صفحة الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني

العمارة : قصة نجاح في زمن عزّ فيه النجاح(3)
رائد عبد الحسين السوداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اليوم وفي هذه الحلقة نصل بالحديث إلى صاحب الدعوة الكريمة الأستاذ ميثم الفرطوسي رئيس لجنة الصحة والبيئة ،الذي استهجن مقولة كانت شائعة ،مفادها أن العمارة طاردة للكفاءات والطاقات البشرية ،وذكر أنه سيثبت العكس من هذا المفهوم الشائع الذي كرسته السلطات القمعية السابقة ،وأكد باعتزاز كبير وبثقة عالية أن العمارة هي أم المفكرين والعلماء ،والفنانين والأدباء،وراعية الإبداع ،وأيضا تعد بأبنائها وعشائرها أم الكرم ،فهذه الصفة التي عند أهل العمارة بكل أقضيتها ونواحيها لا يصح معها إطلاق صفة طاردة للكفاءات .وقبل الحديث عن انجازات الحكومة المحلية في العمارة ولجنة الصحة والبيئة الأستاذ ميثم الفرطوسي ،لابد من ذكر حقيقة مهمة وبصورة صغيرة جدا مفادها أن الواقع الصحي في العراق يصح أن نصفه بالمشلول كليا ،وليس بالمتوفى لسبب بسيط يتمثل بوجود طاقات بشرية طبية ترقى إلى مصاف الطاقات في الغرب ،أما الشلل فيكمن في أن سلطة البعث وصدام لم تنشأ أي مستشفى منذ 1981وحتى زوالها في 2003سوى مستشفى واحدة لكل محافظة أطلقت عليه مستشفى صدام ولم تزود هذه المستشفيات بأي أجهزة جديدة طيلة هذه السنوات ،بل بالعكس انتزعت من بعضها أجهزة الإنارة الخاصة بصالات العمليات لحساب قناة الشباب التي أسسها الحزب الحاكم لحساب عدي صدام ،ثم جاء الحصار ليجهز على الواقع الصحي العراقي بصورة تامة في ظل تنامي أمراض من شتى الأنواع من بينها السرطانات التي فتكت بالكثير من العراقيين وكانت حصة الأطفال هي الأكبر جراء تردي هذا الواقع ،ولم تستثن العمارة من هذا الواقع المزري ،إن لم يكن العكس قد عمل فيه أي إهمال السلطة لهذا الواقع فيها بصورة أكبر من باقي المحافظات ،حتى الأطفال المصابين بالحصبة لم تسعهم أسرة المستشفيات على حد تعبير الأستاذ ميثم الفرطوسي فكانوا يفترشون الأرض إلى أن جاء نظام الزائر الطبي الذي بدأ العمل فيه منذ 2005 إلا أن هذه الدورة لمجلس محافظة ميسان شهد الطفرة الكبرى في تطبيقه الذي أضحى نموذجا تحتذي به محافظات العراق كافة بما فيها محافظات إقليم كردستان العراق من خلال فتح دورات لكوادرها لتطبيقه هناك والحقيقة أن الوزارة كانت غير متبنية وغير مشجعة لهذا البرنامج إلا بعد أن عقد مؤتمر في بغداد وشرحنا المشروع على مسامع الوزير الذي أعجب بع وعممه على كل محافظات العراق وأعلن الأستاذ الفرطوسي خلو العمارة حاليا وبفضل هذا البرنامج من مرض الحصبة ،ليس هذا فقط ،فهناك خارطة على مثلا مرضى التدرن فبضغطة زر تتم الدلالة على المريض وأين يسكن واسمه الكامل وحتى تثبيت اسم الأم كي لا تتشابه الأسماء ،ويصل الأمر بالبرنامج بمعرفة هل المريض تناول علاجه من عدمه ويذكر الأستاذ ميثم الفرطوسي ،عندما زرنا سلطنة عمان وجدنا نظاما يقل تقنية عن عما موجود في العمارة ومع ذلك عندما الاستفسار عن أي مسألة ينادون على التقني الهندي ليجيب عن استفساراتنا ،لكن هنا في مدينة العمارة، وأقولها بكل فخر واعتزاز كوادرنا الهندسية هي التي قامت بالعمل  ،ويؤكد الأستاذ ميثم الفرطوسي أن مجلس محافظة ميسان في هذه الدورة لم يصوت على مقترحات لجنة الصحة والبيئة التي يرأسها إلا بالإجماع وهذا دليل على حرص المجلس على التقدم في مجال الواقع الصحي ،ودليل ثقته بطروحات اللجنة ولذلك صوت في هذه السنة 2013على 38مليار دينار لشراء أحدث الأجهزة الطبية وتزويد مستشفيات العمارة بها ،كما خصص خمس مليارات دينار لاستقدام أكفأ وأمهر الأطباء الهنود مع كادر الوسطي للعمل في مستشفيات المحافظة وفعلا وصلت الكوادر الوسطية ونحن بانتظار الأطباء في الأيام القادمة ، .أما من ناحية الكفاءات وجلبهم إلى المحافظة فالكثير أو بالأحرى العشرات من طلبات النقل إلى مدينة العمارة موجودة لدى اللجنة وهي طلبات من الأطباء للنقل إلى مدينة العمارة أو البقاء فيها في حالة نقلهم وهذا ناتج أيضا عن الأمن في العمارة كما أنه نتاج عن حسن التعامل سواء من الحكومة المحلية أو من الأهالي .وهناك قفزات حدثت خلال هذه الدورة على الصعيد الصحي،على سبيل المثال ،شاركنا كمجلس المحافظة في شراء جهاز القسطرة القلبية والرنين والمفراس ،وأجهزة السونار بأعداد كبيرة من أموال الموازنة الخاصة بالحكومة المحلية وخصصت الحكومة المحلية مئات الملايين من الدنانير في هذه السنة والسنة الماضية لإسكان الأطباء،وتشييد شقق ومرافق أخرى  في المراكز الطبية لسكن الأطباء وشيء آخر مهم هناك مراسلات لكفاءات من خارج العراق لزيارة ميسان ومن ضمنهم مؤخرا العالم في الهندسة البيئية الدكتور حسن الدلفي الذي التقى برئيس جامعتها وأعجب بالتقدم الحاصل في المحافظة ،وهو يعرفها حيث كان في ناحية علي الشرقي قبل 23عاما  ،أما على الجانب العمراني أيضا حدثت قفزة نوعية خلال هذه الدورة من مجلس محافظة ميسان ،فهناك  مراكز صحية وبيوت صحية من أموال المحافظة ومركز ثاني للأسنان  وهناك تأكيدات من الحكومة المحلية في ميسان على وزارة الصحة  لاستكمال بناء المستشفى التركي ومركز الأورام السرطانية  في الميمونة الذي سيكون الأول في العراق والشرق الأوسط من ناحية الأجهزة الحديثة والأطباء والكادر المساعد ،واستباقا لهذا المركز الذي لم يكمل بنائه بعد عملت الحكومة المحلية في ميسان على فتح مركز للأورام في مستشفى الصدر العام كي يوفر جهد المريض الذي علاوة على مرضه فإنه يجهد بسفره إما إلى بغداد أو البصرة لأخذ الجرعات ضد هذا المرض .ويؤكد الأستاذ الفرطوسي أنه مع ذلك لم نصل الى الدرجة المثالية بعد ،فالتركة ثقيلة جدا والواقع الصحي في العراق عموما وفي ميسان على وجه التحديد مزري جدا حسب تعبيره .وبهذا نجد أن ميسان خطت وتخطو بخطوات واثقة على جميع الصعد وبفضل عاملين ،الأول مجتمع راغب في التقدم ،وحكومة محلية تتحسس هذه الرغبة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رائد عبد الحسين السوداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/05



كتابة تعليق لموضوع : العمارة : قصة نجاح في زمن عزّ فيه النجاح(3)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net