صفحة الكاتب : احمد العقيلي

حتى ننتخب .. الحلقة الثانية
احمد العقيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   كفانا صبراً ومداراة فقد قيل أن ( الطامع في الزاهد فيه مذلة ) ولنضع النقاط على الحروف ونقول بكل صراحة أن اغلب دول الجوار والعالم قد زهدوا بنا ويسعون بشتى الوسائل لإفشال التجربة الديمقراطية في بلادنا فلماذا ؟؟. ومن يستطع الإجابة بالحقيقة كاملة ؟.                حينما كان الحاكم سنياً - وأن كان ادعاء - دفعوا بنا من خلاله إلى أتون حرب أكلت الأخضر واليابس وقضت على البنى التحتية لبلادنا وأثقلت كواهلنا بديون لها أول وليس لها أخر وخرجنا بعشرات الآلاف من المعاقين نفسياً وجسدياً وآلاف الأرامل واليتامى تحت وطأة الشعارات القومية وحماية البوابة الشرقية وحينما أتى التغيير بحاكم شيعي تدفقت بأوامرهم مئات الأجساد والمفخخات بعقائدهم الفاسدة ولم يسلم منهم جماد أو حيوان أو إنسان على هذه الأرض تحت عنوان الخطر الشيعي فطال إرهابهم الكبير والصغير رجالا ونساء من كل المكونات ومن حقي أن أسئل إن كانت حسينية باقر الشيعي خطراً على القومية العربية فتحرق وتهدم بنار الطائفية فما ذنب جامع قيس السني وكنيسة جورج المسيحي ودير رعد الصابئي وهؤلاء مجتمعون هم العراق  وهل يدرك الجوار أننا نؤمن أن لا عراق دون احد منهم ؟. لقد أسقطت أفعالهم أقنعتهم ودعواهم  الدفاع عن مكون دون أخر فهم حاقدون على العراق وأهله لا لأن الحاكم شيعي ولا لأن النائب سني أو كردي ومن هذا المكون أو ذاك بل لأن عراقنا مصدر العلم ومنبع الثقافة وارض الحضارات ومنه انطلقت أول الرسالات السماوية وأرضه احتضنت أنبياء الله وأوليائه أحياءً وأموات وأبنائه على مر العصور تربوا على ثقافة التعيش السلمي وأن الوطن للجميع وهو ما أغاظهم لاسيما وان تأريخهم اسود حافل بالمكر والغدر والخديعة إذ لا يثق الأخ بأخيه ولا الوالد بولده فقرروا وحلموا وزين لهم الشيطان أن يقتلوا فينا الأخلاق والعقيدة من خلال قتلهم فينا لإنسانيتنا آملين أن يكون إسلامنا كإسلامهم الذي يتجلى سنوياً في شهر رمضان المبارك من كل عام بعشرات المسلسلات والمسابقات والتفا هات والإسلام بٌراء منها والسبب كي يضمن أعداء الدين والإنسانية عدم قيام جيل مؤمن بقضاياه المصيرية وبعيد عن هويته العقائدية ليتسنى لهم تحقيق مأربهم وأجندات أسيادهم ولذلك دأبوا وعلى أنغام القومية عزفوا فصار شرارهم خير من خيار الأقوام الأخرى ولم يعترفوا بتغيير المعادلة الظالمة التي حكمت العراق لعقود والتي لا تحتاج لختم وإمضاء غير أبناء الرافدين وحاربوها لأنها فيما لو نجحت على أيدي القوى الإسلامية والوطنية يدركون مدى تأثيرها على بلدانهم وأي جيل سيظهر في العراق وماذا سيكون موقفه منهم وما الذي ستواجهه إسرائيل ساعتها ناهيك من أن نجاح التجربة على أيدي القوى الإسلامية يعني نجاحاً للإسلام كدين ينظم الحياة بين الأفراد والمجتمعات وهو ما يتعارض والصورة التي رسموها في الكرة الأرضية من انه دين الإرهاب ومصادرة الحريات لا دين الحياة والرقي الفكري والتعايش السلمي فـ ( مكروا ومكر الله والله خير الماكرين ) ولم يدر بخلدهم أن العراقي من النوع الذي قد تلفه سحائب الفتن لكنها لا تغيره . فهلا نأخذ العبرة مما فعله بنا جوارنا على مر السنين وهلا صممنا أذاننا من الاستماع لما يدعوه وهلا هفونا بقلوبنا وبصائرنا نحو بلادنا لا جيوب وخزانات الآخرين وهلا تكاتفنا ووحدنا صفوفنا واعتمدنا على عراقيتنا لنصل ببلادنا لشواطئ الأمان والأمل ولننئ به إلى حيث لاتصل أيادي أهل الشر إليه ولنمنحه المكان الذي يستحق في قلوبنا وعقولنا قبل غيرنا . ولن يكون ذلك إلا إذا قلنا الحق وتبادلنا الثقة فيما بيننا وكان إيماننا بالمستقبل نابع من إيماننا بالعراق وطناً لنا وخير ما يمكننا أن نثبت من خلاله دعوانا بحب الوطن ونبذ كل ما من شأنه أن يعرقل تحقيق أحلامنا مشاركتنا في الانتخابات المحلية المقبلة وحتـــــــى ننتخب لنتخلى من الآنا ولنتعرى عن الذات ولنوقع بأناملنا ونهتف لبيك يا عراق .     

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد العقيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/21



كتابة تعليق لموضوع : حتى ننتخب .. الحلقة الثانية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net