صفحة الكاتب : علي محمد الطائي

لا ينفع فرعون أيمانه بعد غرقه..
علي محمد الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد أن رأى فرعون بعينه عقوبة الكفر والطغيان لم ينفعه أيمانه بعد فوات الآوان . وما أنهيار الأنظمة الفاسدة والمستبدة في كل أنحاء العالم ألا دليل من الآيات التي تؤكد أن كثير من الفراعنة الذين أدركهم الغرق أعلنوا (أيمانهم) بعد فوات الآوان بفساد منهجهم لتدارك الأمور ولكن هذا لا ينقذهم من القدر المحتوم الذي ينتظرهم . أن أعلان الأيمان نفاقا والحديث عن الأصلاح دون ذكر المسبب في الفساد وممارسة الكذب على الشعب .  في العراق الكثير من الفراعنة يكابرون حتى بعد ظهور الطوفان من حولهم . كما كان شأن طاغية رومانيا (نيكولاي تشاوتشيسكو)الذي توهم أن المنادين بسقوطه يهتفون بحياته فطفق يلوح لهم بيده حتى أدركه قدره . حكومتنا العراقية صنفت نفسها حتى الآن في صفوف من لم يؤمن بالآيات كما لم تؤمن بالمشاهدة .فرئيس الحكومة تحدث عن المتظاهرين ووصفهم (فقاعات) ولكن في الحقيقة المتظاهرين جعلوا من الحكومة فقاعات في كل يوم تنفجر. قد يكون أنصار الحكومة على حق بأن الأحتجاجات والأعتصامات الشعبية لم تبلغ مرحلة الخطر بعد ولعل السبب  يتمثل في هوية وأسلوب من يقودونها وخيبة الشعب في المعارضة .ولكن من المكابرة أن لم يكن خداع الذات أن تزعم الحكومة أن الشعب يؤيدها  ويصطف وراء قرارتها وأنها منتخبة من الجماهير وليس هناك محاصصه أن غالبية الشعب العراقي لا يعرف بالتحديد هوية من يحكم البلد هل تدار الدولة من الخارج أم من الداخل وهل القرار عراقي أم ماذا؟ فرغم كثرة حديث المسؤولين في الدولة عن مصارحة الشعب بالحقيقة ألا أن آليات الحكم لا تزال مجهولة الهوية ولا تزال صراعات الحكم لا لمصالح الشعب. 
حتى تتم معالجة المشكلة لابد أولا من الأعتراف بها وبسببها ومسببها . بدأ من أعتراف الحكومة بأنها تواجه أزمة ثقة من الشعب وعجز سياسي وأداري وأنها ضيعت الشعب العراقي وأهدرت الموارد  ووسعت وعمقت الصراعات الطائفية لابد من الاعتراف بأن معالجة هذه الأخطاء لا يمكن أن تتم بنفس المنهج الذي سببها .أما إذا كانت تزعم أن الشعب يعتقد انها حكومة (علي ابن ابي طالب علية السلام ) أو أن الشعب متيم بحبها . قبل هذا وبعده لابد لمن يعتبرون أنفسهم من الإسلاميين من داخل العراق ومن الخارج وممن لا زالوا  يدعمون الحكومة أن يتخذوا موقفا حاسما وحازما منها وهو موقف تمليه الحكمة وغريزة البقاء. قبل أن تمليه قيم الدين ومصلحة الوطن. صحيح أن بعض الاسلاميين لم يعاقبوا شعبيا بما يكفي وبما يستحقونه ربما لآن أخطاء وخطايا خصومهم كانت أكبر إنني لا أقول أن حظوظ  بعض الحركات الإسلامية في خطر على المدى الطويل. ولكن ممارسات الحكومة  الحالي أساءت إلى الشيعة كثيراً . فاأذا كانت الحكومة لم تفهم ولا تريد أن تفهم  فالأولى بعقلاء الشيعة أن يعلنوا إيمانهم بالحق والعدل  وبراءتهم من الفساد والافساد  قبل فوات الأوان .
 
23-1-2013

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محمد الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/29



كتابة تعليق لموضوع : لا ينفع فرعون أيمانه بعد غرقه..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net