في الأيام القليلة الماضية أدلى السيد رجب طيب أردوغان بمقولات في غاية الغرابة حول ثوار حزب العمال الكوردستاني . وهذه المقولات الأردوغانية – الأتاتوركية هي أشبه ما تكون بالهذيان والخرف والعنصرية والاستعمارية البغيضة منها الى الحق والحقيقة وقيمها ، والى العدالة والمساواة والانسانية وسجاياها ، ناهيك عن تصادمها مع التعاليم الاسلامية ، فقد زعم أردوغان موجها مقولاته الاستكبارية الى الثوار الكورد ، قائلا : [ إن الثوار الذين لا يلقون السلاح على الأرض عليهم الذهاب الى دولة ثالثة ] !!! .
هكذا وبكل بساطة وسهولة تُقلب الموازين والمعايير والقيم العدالتية والانسانية لدى الاسلاميين المزيفين الترك رأسا على عقب ، وعقبا على رأس . وهكذا يدوس هؤلاء بأحذيتهم السوداء الثقيلة النجسة على جميع الأحكام والتعاليم الاسلامية والانسانية على السواء ، وهكذا يتبرؤ هؤلاء الاسلاميون المزيفون الأتراك وغيرهم المحتلين لأجزاء كوردستان عن قيم العدالة والقسط والأخوة والمساواة والانسانية ! .
إن مطلب ومنطق أردوغان وحكومته هو في غاية القباحة والجور والطغيان الاستعماري ، إذ كيف يغادر صاحب البيت بيته ليظلَّ الغريب المستعمر ساكنا فيه ، وكيف يخرج المواطن وصاحب الوطن وطنه ويتركه ليبقى فيه المحتل المستعمر الأجنبي ، وكيف يغادر ويتنازل ثلاثون مليون كوردي عن وطنهم كوردستان ، وعن حقوقهم القومية والوطنية الحقة بكل شِرْعَة وقانون وعرف ، وعن كرامتهم وإنسانيتهم وما أنعم الله تعالى عليهم غيرها من الآلاء والنعم كغيرهم من الأمم والشعوب والقوميات في العالم ؟!
ثم من يحتل ويستعمر من ، ومن يعتدي ويقوم بالعدوان والهجوم على من ، هل إن الكورد وثواره يحتلون ويغتصبون أنقرة وإستانبول وغيرها من المدن والأراضي التركية ، وهل أن جيش الثوار الكورد يحتلون ويغتصبون شبرا واحدا فقط من الأراضي التركية ، ومن يشن ويفرض الحرب على من بأفتك الأسلحة دمارا وتخريبا وقتلا ، منها الغازات السامة وقنابل النابالم والصواريخ الثقيلة ذات القدرة التدميرية الهائلة ؟!
إن تركيا منذ حقب طويلة تحتل وتستعمر أكبر أجزاء كوردستان من حيث المساحة والسكان ، وإنها منذ حقب طويلة تمارس الحرب العنصرية النتنة والحرب العنفية والعسكرية الارهابية الشاملة ، وبكل الأسلحة ضد الشعب الكوردي في شمال كوردستان ، وضد ثواره ، وإنها تفعل هذه الأفاعيل الكبرى وترتكب هذه الجرائم والجنايات العظمى وهي في عقر الوطن الكوردي ، وفي داره ووطنه ، لكن بالرغم من كل ذلك تريد تركيا أن يغادر الكورد وطنهم إن دافعوا عن حقوقهم وكرامتهم وحريتهم وإنسانيتهم المهددة بالإبادة والفناء والزوال ، وإن لم يفعلوا وآستكانوا ورضخوا للإستعباد وقبلوا بالهوية القومية والوطنية التركية فحينئذ يُسمح لهم بأن يكونوا مواطنون من الدرجة الثانية أو الثالثة ، لأنهم ليسوا أتراكا أصفياء وأنقياء بالأصل والعنصر ، ولأنهم ليسوا من أحفاد الذئب التركي الأغبر ، ولأنهم ليسوا من أحفاد هولاكو وجنكيزخان وأضرابهم من القتلة والسفاحين والمجرمين ! .
أما هيهات وهيهات من ذلك ، فالكورد أمة فتية شجاعة لم تستكن أبدا لظلم الظالمين ولا لاحتلال المحتلين ، وإنه لا يستكين وحسب ، بل إنه يدافع حق الدفاع عن وجوده ووطنه وقوميته ، وهو يدافع حق الدفاع ، بدون كلل ولا ملل عن حقوقه المهدورة المغدورة والمسلوبة ... لهذا لا يليق بأمة كالكورد أن تركع للاحتلال الاستعماري ، أو أن تخضع للإذلال والقهر والاستعباد أيّا كان لونه وطيفه ولونه وقوميته ودينه وديدنه ... على هذا الأساس جاء الرد سريعا على مقولات أردوغان الطغيانية – الاستكبارية من حسينيي قنديل الأحرار ، ومن الأبطال الثوار في قنديل الشامخة بشموخهم ، وفي مقدمتهم أحد قادتهم ، وهو القائد العسكري الكوردي السيد مراد قره يلان ، فقال داحضا لمقولات حفيد أتاتورك وجنكيز ويزيد وشمرا : [ إنني لا ألَوِّثُ لساني مثله ، لكني أْرْدُدْ عليه جميع ألفاظه عليه . إن أردوغان يقول بأنه عليكم أن تصبحوا أتراكا ، وأن تنتخبوا قومية واحدة ، وإن كان العكس فآذهبوا الى حيث شئتم ! .
أما أنا فأقول له : ماهو شأنكم وعملكم في وطننا ، هنا كوردستان ، يجب عليكم أن تخرجوا وتغادروا ] !!! .
|