صفحة الكاتب : عبد الرضا قمبر

الحـوار الشوارعــي
عبد الرضا قمبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شهدت البشرية في النصف الأخير من القرن العشرين ، نهاية حقبة مهمة للبشرية ، إمتدت قرابة قرنين من الزمان ، إنها حقبة الثورات والتحولات الكبرى ، سواء على مستوى التوجهات التي عرفتها المجتمعات البشرية في مجال إختيار (مصيرها) ، أو على مستوى الفكر وتقدم العلوم والمعارف والتكنولوجيات !

وحصيلة هذه العوامل متضافرة فرضت على الفكر الانساني المعاصر ضرورة إعادة النظر في كثير من قيمه الأخلاقية والسياسية التي سادت حتى الآن ، عن ملامح الفكر الفلسفي ، وعن السمات العامة للجدال الدائر حالياً بين أسلوب النقاش والأخلاق ، وحول مظاهر التقدم العلمي العسكري والقوة وانعكاساته على الإنسان ، وعلى الثقافة ، وعلى القيم ، إنها ظروف وشروط جديدة تعاظمت فيها سلطة عبيد السلاطين ، وهوت فيها سلطة الحقائق والقيم وظهر لنا المنطق المخادع للواقع !

فهل بإمكان الفكر الحالي تحديداً، أن يستعيد دوره الأخلاقي ويبتعد عن السلوك المنحرف ، إزاء الفكر المعارض له ؟

أم أن إسلوب الشتم والتخوين والكذب لن يتغير ولا يوجد حياء إجتماعي لردعه ، وأصبح دور من يعتلي المسؤولية هو المهيمن على هكذا "فساد" !

كلها نتاج جهل المواطن عن فلسفة الحياة والعقل المدرك للواقع الحقيقي ، فاختياراتنا أصبحت تنحصر وفقدنا رؤيتنا الوطنية التي تصب في خدمة أجيالنا وأحفادنا !

 

إن التحولات العالمية الراهنة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية و"العسكرية" تشكل تحدياً لنا ، ولا نملك الخيار غير مواجهة تلك التحديات بالعقل والمنطق والوفاء لوطننا من خلال البحث والعلم والتدقيق لإختيار الآلية التي تحافظ على مقدراتنا الوطنية ، لا أن ننجر خلف ستار النفاق والكذب والادعاءات المزيفة الخادعة بإسم الدين تارةً وبإسم الوطنية والفساد تارةً أخرى ، لكي يسرقونا ويسرقوا الوطن بأسماء مستعارة وشخصيات وهمية مرتزقة .

 

إن نهاية التاريخ ، ونهاية الأيديولوجيا ، ونهاية المثقف ، ونهاية الداعية ، ونهاية السياسي ، ونهاية الحقبة الفاسدة ، ونهاية (الفساد) وغيرها من النهايات تشير الى تحول في الفكر الإنساني قد حدث ، وأن التغيير قد حدث ، وأن طرح السؤال الكبير وهو «فن صياغة وإنشاء وصناعة المفاهيم» قد ظهرت معالمه ، وبدأ حوار التغيير ورحل.. الحوار الشوارعـي وبدأ حوار العنجهه والهيمنة والعظمة .. والجنون !

عبدالرضا قمبر


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الرضا قمبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/11/11



كتابة تعليق لموضوع : الحـوار الشوارعــي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net