صفحة الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني

اردوغان أن أقدم ...إذاً هذا هو المراد
رائد عبد الحسين السوداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أكدنا في سلسلة مقالات تناولنا فيها ما يحدث في مناطق الرمادي ،الموصل ،صلاح الدين ،ديالى (المناطق السنية) ،على أنه لا يندرج ضمن مفهوم التظاهرات ،بل عملية وتهيئة للصدام ،وفعلا كشفت كلمات وخطب من تصدى للمشهد على مسرح الأحداث وهم رجال الدين نيتهم في تصعيد الموقف وبشتى السبل ،منها قرارهم بما سموه الزحف على بغداد في يوم 15/2/2013لكن التحفز الشديد للقوات الأمنية وظهور تنظيم مسلح شيعي على الساحة البغدادية قبالة ما حدث في المناطق المذكورة ،منعتهم زحفهم هذا ،لكن كانت الخطب التي ألقيت في تلك الجمعة وكما ذكرناها في مقالنا تحت عنوان (بغداد صبرا .....كلمات لها دلالات) بمثابة إعلان حرب وليس تمرد لو وضعنا تلك الخطب على سرير التشريح لو صح التعبير ،من قبيل وصف المتظاهرين بالمرابطين أو وصف الحكومة العراقية بأنها حكومة احتلال ،والدعوة لتدويل ما تسمى بالتظاهرات والتدخل الدولي ،وبطبيعة الحال أن كل دعوة للتدويل تعني فيما تعنيه ،دعوة أمريكا ومن ترتضيه أمريكا،.كما رددت هتافات تعني وتقصد التحفز لحرب وليس هي تظاهرات مثل (يا أبو القاسم لا تهتم بغداد نفديها بالدم) أو (يروح واحد يروح مية يبقى صوت الأعظمية) ،واليوم 22/2/2013وفي صلاة الجمعة كانت المواقف أشد خطورة ،لا بل استخفاف بكل القوانين ،واستخفاف واستغفال بمشاعر الناس وفي مقدمتهم (المتظاهرين) الذين خرجوا بادئا ذي بدء للمطالبة بحقوق المعتقلات والمعتقلين وطلبات أخرى لا تمت بصلة لما طلبه خطيب جمعة الرمادي عبد المنعم البدراني اليوم والمتمثل بطلب حضور الولايات المتحدة إلى العراق ،والطلب الأبرز كان الطلب من رئيس الوزراء التركي صاحب المشروع السني التوسعي (المحاكي للمشروع العثماني) والذي رزح العراق تحت نيره ما يقرب الأربعة قرون كانت بحق مظلمة وكان الأولى بالمؤرخين وكما وصفوا فترة المغول بالمظلمة أن يصفوا الفترة العثمانية أيضا بهذا الوصف ،كما دعا هذا الخطيب (دول) الخليج العربية إلى التدخل أيضا والسبب كان طرد إيران متمثلة بالحكومة في بغداد وبطبيعة الحال ينطلق هذا الخطيب من مفهوم راسخ لديه بأن كل شيعي يعني (فارسي) وبما أن رأس الحكومة في بغداد شيعي فإنه فارسي صفوي ووصف وبصريح العبارة وصف المذهب الشيعي بأنه دين هو غير الدين الإسلامي ،وذكر هذا الخطيب دول الخليج بحرب صدام ضد إيران وقد اعتبرها فضلا عراقيا عليهم في خطوة تنم عن عدة أمور، أولها؛الاستخفاف بمشاعر العراقيين لاسيما في الجنوب والشمال الذين ذاقوا الأمرّين جراء هذه الحرب ،وما رافقها من ممارسات قمعية قامت بها أجهزة السلطة ،وثانيها الهدر في ثروات العراق ،ووقف عجلة الحياة في العراق   . ودعاهم بأن تعود حقوق السنة ،وأول الحقوق وآخرها لديهم طبعا وبلا جدال الحكم الذي كرسته لهم المس بيل وكما وضحناه في مقال (حقائق تاريخية يجب أن تذكر)،ثم دعا مسعود البارزاني للتدخل مذكرا إياه بصلاح الدين الأيوبي الذين حاربوا تحت رايته الفاطميين،ومن نافلة القول ،إذا كان هذا المطلب الرئيسي ،يكون من الطبيعي أن يجرأ (أحمد أبو ريشة) وأن يطالب بإطلاق سراح الضباط الذين حاربوا إيران ،والحقيقة هو يعني الذين حاربوا الشيعة .أما في الموصل فإن الخطب والمواقف لا تقل خطورة وتحد للقانون والتعليمات ،فبعد أن أصدرت الداخلية العراقية منع رفع العلم العراقي في عهد صدام حسين ،أصر القائمون على أحداث الموصل على رفعه وقد ظهر المتحدث بما يسمى متظاهري الموصل على إحدى القنوات الفضائية بأنه العلم الأصيل ،لكن المفارقة الأكبر الموقف الكردي من رفع علم صدام حسين الذين رفضوا رفعه في كردستان بزعم أن مذابح ومجازر وجرائم إبادة قد حدثت بحق الكرد تحت هذا العلم ولذلك أنهم يرفضون التعامل معه كرمز للبلاد ،ولكن اليوم يظهر ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل على التلفزيون ليقول أن رفع العلم القديم يعني عدم اعترافهم بالعملية السياسية وهم يشعرون بالتهميش ومن حقهم أن يرفعوا هذا العلم ،وهذا بطبيعة الحال عندما يوصف فإن الوصف المهذب له يصفه بالنفاق السياسي.  

أن خطب اليوم والمواقف التي صدرت منها تنم عن خطورة بالغة ،وصراحة بالغة بعدم الاعتراف إلا بحكم يرضى عنه صاحب المشروع العثماني ،وقد دعوه اليوم ونعتوه بحفيد (محمد الفاتح) وهناك موقف يدل على خطورة أكبر صدر من عبد الستار عبد الجبار نائب رئيس مجلس علماء العراق ومن قناة بغداد في نشرة الساعة التاسعة مساءا ،يحذر فيه قائلا :إذا كنتم تريدون العراق يبقى موحدا فحققوا مطالب المتظاهرين:ومن هنا نؤكد أن مواقفا كهذه لا تعني إلا شيئا واحدا لا غير ،وهو هناك مشروع خطير وخطير جدا مصداقه دعوة اردوغان للتدخل في شأن العراق وخطورته يتمثل بتصدر رجال الدين للمشهد ،وانزواء السياسيون خلفهم في مغزى خطير هو الآخر له مداليله الكبرى ،أهمها أن الذي يحدث هو حراكا مقدسا .ومما يثير الباحث هو ضعف الموقف الحكومي الرسمي من هذه المواقف ،وأن التفسير الأولي الذي يبدر أمامنا ،أن ما يجري في هذه المناطق يدخل ضمن مشروع تدور خيوطه خارج العراق ،يجعل الحكومة عاجزة عن مواجهة هذه المواقف الخطيرة.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رائد عبد الحسين السوداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/23



كتابة تعليق لموضوع : اردوغان أن أقدم ...إذاً هذا هو المراد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net