صفحة الكاتب : صادق مهدي حسن

تزوير.. دراسة .. تعيين
صادق مهدي حسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  لا يخفى أن الوثائق الرسمية الصادرة من الدوائر الحكومية بمختلف تخصصاتها أصبحت منذ عهد بعيد من مميزات المجتمع المتمدن .. فهوية إثبات الشخصية وشهادة الجنسية والوثائق المدرسية والجامعية إلى غيرها من الوثائق والمستندات القانونية هي من الأهمية بمكان كبير لما تحمله من (مصداقية) في ما تختص به من شؤون .. وهذا مما لا يختلف عليه العقلاء.. ولكن!!
ساد في العراق مرض خبيث واستشرى كالسرطان و بصورة واسعة النطاق في السنوات التي أعقبت سقوط اللانظام السابق وهو: تزوير الوثائق الرسمية بمختلف أنواعها (والسعر على قدر الوثيقة !).. 
ومن أكثر حالات التزوير انتشاراً هو تزوير الوثائق الدراسية لأغراض إكمال الدراسة أو التعيين في دوائر الدولة ذات السلم العالي للرواتب (وهنا تـُسكب العبرات!) فقد انطلت الكثير من حيل وألاعيب المزورين على الجامعات والمعاهد وسجل كثيرٌ من((الطلاب)) في كليات مختلفة بوثائق (مزورة رسمياً) من إدارات بعض المدارس أو من بعض ضعاف النفوس.. وفي هذا أكثر من علامة خطر ، فإلى جانب منح من لم يجتز المرحلة الإعدادية شهادة لا يستحقها فان الأخير يدخل إحدى الكليات ويأخذ مكان طالب آخر نال شهادته عن جدارة واستحقاق.. وهذا انتهاك وظلم لا حدود له ، والأنكى من ذلك هو حصول أُولئك المزورين على شهادات جامعية عليا دون رقيبٍ أو حسيب والنتيجة بالتالي هي الانحدار إلى أسفل سافلين أخلاقياً وتربوياً وعلمياً..
أما تزوير الوثائق الرسمية من أجل التعيين (فحدّث ولا حرج).. والكارثة أضخم من أن تـُوصف ، فكثير ممن عُينوا في الدوائر الرسمية لا يملكون حتى شهادة الدراسة الابتدائية، وهناك من هو عاطل عن العمل وهو من حملة الشهادة الإعدادية بل وحتى الجامعية..
ومن نافلة القول أن نذكر ما للمحسوبية والمنسوبية من دور قذر في عمليات التزوير الكبرى التي (ترفع خسيس القوم إلى الـسماء وتخفض العالي).. 
ورحم الله القائل :
قالوا قد إنتصر الطبيب    على المحال من الأمور
زَرَعَ الجماجم والقلوب    وشـدَّ أقفاصَ الصـــدور
فـأجبتهم ومتى ستـأتـي     بشـارة النصـر الأخيـــر
زَرعُ الضمائر في النفو   س الخاليات من الضمير 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق مهدي حسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/07



كتابة تعليق لموضوع : تزوير.. دراسة .. تعيين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net