شظايا أحزاب وتيارات سياسية
فراس الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الكثير من الاحزاب والتكتلات السياسية او لنقل الجماعات المتفرقة تشكلت بعد العام 2003 في العراق الجديد على الساحة السياسية وهذا الظهور كما يبدو متناثرا وبشكل أفقي فما ان يظهر حزب او تيار سياسي حتى نراه يتشظى الى فرق وجماعات متناحرة وهذا ما يدل على ان البنية السياسية لهذا التكتل السياسي غير مكتملة النضوج او لم تكن بالنظام الحزبي الصارم الذي لديه محددات تحكمه وتحكم تحركاته في الشارع وعملية الانضباط هذه تحددها الكثير من المفاهيم السياسية التي لا بد من اتباعها في التعامل مع الكيانات السياسية الاخرى الى جانب ما هو اهم في العمل السياسي وهو كيف يتعاملون مع سياقات الدولة.
هذه التناقضات في تشكيلات التيارات والاحزاب الجديدة على الساحة السياسية العراقية ولدت حالة من النزاعات الفوضوية والتي أثرت بشكل كبير على الواقع والنسيج الاجتماعي في العراق وجعلت منهم كيانات محورية تضم فئات متجتمعية وتبعد فئات اخرى ، إذن يمكن تسميتها بالتابع والمتبوع والولاء لهذا الشخص او الجهة وليس الامتثال الى المباديء او القيم والمنهج الفكري الذي يتأسس عليه هذا التيار او الحزب الطاريء على الساحة الجماهيرية العراقية.
ما يحصل اليوم من تناحر بين قوى التيار الصدري وعصائب اهل الحق هو نموذج لتلك التيارات والاحزاب المتشظية فلم تكن لدينا عصائب اهل الاهل الحق كمفهوم على الساحة العراقية إلا بعد انشقاقها عن التيار الصدري كما هو الاخر التيار ذاته لم يكن موجودا في سابق السنين لانه تشكل من عدة توجهات وهذه التشكيلات جاءت نتيجة مفاهيم اقتنع بها الجمهور العراقي الذين يؤيدهم بأن لا مكان لهم في الاحزاب القادمة من الخارج بعد سقوط النظام السابق كما ان هناك عددا من المتسلقين الذين ركبوا الموجه السياسية ليصعدوا ويبرز نجمهم من خلال الجماهير ذات الطبقة الفقيرة ، ثم لم يقتصر هذا التشظي على العصائب من التيار الصدري وانما هناك أناس آخرين وبمسميات اخرى خرجت من التيار لتعلن نفسها حزبا آخر او مجاميع تدعي انها تعمل بمنهج الشهيد محمد صادق الصدر، كما هي الاخرى العصائب تشظت الى عصائب تنظيم العراق ، كل تلك التوجهات تدعي انهال تقود الامة وتعمل على تنظيمها لكن ذلك غير صحيح على ارض الواقع مع الاقرارأن هناك من الخيرين والوطنيين والمخلصين ضمن تلك الصفوف المتناثرة ، لكون ما يحكم الواقع هو المشاكل التي تحدث جانبيا من خلال تلك المشاحنات والخلافات ومثال الازمات بين التيار والعصائب يبدو واضحا لكل المتابعين فهي على صفيح ساخن جدا وإلا ما كنا نرى ان تصل الامور لان يبسط ذراعيه السيد مقتدى الصدر للمالكي ويطلب منه عدم تقريب العصائب للحكومة وهو على استعداد لدعم حكومته في حين هو ذاته السيد مقتدى والى وقت قريب كان من الداعين لسحب الثقة عن المالكي بل اعتبرها امر إلهي مقدس !!!! ألا يعتبر ذلك الدليل القاطع على ان التشظي في تلك التيارات كبير ولا يرتكز على أرضية سياسية صحيحة ويريدون بذاك توريط الاحزاب المخضرمة واهتزاز صورتها في المشهد العراقي.
انا اعتقد ان التحالفات وفقا للمفاهيم السياسية والعمل السياسي الصحيح ليس فيها مشكلة سواء مع التيار او غيره ولكن وفقا للاسس الدستورية الصحيحة والتي تخدم مصلحة البلد والقاعدة الجماهيرية التي تقف خلفهم لا أن تكون تحالفات على حساب مسح الاخرين ونفيهم فهذه مصادرة سياسية لحقوق الاخرين وعندما نعمل سلميا فلا مشكلة في ذلك ، ولكن وفق الطريقة التي يريدها زعيم التيار الصدري بإلغاء الاخرين فلا اعتقد ان المالكي سيكون أداة طيعة الى هذه الدرجة تلبي رغبات سياسية لمصالح خاصة يريدها زعيم حزب او تيار سياسي وحذاري من من شظايا الاحزاب.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
فراس الخفاجي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat