الفرق الإسلامية: أهل الحديث
السيد يوسف البيومي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن لهذه الفرقة تسمية أخرى وهي "أهل الأثر"، والمقصود بهاتين التسميتين أي "أهل الحديث" و "أهل الأثر" هو الاعتناء وحفظ الأحاديث الواردة عن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله)، إلا أن هناك مشكلة في تعيين من هم أولئك الذين تنطبق عليهم هذه التسمية..
فإن أصحاب المذهبان "الأشعري" و"الماتردي" يرون بأن أهل الحديث هم الذين تميزوا بالاهتمام بالحديث النبوي الشريف ولكن لم يتخذوا منها أي موقف مستقل في العقيدة، فالعقيدة مصدرها العقل لا النقل..
في حين أن "السلفيين" يعتبرون أن "أهل الحديث" لهم منهج مستقل في العقيدة، ويقولون أن منهاج "أهل الحديث" في الاعتقاد هو الأخذ من نصوص القرآن والحديث وأخذها على ظاهرها.
من هنا، فإن "أهل الحديث والأثر" عند السلفية هي فرقة اعتقادية مستقلة خالفت أهل الكلام والرأي والنظر مثل "الأشعرية" و"الماتريدية" وغيرها من الفرق الأخرى التي أعملت العقل في فهم الحديث، ورفض "السلفيون" الأخذ بالعلوم الكلامية والمنطقية.
والخلاف ما دام مستمراً إلى الأن في تعيين من هم "أهل الحديث والأثر"، ولكن على أغلب الظن أن أهل الحديث هي فرقة التي أخذت ظاهر الروايات والأحاديث، والتي اعتبرت أن "صحيح البخاري" و "صحيح مسلم" هما من أصح الكتب بعد القرآن الكريم، ولذلك فقد سميا بـ "الصحيين" أي كل ما ورد فيهما هو صحيح لا خلاف عليه..
إلى أن هذه التسمية نشأت في عهد المأمون العباسي حين انقسم المسلمون حول القرآن الكريم هل هو كلام الله أم هو مخلوق لله عز وجل. وقد اتخذ "أحمد بن حنبل" موقف من الكلام حول هذا الموضوع وتمسك حسب رأيه بما ذكرته الروايات حول كتاب الله ولذلك أطلق على كل من تبعه في رأيه "أهل الحديث"..
من أهم عقائد هذه الفرقة:
1 ـ إن كل ما ورد في "صحيح مسلم" و "صحيح البخاري" هو صحيح لا خلاف عليه.
2 ـ يجب أن تفسر الروايات على ظاهرها، فإن ورد أن لله عز وجل يد هذا يعني أن له يد، ولكن لا يُعلم كيف هو شكلها. فهم يعتقدون أن الله لا يشبهه شيء من صفاته صفاتِ الخلق، كما لا تشبه ذاتُه ذوات الخلق، وقد تجنبوا فيها عن التمثيل والتأويل، ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل، ولكنهم بهذا وقعوا في التجسيم وجعلوا لله حيز من مكان والعياذ بالله..
3 ـ لا يستخدمون العقل في أي من علومهم، فمنهجهم هو:"القبيح ما قبحه الشرع، والحسن ما حسنه الشرع"، ومن يُعمل العقل والمنطق فهو كافر زنديق وقالوا في ذلك:"من تمنطق فقد تزندق".
4 ـ إن كل رجل رأى النبي (صلى الله عليه وآله) ولو لمرة واحدة فإنه من الصحابة ويجوز الأخذ عنه والرواية عنه، ولا يحق لأحد أن يمس به، لأنه من الصحابة، ويعتقدون بعصمة إجماع الصحابة. ويسكتون عما شجر بينهم، وأنهم فيه مجتهدون معذورون، إما مخطئون وإما مصيبون. وهم بالجملة خير البشر بعد الأنبياء.
5 ـ بالنسبة إليهم "القرآن الكريم" هو كلام الله ولا يجوز لأحد أن يخوض في هل أنه مخلوق أم لا؟! فيجب أن تقول أنه كلام الله فقط وتسكت.
6 ـ لهم نظرة خاصة في الحكم على البدعة، فإنهم ينتهجون نهج خاص قد يخالف معظم الفرق الإسلامية في بعض الأمور التي قد يعتبرها هؤلاء أنها من البدع، ومع أن هذه الأعمال كانت قد وردت عن النبي (صلى الله عليه وآله) إلا أنهم لا يعتقدون بها، ومن الأمور التي يعتبرها هؤلاء من البدع على سبيل المثال لا حصر: "زيارة القبور" و "البكاء على الميت". ويعتبرون مثل هذه الأفعال والأمور هي شرك بالله عز وجل..
وأخيراً وليس آخراً، فإن أهل الحديث أرادوا الاهتمام بالأحاديث والروايات، ولكن دون المس بها واعتبرها من الأمور التي لا يُبحث فيها، لذلك وقعوا في التناقض والتضارب الذي وجد فيما بين الروايات، والتي لم يعرفوا أن يأولوها أو يفسروها فسكتوا عنها، وكانت النتيجة وقوعهم في الكثير من الاعتقادات الخاطئة..
وبعد أن عرضنا لكم بعقائد "أهل الحديث" فإنني أتوجه للقارئ الكريم بالشكر الجزيل وعلى موعد آخر مع فرقة آخرى بإذن الله تعالى..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
السيد يوسف البيومي

إن لهذه الفرقة تسمية أخرى وهي "أهل الأثر"، والمقصود بهاتين التسميتين أي "أهل الحديث" و "أهل الأثر" هو الاعتناء وحفظ الأحاديث الواردة عن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله)، إلا أن هناك مشكلة في تعيين من هم أولئك الذين تنطبق عليهم هذه التسمية..
فإن أصحاب المذهبان "الأشعري" و"الماتردي" يرون بأن أهل الحديث هم الذين تميزوا بالاهتمام بالحديث النبوي الشريف ولكن لم يتخذوا منها أي موقف مستقل في العقيدة، فالعقيدة مصدرها العقل لا النقل..
في حين أن "السلفيين" يعتبرون أن "أهل الحديث" لهم منهج مستقل في العقيدة، ويقولون أن منهاج "أهل الحديث" في الاعتقاد هو الأخذ من نصوص القرآن والحديث وأخذها على ظاهرها.
من هنا، فإن "أهل الحديث والأثر" عند السلفية هي فرقة اعتقادية مستقلة خالفت أهل الكلام والرأي والنظر مثل "الأشعرية" و"الماتريدية" وغيرها من الفرق الأخرى التي أعملت العقل في فهم الحديث، ورفض "السلفيون" الأخذ بالعلوم الكلامية والمنطقية.
والخلاف ما دام مستمراً إلى الأن في تعيين من هم "أهل الحديث والأثر"، ولكن على أغلب الظن أن أهل الحديث هي فرقة التي أخذت ظاهر الروايات والأحاديث، والتي اعتبرت أن "صحيح البخاري" و "صحيح مسلم" هما من أصح الكتب بعد القرآن الكريم، ولذلك فقد سميا بـ "الصحيين" أي كل ما ورد فيهما هو صحيح لا خلاف عليه..
إلى أن هذه التسمية نشأت في عهد المأمون العباسي حين انقسم المسلمون حول القرآن الكريم هل هو كلام الله أم هو مخلوق لله عز وجل. وقد اتخذ "أحمد بن حنبل" موقف من الكلام حول هذا الموضوع وتمسك حسب رأيه بما ذكرته الروايات حول كتاب الله ولذلك أطلق على كل من تبعه في رأيه "أهل الحديث"..
من أهم عقائد هذه الفرقة:
1 ـ إن كل ما ورد في "صحيح مسلم" و "صحيح البخاري" هو صحيح لا خلاف عليه.
2 ـ يجب أن تفسر الروايات على ظاهرها، فإن ورد أن لله عز وجل يد هذا يعني أن له يد، ولكن لا يُعلم كيف هو شكلها. فهم يعتقدون أن الله لا يشبهه شيء من صفاته صفاتِ الخلق، كما لا تشبه ذاتُه ذوات الخلق، وقد تجنبوا فيها عن التمثيل والتأويل، ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل، ولكنهم بهذا وقعوا في التجسيم وجعلوا لله حيز من مكان والعياذ بالله..
3 ـ لا يستخدمون العقل في أي من علومهم، فمنهجهم هو:"القبيح ما قبحه الشرع، والحسن ما حسنه الشرع"، ومن يُعمل العقل والمنطق فهو كافر زنديق وقالوا في ذلك:"من تمنطق فقد تزندق".
4 ـ إن كل رجل رأى النبي (صلى الله عليه وآله) ولو لمرة واحدة فإنه من الصحابة ويجوز الأخذ عنه والرواية عنه، ولا يحق لأحد أن يمس به، لأنه من الصحابة، ويعتقدون بعصمة إجماع الصحابة. ويسكتون عما شجر بينهم، وأنهم فيه مجتهدون معذورون، إما مخطئون وإما مصيبون. وهم بالجملة خير البشر بعد الأنبياء.
5 ـ بالنسبة إليهم "القرآن الكريم" هو كلام الله ولا يجوز لأحد أن يخوض في هل أنه مخلوق أم لا؟! فيجب أن تقول أنه كلام الله فقط وتسكت.
6 ـ لهم نظرة خاصة في الحكم على البدعة، فإنهم ينتهجون نهج خاص قد يخالف معظم الفرق الإسلامية في بعض الأمور التي قد يعتبرها هؤلاء أنها من البدع، ومع أن هذه الأعمال كانت قد وردت عن النبي (صلى الله عليه وآله) إلا أنهم لا يعتقدون بها، ومن الأمور التي يعتبرها هؤلاء من البدع على سبيل المثال لا حصر: "زيارة القبور" و "البكاء على الميت". ويعتبرون مثل هذه الأفعال والأمور هي شرك بالله عز وجل..
وأخيراً وليس آخراً، فإن أهل الحديث أرادوا الاهتمام بالأحاديث والروايات، ولكن دون المس بها واعتبرها من الأمور التي لا يُبحث فيها، لذلك وقعوا في التناقض والتضارب الذي وجد فيما بين الروايات، والتي لم يعرفوا أن يأولوها أو يفسروها فسكتوا عنها، وكانت النتيجة وقوعهم في الكثير من الاعتقادات الخاطئة..
وبعد أن عرضنا لكم بعقائد "أهل الحديث" فإنني أتوجه للقارئ الكريم بالشكر الجزيل وعلى موعد آخر مع فرقة آخرى بإذن الله تعالى..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat