على أردوغان وعساكره الرحيل من كوردستان لا ثوارها !
مير ئاكره يي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في الأيام القليلة الماضية أدلى السيد رجب طيب أردوغان بمقولات في غاية الغرابة حول ثوار حزب العمال الكوردستاني . وهذه المقولات الأردوغانية – الأتاتوركية هي أشبه ما تكون بالهذيان والخرف والعنصرية والاستعمارية البغيضة منها الى الحق والحقيقة وقيمها ، والى العدالة والمساواة والانسانية وسجاياها ، ناهيك عن تصادمها مع التعاليم الاسلامية ، فقد زعم أردوغان موجها مقولاته الاستكبارية الى الثوار الكورد ، قائلا : [ إن الثوار الذين لا يلقون السلاح على الأرض عليهم الذهاب الى دولة ثالثة ] !!! .
هكذا وبكل بساطة وسهولة تُقلب الموازين والمعايير والقيم العدالتية والانسانية لدى الاسلاميين المزيفين الترك رأسا على عقب ، وعقبا على رأس . وهكذا يدوس هؤلاء بأحذيتهم السوداء الثقيلة النجسة على جميع الأحكام والتعاليم الاسلامية والانسانية على السواء ، وهكذا يتبرؤ هؤلاء الاسلاميون المزيفون الأتراك وغيرهم المحتلين لأجزاء كوردستان عن قيم العدالة والقسط والأخوة والمساواة والانسانية ! .
إن مطلب ومنطق أردوغان وحكومته هو في غاية القباحة والجور والطغيان الاستعماري ، إذ كيف يغادر صاحب البيت بيته ليظلَّ الغريب المستعمر ساكنا فيه ، وكيف يخرج المواطن وصاحب الوطن وطنه ويتركه ليبقى فيه المحتل المستعمر الأجنبي ، وكيف يغادر ويتنازل ثلاثون مليون كوردي عن وطنهم كوردستان ، وعن حقوقهم القومية والوطنية الحقة بكل شِرْعَة وقانون وعرف ، وعن كرامتهم وإنسانيتهم وما أنعم الله تعالى عليهم غيرها من الآلاء والنعم كغيرهم من الأمم والشعوب والقوميات في العالم ؟!
ثم من يحتل ويستعمر من ، ومن يعتدي ويقوم بالعدوان والهجوم على من ، هل إن الكورد وثواره يحتلون ويغتصبون أنقرة وإستانبول وغيرها من المدن والأراضي التركية ، وهل أن جيش الثوار الكورد يحتلون ويغتصبون شبرا واحدا فقط من الأراضي التركية ، ومن يشن ويفرض الحرب على من بأفتك الأسلحة دمارا وتخريبا وقتلا ، منها الغازات السامة وقنابل النابالم والصواريخ الثقيلة ذات القدرة التدميرية الهائلة ؟!
إن تركيا منذ حقب طويلة تحتل وتستعمر أكبر أجزاء كوردستان من حيث المساحة والسكان ، وإنها منذ حقب طويلة تمارس الحرب العنصرية النتنة والحرب العنفية والعسكرية الارهابية الشاملة ، وبكل الأسلحة ضد الشعب الكوردي في شمال كوردستان ، وضد ثواره ، وإنها تفعل هذه الأفاعيل الكبرى وترتكب هذه الجرائم والجنايات العظمى وهي في عقر الوطن الكوردي ، وفي داره ووطنه ، لكن بالرغم من كل ذلك تريد تركيا أن يغادر الكورد وطنهم إن دافعوا عن حقوقهم وكرامتهم وحريتهم وإنسانيتهم المهددة بالإبادة والفناء والزوال ، وإن لم يفعلوا وآستكانوا ورضخوا للإستعباد وقبلوا بالهوية القومية والوطنية التركية فحينئذ يُسمح لهم بأن يكونوا مواطنون من الدرجة الثانية أو الثالثة ، لأنهم ليسوا أتراكا أصفياء وأنقياء بالأصل والعنصر ، ولأنهم ليسوا من أحفاد الذئب التركي الأغبر ، ولأنهم ليسوا من أحفاد هولاكو وجنكيزخان وأضرابهم من القتلة والسفاحين والمجرمين ! .
أما هيهات وهيهات من ذلك ، فالكورد أمة فتية شجاعة لم تستكن أبدا لظلم الظالمين ولا لاحتلال المحتلين ، وإنه لا يستكين وحسب ، بل إنه يدافع حق الدفاع عن وجوده ووطنه وقوميته ، وهو يدافع حق الدفاع ، بدون كلل ولا ملل عن حقوقه المهدورة المغدورة والمسلوبة ... لهذا لا يليق بأمة كالكورد أن تركع للاحتلال الاستعماري ، أو أن تخضع للإذلال والقهر والاستعباد أيّا كان لونه وطيفه ولونه وقوميته ودينه وديدنه ... على هذا الأساس جاء الرد سريعا على مقولات أردوغان الطغيانية – الاستكبارية من حسينيي قنديل الأحرار ، ومن الأبطال الثوار في قنديل الشامخة بشموخهم ، وفي مقدمتهم أحد قادتهم ، وهو القائد العسكري الكوردي السيد مراد قره يلان ، فقال داحضا لمقولات حفيد أتاتورك وجنكيز ويزيد وشمرا : [ إنني لا ألَوِّثُ لساني مثله ، لكني أْرْدُدْ عليه جميع ألفاظه عليه . إن أردوغان يقول بأنه عليكم أن تصبحوا أتراكا ، وأن تنتخبوا قومية واحدة ، وإن كان العكس فآذهبوا الى حيث شئتم ! .
أما أنا فأقول له : ماهو شأنكم وعملكم في وطننا ، هنا كوردستان ، يجب عليكم أن تخرجوا وتغادروا ] !!! .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مير ئاكره يي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat