رسالة إلى إنسان في شهر رمضان
عباس ساجت الغزي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عباس ساجت الغزي

بسم الله الرحمن الرحيم
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } صدق الله العظيم
شهر رمضان الذي ابتدأ الله فيه إنزال القرآن في ليلة القدر; هداية للناس إلى الحق, فيه أوضح الدلائل على هدى الله, وعلى الفارق بين الحق والباطل. فمن حضر منكم الشهر وكان صحيحًا مقيمًا فليصم نهاره. ويُرخَّص للمريض والمسافر في الفطر, ثم يقضيان عدد تلك الأيام. يريد الله تعالى بكم اليسر والسهولة في شرائعه, ولا يريد بكم العسر والمشقة, ولتكملوا عدة الصيام شهرًا, ولتختموا الصيام بتكبير الله في عيد الفطر, ولتعظموه على هدايته لكم, ولكي تشكروا له على ما أنعم به عليكم من الهداية والتوفيق والتيسير.
وفي هذه الأيام المباركة في حياة الناس حيث شهر رمضان شهر الله ،الذي انزل فيه القران على نبي الرحمة محمد علية أفضل الصلاة والتسليم وعلى أهل بيته الطيبين وأصحابه أجمعين وعلى الأنبياء والرسل والصديقين من قيام الساعة إلى يوم الدين .
القرآن هذا الكتاب المنزل كتاب الرحمة بكل ماتحمله المعاني فكيف لا وهو كتاب الله وهو لغة التسامح بين بني البشر فقد جمع الله فيه كل ماجاء من أخبار وقصص ورسالات الأولين والآخرين وفيه عبر ودروس لأتعد ولا تحصى في كلمات أو اسطر وخير مثال الآية
{قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً }الكهف109
والدعوة اليوم وفي هذا الشهر المبارك إلى (التسامح ) ونبذ كل إشكال العنف التي تعصف بالمجتمع نتيجة للظروف المعيشية الصعبة ( من الحالة الاقتصادية والحروب والدمار والكوارث والتغير المناخي ) وسرعة إيقاع الحياة نتيجة التطور الصناعي المذهل الذي يعيشه العالم والذي لايترك حتى لحظة تفكير أو تأمل للبشر حتى يراجع نفسه فترى كل شي يجري بسرعة فيواكب الإنسان الحركة السريعة تاركا ورائه كثير من الأخطاء التي تستحق التوقف عندها ، بحق نفسه وبحق الآخرين الذين يعيشون معه دون قصد أو شعور في بعض الأحيان وبتجاهل في أحيان أخرى لعدم وجود وقت لمراجعة نفسه ، وهنا يلغي الإنسان حتى دور النفس اللوامة الرقيبة التي أوجدها الله لديه وكرمها بل واقسم بها في قوله تعالى {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ }القيامة2
أود أن أشير هنا إلى ظاهر تفشي العنف الأسري خصوصا في مجتمعنا الشرقي وذلك للأسباب التي شرحتها آنفا وأيضا لجهل الناس بقوانين حقوق الإنسان والمرأة والطفل وغياب الدور الرقابي من قبل مؤسسات الدولة ذات الصلة بهذا الشأن وضعف التوعية أو حتى انعدام منظمات المجتمع المدني في بعض الدول والتي تأخذ على عاتقها نشر التوعية بين صفوف المواطنين . وهنا الحلم مطلوب والحلم هنا بمعنى التفكير والتريض والتعقل في كل الظروف حيث قال رسول الله (ص ) " الحلــــــــــــــــــم سيــــــــــــــــــــد الأخــــــــــــــــــلاق " وقال ( ص) " ليـــس الشديد بالصرعة أنما الشـديــد مــن يملك نفسه عند الغضب "
وقال الإمام علي عليه السلام " الحــــــــــــــــــــــلم عشـــــــــــــــــــــــيرة "
علينا مراجعة أنفسنا قبل الشروع بأي قرار في حالة غضب أو عصبية ، والنصيحة معروفة أن غضبت فإذا كنت جالسا فانهض وإذا كنت واقفا فتحرك عن مكان الموقف واستغفر الله كثيرا حتى تهدأ نفسك فتجد أن الغضب قد زال وان الموقف لايستحق كل هذه العصبية والتشنج والقرارات الغير محسوبة والتي تندم عليها بعد زوال الغضب . والذي معك في البيت مساكين لأذنب لهم بما تواجه من ضغوط فهم أيضا مثلك يصيبهم مايصيبك ويضرهم مايضرك بل هم اضعف منك المرأة مسكينة ومغلوب على أمرها والأطفال عاجزين عن فهم وإدراك أسباب غضبك ، فأنت مصدر وعنصر السعادة أو التعاسة في البيت .
دعوة إلى صفاء القلوب والنفوس في هذه الأيام المباركة وتخصيص جزء من وقتك لصلة الأرحام فأنها معلقة على عرش رب العالمين وهي تطيل الأعمار وتدفع البلاء المبرم وخصوصا الوالدين لما لهما من مكانة عند رب العالمين فليكونا أولا من تبدأ بالزيارة ، وان كانا معك في البيت فأحسن صحبتهما بمعروف وتذكر قول الله سبحانه وتعالى {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }
وكُنْ لأمك وأبيك ذليلا متواضعًا رحمة بهما، واطلب من ربك أن يرحمهما برحمته الواسعة أحياءً وأمواتًا، كما صبرا على تربيتك طفلا ضعيف الحول والقوة.
وكذلك زيارة الأقارب والأحبة والأصدقاء في هذا الشهر الكريم تضيف انطباع حسن على الإنسان ولغة التواصل لغة جميلة عنوانها المحبة والألفة والتعاون مابين الجميع وهي تصفي النفوس وتخلق جو ميل على طابع المجتمع فيعم الخير والبركات من الله على الجميع . وقال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }
وأخر دعوانا في هذا الشهر الكريم أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى أهل بيته وصحبه وسلم .
{وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } صدق الله العلي العظيم
عباس ساجت الغزي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat