الخليج .. أسلحة قوية تحركه
عبد الرضا قمبر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الرضا قمبر

يحيط بالخليج ثلاث دول كبيرة تطل عليه من كل جانب وهي السعودية والعراق وإيران ، وهذه الدول في هذه اللحظة الراهنة مشغولة عنه ، ولديها مشاكلها الخاصة ، والتوازن الجغرافي في المنطقة القريبة جعلت من تلك الدول أن يكون لها دور خطير تلعبها في تحريك وتغيير موازين القوى في المنطقة مما ستجعل خارطة المستقبل ستتغير ولكن الوقت هو المهم لهذا الدور .
الدور الأوروبي والأمريكي قائم وفاعل في المنطقة ، ودواعيه متعددة ، كالموقع وإمكانياته والطاقة وفوائدها ، لذا فإن الإستثمارات المتدفقة على بلدان الخليج كافة تمكنها من توسيع دائرة الحريصين عليها ، وإضافة إلى فوائد الإستثمار ذاته ، فهو له مردود قريب وبعيد .. ومؤدى ذلك أن المخاطر موجودة لكنها محدوده ، وليس أمام الأطراف الصغيرة غير أن يتابعوا بعناية ، وأن يراقبوا بحرص .
إنتهت أشرعة سفن الخليج برياح قوية وصلبة .. بل في بعض أوقاتها إلى عاصفة ، وطرحت حوارات ، وتغيرت معادلات وتنظيمات !
هذه التغييرات هو فضاء منطقة شمال ووسط الشام ، وحتى شبة الجزيرة العربية ، حيث شهدت وتشهد دماراً واسعاً إنسانياً وعمرانياً وثقافياً ، وإذا لم يكن علينا الآن أن نتحدث عن أسباب هذا الدمار فإننا مطالبون على الأقل بتدبر نتائجه ، وأخطرها " فراغ القوة " و " فراغ السلطة المخيف " والذي نشأ حول الخليج ، وذلك بدوره سيستدعي أشكالاً وألواناً من الإضطراب والفوضى غير محكومة وغير منضبطة !
الفتن المذهبية بين السنة والشيعة وجدت من يشعل النار فيها بشحنات من التوتر ، تلاقت جميعها مع بوازغ فوضى في دول الجوار العربي الغربي ، ثم زادها أنها قريبة من ساحة براكين نشطة مرئية من الخليج ، وعلى مسمع منه في باكستان وأفغانستان .
إن العمق العربي داخل وربما متداخل في الشأن الخليجي ، وهذا طبيعي ، ثم وقع خلال السنوات الأخيرة أن الخليج داخلاً ومتداخلاً في العمق العربي ، وهذا دوره الطبيعي ، على أن للطبيعة مواسمها ، فحدوث تدخل وتداخل الخليج متوافقاً مع وقوع زلازل إجتماعية وسياسية وفكرية عميقة ، والزلازل لها توابعها ، والتأهب للزلازل صعب والإستعداد للتوابع كذلك !
وفي الحالتين فإنه يصعب التكهن بدرجات الإرتداد والتصاعد ، وهذه في الطبيعة ظاهرة فيها من المجهول أكثر مما فيها من المعلوم .
****
النفط العربي على وشك أن يتنازل عن صفاته ، فهناك إكتشافات تبدو غزيرة في أفريقيا وآسيا ، وفي أعماق البحر المتوسط والمحيط الأطلسي ، كما أن هناك جهوداً مكثفة يبذلها العلم والتكنولوجيا ويعززها عالم صناعي لا يريد زيادة إعتماده على مصدر رئيسي للطاقة ، وقد رأينا هذا العام بالتحديد أن الولايات المتحدة الأمريكية خفضت وارداتها من نفط الشرق الأوسط بنسبة 40% إعتماداً على تكنولوجيا إستخلاص النفط !
****
رياح التغيير وضمنها وسائل التواصل الإجتماعي الجديدة سوف تطرح مطالبات ملحة ومتصاعدة متشوقة إلى الحق والحرية ... فاحذروه
الحافظ الله يا كويت ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat