ثرثرة عراقية 15
جمال الدين الشهرستاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
1- تربية الشرطة المحلية :
علامات التحضر كثيرة ومتنوعة , ومن أكثرها تأثيرا في المجتمع , الملموس والمنظور بين يدي المواطن , ومن هذا الملموس والمنظور هو التعامل اليومي لأفراد الحكومة من الموظفين و الشرطة ورجال الأمن بصورة عامة مع الفرد في الشارع والدائرة والبيت , لماذا ؟ لأنه يعكس توجيهات الدولة وتربيتها للموظف المنتمي لأسرتها أولا , والنقطة الثانية ’ دلالة على عدم عشوائية الدولة في انتقاء من يمثلونها في الشارع من رجال أو نساء وضعتهم لحماية وسلامة المواطن ( والمعني بهذا رجل الشرطة تحديدا ) , وهذا التعامل الحضاري المؤدب والقانوني يساعد على زرع روح المواطنة في النفس , و يساعد على نمو روح الاطمئنان وسلامة التصرف و الحرص على عمل كل ما يفيد وينفع الوطن بالمجموع وعدم بيعه بثمن أو بدون ثمن لمن هب ودب .
في العراق لم نلمس أي اهتمام من قيادات البلد بهذا الجانب لاختيار الكفاءة و الكفاءات , وإلزام المقابلة قبل التعيين لاختيار من تربى على خلق و أفكار تساعد على أن يكون ملجأ للملهوف , بل العكس وجدنا القيادات السياسية والأمنية هي من تساعد على التدهور الحضاري و الأخلاقي في المجتمع , مرة بضعف القائد وهذا في العراق الجديد بالتحديد , و تارة أخرى بإعطاء الرتب للأفراد وجعلهم قادة , والأدنى رتبة دفعه للرتبة الأعلى دون انتظار اكتسابه الخبرة وهكذا . و الشواهد للداني والقاصي معلومة .
نتيجة هذه الحماقات ترى المراكز ومديريات الشرطة ونقاط التفتيش أغلبها عبارة عن عصابات تتعدى على المواطن وتنتهك الأعراض بل وتتآمر عليه , في حالة الوقوف بوجههم يتفقون بالكذب والافتراء وأيضا الشواهد والأمثلة كثيرة ويومية و لا علاج , على الرغم من وصولها إلى أعلى كرسي هزاز في المدينة , والظاهر إن الأمور تحتاج لانتفاضة من الشرفاء وهم قليل في الدولة اليوم لبيان حضارة العراق وشعبه و أخلاقهم سابقا قبل أن تتحول الأخلاق باختلاط الثقافات وتدنيها , أم الموضوع لا يستحق ذلك .
2- استثمار الناخب وخسارة المرشح .
انتهت انتخابات مجالس المحافظات يوم 20 / 4 / 2013 بعد تأجيل و تسويف والنتائج النهائية أعلنت , فكانت المفاجئات تتوالى علينا ، تارة بأسماء نجحت و ليس لها من الكفاءة شيء !!، كما في المجلس السابق !! ، وأخرى بخسارة كفاءات كان من الممكن أن تنفع المحافظة مع الجيدين من الذين ارتقوا هذه المسؤولية الصعبة في الآخرة قبل الدنيا .
أين كان ذكاء الناخب ؟ ، في عملية بيعه السمك في البحر للمرشح !! والمرشح هنا بني وبكلفة عالية حوضا ليجمع به السراب ! ! ! [ قل كل يعمل على شاكلته ] فمثلا أحد الأشخاص المحترمين دفع لوجيه من العشائر ثمانية ملايين دينار على أن يضمن له خمسمائة صوت ولكنه لم يحصل في المجموع النهائي إلا على ثلثي أصوات هذا الاتفاق , وبين التبذير في الإعلانات وشراء الذمم , كان الثمن لبعض المرشحين الذين لم يحصلوا على مقاعد (( بتوزيع ما دفعوه للسماسرة على الأصوات التي جمعوها )) كالتالي { علما أن ما صرف من مبالغ أخذناها من مساعديهم ومن ساهم بالدفع } :
الأول .. وكانت مرتبته متدنيه ولم يحصل على مقعد وكان سعر الصوت 528052 دينار .
الثاني .. ولم يحصل على مقعد وكانت مرتبته متدنية أيضا وسعر الصوت لديه 119453 دينار .
الثالث .. لم يحصل على مقعد وكانت مرتبته بعيدة عن المقاعد الأولى وسعر الصوت لديه 60293 دينار .
الرابع .. لم يشتري الأصوات ولكنه صرف 110 مليون دينار على هدايا ودعايات متنوعة ولم يحصل على مقعد .
الخامس .. لم يشتري الأصوات كالأول والثاني ولكنه صرف على دعاياته أكثر من 50 مليون .
نحن نقول الحمد لله الذي لم ينجح هؤلاء بالجلوس في مقاعد الحكومة المحلية وإلا كان الثمن باهظا ، ولكن كم من الذين جلسوا اليوم في مقاعد الحكومة المحلية لا نعرفهم سلكوا نفس المسلك . الله العالم وستبين الأيام ذلك . فكما أثرى أغلب المجلس السابق الثراء الفاحش من رواتبهم البسيطة ! . و منهم من عاد مرة أخرى , كذلك , ليتقاسم معنا لقمة العيش , وكما جاء بالمثل العربي ( كل صعلوك جواد ) !!
ومن سخريات الثقافة العراقية ، أحد الأشخاص أخبرني بأنه أشر في قسيمة الانتخاب على أكثر من مرشح ، أجبته بأنها باطلة ، قال ، اعلم ولكنهم ( أي بعض المرشحين ) من أعطاني مبلغ من المال وأقسم عليً !!، و آخر وعدني وأقسم عليً !! ، والثالث ، أسقط عني ديني ( بفتح الدال وليس كسرها ) مقابل انتخابه ، وهكذا !
متى سنرتقي إلى ثقافة يقال عنا إننا شعب نظامي ؟؟
كربلاء المقدسة
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
جمال الدين الشهرستاني

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat