صفحة الكاتب : علي محمد الطائي

لا أتذكر من طفولتي شيئا جميل قصة قصيرة.
علي محمد الطائي

منذ  أن  بدأت  اكبر  واميز  بين  الأشياء  والاشخاص  ,  والحقوق  والواجبات  بين المخبر السري و  بين  الوطني  وبين الخائن , بين  الحرية  والتحرر  بين  النظافة  وبين  الوساخة  بين  التخلف وبين  التحضر  والتمدن  بين  الحرب  وبين  السلم  بين  حكم  الدكتاتور  وبين المظلوم  بين  الفقر  وبين  الجهل  بين  خوف  ابي  وأمي  وأخوتي  من  المجهول والحاكم  المجهول .
نعم .
هناك  ولدت  وهناك  ترعرعت  هناك  بدأت  طفولتي  بين  المزابل  والفقر والتخلف  بين  حكم  العشيرة  وعرف  العشيرة  بين  العادات  والتقاليد  الرجعية  المتخلفة ،
بين  فضلات  المجاري  التي   تخرج  من  بيتنا  وبيوت  الجيران  عبر  فتحة  صغير  من  كل  بيت  تخرج  منها  تلك  الفضلات  إلى  الشارع .
نعم .   
كنت  اجلس  في  باب  الدار  على  تلك  الصخرة  الجميلة  التي  وضعتها  امي , واشاهد  كل  تلك القذارات  و المقززات  التي  تمر  من  أمام  بيتي  وكل  بيت في الحي  ولا  أشعر  ولا اهتم  لتلك  الرائحة  ولا  يبالي  لها  جميع  سكان أهل الحي  لأننا  لسنا  من  البشر   .
أما  دواب  حجي علي  فحدث  ولا  حرج  فلم  نعد  نميز  بين  الروائح  من  شدة الفضلات  التي  تتركها  هذه  الدواب  في الشارع  , وأحيانا  و نحن  جالسون  في البيت  نأكل  الطعام  أو  جالسون  في  غرفة  الضيوف  وبدون  أحم  ولا  دستور وبدون  سابقة  إنذار  تدخل علينا  خرفان  و ماعز حجي علي (رحمة الله ) الى  داخل  الدار .
نعم .
هذا  حال  طفولتي  الجميلة  التي  بدأت  في  تلك  الاحياء  الفقيرة  و المنسيه  .
اما  حال  مدرستي  المهترئه  الرطبه .
على  ما  أذكر  جميع  شبابيكها  مكسرة  البلور  وجميع  مراوحها  معطله  ولا تعمل  كي  تقينا  من  حر الصيف  القاسي  ودرجات  الحرارة  المرتفعة .
اما  في  الشتاء  لان  شبابيك  مدرستي كلها  مكسرة  البلور ، فلا  تقينا  من  برد الشتاء  القارص  و اذا  امطرت  السماء  يدخل الينا  المطر من  خلال  الشبابيك المكسره .
أما  مدرس  الاسلامية   كان  يشرب  الخمر  ويأتي   إلى  المدرسة  ومعه  عصا  سوداء  من  البلاستيك  يضربنا  بها  بشده  على ايدينا  اذا  كنا  لا نحفظ  الواجب  الذي  اعطانا  اياه  , وحتى  مدرس  اللغة  العربية  أستاذ عبدالامير كان  يأتي  إلى  المدرسة  ومعه  الخمر في  داخل  حقيبته  السوداء  الصغيرة  .
هذا هو حال  التدريس  في  المناطق  المنسية  و المتخلفة  عقليا  و نفسيا  .
نعم  .
هذه  طفولتي  وهنا  كبرت  وهنا  ترعرعت  ،  فنحن  لسنا  من  أصناف  البشر  وما نحن  بشر  فالبشر  لا  يعشون  بين  المجاري  و المستنقعات  و القمامة  و التخلف والنسيان  .

9.8.2017


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محمد الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/10



كتابة تعليق لموضوع : لا أتذكر من طفولتي شيئا جميل قصة قصيرة.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net