سجن العقول في زنزانة المجهول..!!
علي حميد الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حميد الخفاجي

تسير بنا الايام اسرع من السحاب وترمي بامطارها السوداء ورد الازل لتجعل اوراقه البيضاء رمادية اللون, هكذا هي صباحات بلادي منذ حلول فصل الازمات التي استهدفت الفقراء كعادتها , وراحت تعبث بمقدراتهم لتخلق منهم تيارات متطرفة وقيادات ترفع وتنصب مثل قواعد اللغة العربية ,ورموز متحركة كحصان الشطرنج, وسيارات مظللة تسير بسرعة الضوء ورصاصات عابثة تقتل براءة الاطفال وتصنع منهم يتامى يتسلون بدموع المجاعة والفقر وتتركهم بين ارصفة الرحمة والتسول, او بين ظلامة الحاضر وفقدان المستقبل مثلما تركت الطفلة *حنين* ذات الـ4 سنوات, والتى ابصرت النور بعد زواج استمر خمس سنوات دون اطفال لتملأ البيت على جدتها الضريرة بالابتسامات وبالبكاء وكلاهما جميل , اما والدها الذي اتعبته الدنيا منذ كان طالب بالابتدائية واستشهد والدهُ في الانتفاضة الشعبانية المباركة ,واصبح المعيل الوحيد لعائلته المتكونة من خمسة اخوات والام ,وحتى اكماله كلية الاداب وحصوله على شهادة البكالوريوس وبتقديرٍ جيد, الا ان الاقدار وكثرة المحسوبية والمنسوبية في التعيين رمت به في احدى الثكنات العسكرية ليكون جندي في الجيش العراقي, وبات يحسب الدقائق والساعات ليحصل على الاجازة ويرى طفلته حنين وامه الضريرة وزوجته التي عاش معها اروع قصص الحب في كلية الاداب لتكون هي فرحتهم الوحيدة من الدنيا بعد ان توج هذا الحب بالزواج , ولكن الاقدار وسوء العابثين بمقدرات الشعب المسكين لم تروق لهم هذه الفرحة حيث قرروا ان يبعثوه في اجازةٍ مفتوحة داخل صندوق خشبي وعليه قطعة قماش تحمل اربعة الوان, لون الدم السائل بدون ذنب ولا جرم, ولون سواد قلوب السياسين, ولون الخضرة التي اضمحلت بسبب سنين العجاف, ولون حمامات السلام المذبوحة على جفون الاحلام ,
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat