في خضم اصدار العديد من الصحف وتجاوز عددها المئات من يومية واسبوعية ومجلات وبعناوين مختلفة ، الا اننا نجد ان الانتماءات السياسية لتلك الوسائل الاعلامية قد صبغها بصفة الناطق السياسي الاعلامي لتلك الجهة او غيرها ، وتؤدي وظيفة محددة بالتسويق لاخبارها وفعالياتها ، اي بعبارة اخرى رجعنا الى الصحيفة الحزبية الناطقة بأسمه كما كان معمول في الانظمة الشمولية من تسخير ها وحصر رسائلها الاعلامية باغراضها الحزبية في مخاطبة الراي العام ، ومن اليسير ان نؤشر نوعية تلك الوسائل وتقسيمها وتصنيفها بالحكومية او الناطقة عن الاحزاب المشاركة فيها ووسائل الاعلامية الاخرى المعارضة التي اصبح ديدنها توجيه الرسائل المضادة والتحريضية ضد الحكومة ، وبدراسة بسيطة لواقع تلك الوسائل الاعلامية نتلمس فقدانها بعض مقومات التغطية الحيادية للاوضاع المختلفة التي تكتنف الساحة العراقية ودلالات انحيازها واحيانا كثيرة تطرفها الى حد بعث رسائل خطيرة على مستقبل العراق بما تخمل من سياسة ممنهجة في غرس الكراهية والحقد بين مكونات الشعب العراقي وفق التصريحات النارية اللامسؤولة للسياسيين حيث تطبع بعضهم في مبادرة وضع (الزيت على النار ) ، لذا كانت نتيجة منطقية متوقعة في فوضى تناقل الاخبار وتقاطعات عميقة في توصيف الاوضاع المستجدة بواعثها او اغراض من يحركها مما اختلط لدينا الحابل بالنابل ، نرى خبرا منشورا ومدعوماً بالتاكيدات في وسيلة اعلامية وفي ذات الوقت يوجد نفي وانكار لذلك الخبر في وسيلة اعلامية اخرى ، مما يعكس ضعف الالتزام بالعمل المهني الاعلامي واشتراطاته على اداء وظيفته بالتحري عن الحقيقة وحدها وعرضها للمواطن بالحس الوطني الخالص دون تزييف او تضليل وتزويق لمصالح جهات سياسية على حساب اخرى كما يطغي على المشهد الاعلامي العراقي الراهن .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat