إلى وزير الخارجية : مجرد سؤال بريء
ماجد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماجد الكعبي

أنا كاتب وصحفي منذ خمسة وثلاثين عاما , عملت رئيس تحرير المجلة الثقافية وكتبت في مجموعة من الصحف العراقية والعربية واشغل حاليا مدير مركز الإعلام الحر ورئيس تحرير وكالة لارسا الإخبارية .
عملتُ داخل العراق عددا من السنين وخارج العراق أكثر من ربع قرن , تعاملت مع مجموعة من المسؤولين العراقيين المعارضين للنظام البعثي الدكتاتوري خارج العراق , ومع المسؤولين في الأنظمة والحكومات العربية والأجنبية , والحق أقول لكم إني كنت حين أريد لقاء مع أي مسؤول أجنبي او عربي أقدم طلبا مذيلا بأسمى فيحيُ الرد في اليوم نفسه أو في اليوم التالي للطلب هذا ما كان يحدث في أجهزة الأنظمة والدول والحكومات الدكتاتورية والديمقراطية لتي عشت فيها غربتي التي ناهزت ربع قرن .
لكن في النظام الحر الديمقراطي العراقي الحالي قصص اغرب من الخيال , واليكم قصة واحدة من هذه القصص : التقيت وزير الخارجية العراقية السيد هوشيار زيباري قبل ثلاث سنوات في صالة استراحة أعضاء البرلمان بحضور السيد جواد البولاني وزير الداخلية السابق , فطلبت منه اللقاء شفهيا فزودني برقم هاتف مدير مكتبه الخاص ( السيد .......... ) لتحديد الموعد وفي اليوم نفسه اتصلت بالشخص المعني وعرفته بنفسي وأخبرته أن الرقم أخذته من السيد وزير الخارجية , فرحب بي وقال تأمر أمرا وأنا أعرفك شخصيا يا أستاذ ماجد وأتابع كتاباتك وأقراها وسأتصل بك لاحقا لتحديد موعد اللقاء .
مضت أيام وفعلا اتصل بي مدير مكتب الوزير ( السيد ........ ) من خط أسيا سيل وطلب اسمي الثلاثي فزودته به وكرر عبارة سأتصل بك لاحقا واحدد لك مكان وزمان اللقاء .
مضت شهور ولم يتصل فكررت الاتصال به فاعتذر لعدم الاتصال بسبب زحمة أعماله وسفر والتزامات السيد الوزير خارج العراق ووعدني بالاتصال وتحديد موعد اللقاء , واتصلت ثانية وثالثة ورابعة وخامسة وجاءت القمة العربية وان الوزير مشغول بها والتسويف مستمر والمماطلة مستمرة حتى التقيت السيد وزير الخارجية شخصيا في فندق الرشيد مصادفة قبل عام فذكرته بموعد اللقاء وعدم اهتمام مكتبه بهذا الموعد فأبدى أسفه لذلك واعتذر وطلب من مرافقه إعطائي رقم هاتفه واخذ رقم هاتفي , اتصلت بعد ذلك وكررت الاتصال فأعادوا علي التسويف والمماطلة . وكذلك التقيت قبل نحوي شهرين في بيت النائب صفية السهيل بالسيد لبيد عباوي وكيل وزارة الخارجية العراقية فذكرت له هذه القصة وقلت له أن هكذا تسويف ينم عن حالة مزرية في الدوائر والمؤسسات الحكومية , فأبدى أسفه لتلك الحالة الغير صحيحة ووعدني بمعالجتها وزودني برقم هاتفه الشخصي وقال لي اتصل بي غدا لأطلعك على النتيجة , فاتصلت به ولم يرد وكررت الاتصال دون فائدة وأرسلت له رسالة قصيرة من هاتفي ( مسج ) ولكن لا جواب لمن تنادي والى وقت كتابة هذا المقال لم يرد علي احد من وزارة الخارجية ولم يتحقق اللقاء المنشود.
أنا أسال إذا كان تحديد موعد لقاء بصحفي وكاتب مثلي يأخذ أكثر من سنتين ولم يتحقق , فكيف اللقاء بالمواطنين وحملة الشهادات والمغتربين والمهجرين والمهاجرين وذوي الحاجات الملحة ..؟ كم سيستغرق من الوقت ..؟ هل ستكفيه دورة انتخابية ..؟ أم دورتان ..؟ أم (مواعيد عرقوب أخاه بيثرب ..؟ ) وهل يدري السيد وزير الخارجية ما يحصل بخارجية وزارته ..؟ مجرد سؤال بريء بحاجة لجواب صريح .
مدير مركز الإعلام الحر
majidalkabi@yahoo.co.uk
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat