العنف داخل المدارس ثقافة ممنهجة ، ام سلوك طارئ ؟
مريم الزبيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مريم الزبيدي

رغم اننا امة وهبها الله رفعة بين الامم وحباها بدين العلم والعدل والاحسان ،امة وسطية ، تقرأ باسم ربها الذي علّم الانسان مالم يعلم ، امة تستكين التعلم عند الصغر ، لكنها تركت قواميس التعلم ، فتفشى عندها الجهل والتخلف وطال اغلب مجتمعاتنا العربية والعراق ياتي في مقدمتها ولان هذه الامة ابتعدت تدريجيا عن جوهر الدين وتمسكت بالمظاهر السطحية التي تفقد المجتمع البشري جزءا مهما من آدميته التي خلق لاجلها ،فالتعليم الذي هوالعنوان الحضاري والتنموي لتلك المجتمعات اصبح محطة للتسلية والعبث ، ولانه ضرورة اخلاقية وانسانية واجتماعية ومحطة مرادفة للتربية فقد توزعت مهامها بين الاسرة والمؤسسات التربوية والتعليمية الرسمية ومحطتها الاولى الدراسة الابتدائية التي لابد ان تحظى بكافة وسائل العناية اللازمة لانها المحطة التي تتعامل مع اللبنة البشرية الاولى في بناء العقول السليمة لصناعة جيلا فاعل في مستقبل الوطن ،وللوضع الامني والظروف الشائكة التي تحيط بالعراق ،تهالك الوضع المعيشي للاسر واخذت تبحث عن مقومات المعيشة فاهملت جانب الرعاية اللازمة لابنائها والقت بالمسؤولية على عاتق المؤسسات التربوية والتعليمية لما تتمتع به من فضاء يؤهلها على القيام بالدورين معا ،والطامة الكبرى ان جميع دول العالم تولي اهتماما غير مسبوق لقطاع التربية والتعليم باعتبارها الدعامة الحضارية للمجتمع ولاتسمح بتكليف اي شخص دون تاهيله نفسيا واعداده تربويا لممارسة هذه الادوار لانه يحمل رسالة تربوية يبتغي ايصالها الى عقلية الاطفال ولان العامل النفسي مؤثر في تقبل واستساغة اي معلومة ولكنها في العراق بلد المتسربين من الدراسة بلد التعنيف التربوي بلد الاهمال التعليمي ، لاتوجد معايير لتاهيل الهيئات التدريسية والمعيار الوحيد للمفاضلة هو التحصيل الدراسي للمكلف بالتعليم دون الاخذ بنظام التاهيل والاعداد النفسي اللازم لتمكينه من اداء دوره في ميدان التربية والتعليم وعدم الفصل بينهما لاي سبب كان ، المشكلة الحقيقية في تردي الجانب التعليمي يتمحور في عدم وجود رؤية واضحه تعتمدها وزارة التربية في القضاء على ظاهرة التعنيف اللامبرر الذي يتعرض له بعض الطلبة من قبل الهيئات التعليمية وخصوصا في المراحل الاولية من التعليم الابتدائي والتلكأ في التصدي لها بحزم ومسؤولية حتى لاتستشري اوتكون ثقافة عامة اوممنهجة يكون ضحيتها اطفال العراق واسرهم التي تعاني من ويلات الحياة وكذلك الخشية على مستقبل العراق من الضياع
ومن خلال ما تقدم ندعوا وزارة التربية ان تاخذ دورها الاخلاقي والمهني بحث وتوجيه الهيئات التدريسية والتعليمية على اعتماد مبدأ التربية والتعليم اساسا للنجاح والتفوق والتصدي بحزم لاي خرق يتقاطع مع المفاهيم التربوية المتحضرة في التعامل مع هؤلاء الطلبة وعدم السماح لاي سبب بالتعدي على كرامتهم اواستخدام وسائل التعنيف كالضرب والترهيب والوعيد التي تحط من براءة وكبرياء طفولتهم انسجاما مع الرحمة والانسانية التي بعث لاجلها نبينا الكريم (ص) وثقافة انسانية تمنهجت عند آل بيته الاطهار
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat