ستوفرها الحكومات المحلية والمركزية فان لها القابلية والكفاءة العالية على ذلك .
والعوامل المتوفرة :
1- الفساد المالي والاداري المستشري .
2- الثراء الفاحش لكل من تسلم منصب وزاري او برلماني او اي منصب انتخابي ، وبعد أقل من عام يحس المواطن بالتفاوت الطبقي الفاحش بينه وبين المسئول الجديد .
3- فساد البطاقة التموينية وموادها وانقطاعها لمدة طويلة .
4- غلاء الرغيف ( حيث كان سعر كيس الطحين حتى منتصف عام 2010 سبعة ألاف دينار ) بينما اليوم سعر كيس الطحين هو سبع وثلاثين ألف دينار أي تمت مضاعفته أكثر خمس مرات !!!
5- عدم توفر الطاقة الكهربائية وهي المصيبة المستديمة .
6- خدمات الماء والمجاري الغير صالحة ، و يوم واحد من الامطار أغرقت الدنيا .
7- ارتفاع معدلات البطالة
كل هذه العوامل يا استاذنا الاديب عندما لا يتم حلها من الان وحتى الصيف الحار جدا في العراق وعند عدم توفر الطاقة الكهربائية ستكون الثورة الفعلية ، التي من الان يتكلم عنها الرجل والمرأة في العراق ولا أعتقد تنفع معها أي صولة للفرسان ، أو درع الصحراء وعاصفتها . وحينها لا يتمكن المسئول من تصليح الخطأ، وكل انجازات المالكي لا تذكر.
حينها سيعلم الجميع أن التغيير في الوجوه لا ينفع الفقراء ، ولكن تغيير الوضع العام للمجتمع هو المطلوب ، والتحول الديمقراطي لا يجدي اذا لم يتم معه تغيير دخل الفرد بتناسب طردي مع دخل المسئول، فالوضع كان سيئا اقتصاديا وما زال بعد سبع عجاف فهل سندخل السبع السمان أم ماذا ؟ أفتونا مأجورين .
جمال الدين محمد علي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat