صفحة الكاتب : عبد الزهرة عبد علي عبد الحسين

بالرغم من همجيتهم وعدوانهم هم زائلون ونحن باقين
عبد الزهرة عبد علي عبد الحسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 لا أدري أي مخبول أرعن زرع في عقول الإرهابيين العفنة فكرة إمكانية القضاء على التشيع فشحذوا هممهم وحملوا سلاحهم ليقاتلوا به من تشيع، وساقوا قطعان نسائهم ليجاهدوا بهن نكاحا فيما بينهم، وتركوا أوطانهم وبيوتهم فتوجهوا صوت أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها يبغون من وراء قتل الشيعة دخول الجنة بإفراغ الأرض ممن يخالفهم لتكون لهم وحدهم يصولون ويجولون.
نعم نتذكر أن الملعونين الخاسئين حسين كامل والزرقاوي عليهم جميع لعائن الله وملائكته ورسله وأنبيائه وعباده رفعا شعار (لا شيعة بعد اليوم) وطبقاه عمليا فعملا ما عملا إلى أن كنستهم الإرادة إلى قعر جهنم، فذهبوا وبقي الشيعة صامدون.
وهما المجرمان اللذان أورثا فكره وعقيدة الإبادة في السنوات القليلة الماضية إلى من بقي من أفراخهم المخدوعين عباد الشياطين وأبناء اليهود والصليبيين، فعملوا ما عملوا وسعوا وكادوا ولكن الله تعالى رد كيدهم فخاب سعيهم، وصمد الشيعة.
وفي ساحات المهاترات أو المظاهرات في المحافظات البيضاء التي لم تنتفض مع الشعب العراقي في شعبان الأغر ولم تقاتل المحتل الأمريكي حينما دخل وهي التي تضررت مصالحها الحزبية والطائفية عزف الشياطين وأفراخهم على صوت نغمة الفناء في أكثر من مناسبة وأكثر من مرة، ولطالما فلتت من بين الأفواه العفنة التي أضناها الصراخ كلمات تمثل بمجموعها شعارا نصه: سوف نزحف إلى بغداد ونبيد الصفويين ثم نزحف إلى إيران والكويت والأحساء وجنوب لبنان لنقضي عليهم قضاء مبرما ونبيدهم من على وجه الأرض ولا نبقي لهم ذكرا. ولكن لا هذه ولا تلك قادرة على ان تزحزح الشيعة عن عقيدتهم.
إن مأساة فقدان الأحبة الأعزاء من الأبرياء ظلما وعدوانا على يد المجرمين من البعثيين والنقشبنديين والإرهابيين والطائفيين وعملاء البترودولار وخدم أسيادهم الإسرائيليين بالرغم من مرارتها لم ترهب الشيعة يوما لأن الشيعة يعلمون أن الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن كل إنسان يموت بساعته بأمر الله تعالى، والشيعة لم يشعروا حتى في أشد ساعات الضعف والشك أن تكاثر القتل فيهم سوف يبيدهم ويقضي عليهم لأسباب منها:ـ 
أـ لأنهم يؤمنون يقينا بوعد رسول الله (ص) بأنهم الأجود قنوانا، بل يؤمنون بأن من سيبقى منهم وهم كثيرون جدا سيكونون أفضل الموجود، وسيكونون عنوانا للكرم والجود حسب الوعد النبوي الخالد: (بعد معركة مؤته جاء عبد الرحمن بن سمرة إلى النبي بأخبار المعركة، قال: فلما دخلت المسجد قال لي رسول الله (ص): على رسلك يا عبد الرحمن: أخذ اللواء زيد بن حارثة فقاتل زيد فقتل، فرحم الله زيدا، ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فقاتل جعفر فرحم الله جعفرا، ثم اخذ اللواء عبد الله بن رواحة فقاتل عبد الله فقتل، فرحم الله عبد الله".
قال: فبكى أصحاب رسول الله (ص) وهم حوله، فقال: ما يبكيكم؟ 
فقالوا: ما لنا لا نبكي وقد ذهب أخيارنا وأهل الفضل منا. 
فقال: لا تبكوا؛ فإنما مثل أمتي كمثل حديقة قام عليها صاحبها فأصلح رواكيها وهيأ مساكبها وحلق سعفها، فأطعمت عاما فوجا، ثم عاما فوجا، ثم عاما فوجا، فلعل آخرها طعما أن يكون أجودها قنوانا وأطولها شمراخا. والذي بعثني بالحق ليجدن ابن مريم في أمتي خلفا من حواريه)
ب ـ لأنهم يؤمنون يقينا بوجوب بقائهم للترحيب بمقدم الإمام المنتظر الذي ينتظرهم وينتظرونه لكي يقتصوا من المجرمين الكفرة الفجرة. ويؤمنون يقينا بأنهم الخلف من الأمة الذين سيسرون عيسى بن مريم.
ج ـ لأنهم يؤمنون يقينا أن الموت لهم عادة وسبيلهم إلى الله الشهادة
إن أئمتنا أهل بيت النبوة الأبرار الشرفاء الأخيار عليهم السلام وعدونا بالتمحيص وأخبرونا بهذا الامتحان وحدثونا بما سيمر علينا، ولكنهم لم يذكروا شيئا عن فنائنا وزوالنا، بل وعدونا وعد حق بأن البقاء سوف يكون لنا وليس لعدونا، فقد صح عن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام: (لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث، ويموت ثلث، ويبقى ثلث". وعن محمد بن مسلم وأبي بصير، عن الإمام  جعفر الصادق (عليه السلام): "لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس، فقلنا (أي محمد بن مسلم وأبو بصير): إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ فقال: أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي؟ وفي رواية أن تكونوا أنتم الباقون؟)
إن الخلاف بيننا وبين أعدائنا أنهم لا يرجون الله أن يعطيهم أجر المتواضعين لأنهم تكبروا وعتوا وأفسدوا في الأرض، أما نحن فتواضعنا لله وللناس تبعا لوصية إمامنا وقائدنا أمير المؤمنين عليه السلام الذي أوصانا وحذرنا: "(أترجو أن يعطيك الله أجر المتواضعين، وأنت عنده من المتكبرين! وتطمع)
والخلاف بيننا وبين أعدائنا أنهم روعوا الناس بما فيهم المسلم والموحد ولم يرقبوا إلا ولا ذمة فذبحوا وقتلوا وأحرقوا وشردوا أما نحن فلم نعمل مثل عملهم لا جبنا ولا صغارا وإنما لأننا اتبعنا وصية سيدنا وقائدنا الإمام علي عليه السلام: (انطلق على تقوى الله وحده لا شريك له، ولا تروعن مسلماً، ولا تجتازن عليه كارهاً، ولا تأخذن منه أكثر من حق الله. عباد الله، أرسلني إليكم ولي الله وخليفته، لآخذ منكم حق الله في أموالكم، فهل لله في أموالكم من حق فتؤدوه إلى وليه؟ فإن قال قائل: لا، فلا تراجعه.
وإن أنعم [قال: نعم] لك منعم، فانطلق معه من غير أن تخيفه أو توعده، أو تعسفه [تأخذه بشدة] أو ترهقه [تكلفه ما يصعب عليه] فخذ ما أعطاك من ذهب أو فضة، فإن كان لـه ماشية أو إبل، فلا تدخلها إلا بإذنه فان أكثرها لـه، فإذا أتيتها، فلا تدخل عليها دخول متسلط عليه، ولا عنيف به)
وكما خيب الله سعي أجدادهم القدماء من النواصب والخوارج والأمويين والسلاجقة والعثمانيين سيخيب سعي أبنائهم السلفيين والوهابيين والأخوانيين والقاعدة وجبهة النصرة ولن يشفع لهم نكاح الجهاد بالحفاظ على تماسك صفوفهم التي بدأت تنهار الواحد تلو الآخر لأنهم ما وقفوا وقفة إلا وكانت على شفير جرف هار يؤدي بهم إلى جهنم وعذاب النار
فلا يهولنكم عدد من يسقط منا نتيجة أعمالكم الإجرامية فهو مهما عظم أقل من قليل وسيعوضنا الله خيرا كثيرا ومأواكم النار وبؤس القرار.  
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الزهرة عبد علي عبد الحسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/30



كتابة تعليق لموضوع : بالرغم من همجيتهم وعدوانهم هم زائلون ونحن باقين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net