تفجيرات الاحد الدامي وضحت الصورة
علي جابر الفتلاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي جابر الفتلاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يوم ( 9) ايلول كان داميا في العراق ، اذ شهدت الساحة العراقية عدة تفجيرات ارهابية ، راح ضحيتها اكثر من ( 90 ) شهيدا ، واكثر من ( 400 ) جريحا ، حدثت التفجيرات في نفس اليوم الذي صدر فيه حكم الاعدام على المجرم طارق الهاشمي ، اذ جاء رد الفعل سريعا ودمويا ، وبذلك توضحت الصورة اكثر ، واثبت طارق الهاشمي انه بيدق مهم من بيادق القتل والتدمير في العراق ، فتولدت القناعة لكل ذي نظر وعقل وبصيرة ان الهاشمي فعلا ينتمي الى هذا الخط الارهابي العامل في العراق ، المدعوم بقوة من السعودية وقطر وتركيا ، ومن خلال ردة الفعل الفورية الارهابية ، هناك مؤشرات مهمة يمكن للمراقب ، والمواطن العادي ان يستخلصها ، منها توفر الدليل الى المواطن العادي بانتماء طارق الهاشمي الى هذا الخط الاجرامي ، الذي اراد الانتقام من الشعب العراقي بسبب صدور قرار الحكم بناء على ادلة قانونية موثقة ، اذ جاءت ردة الفعل السريعة والدموية ، لتثبت ان الهاشمي هو فعلا ارهابي متمرس وقاتل لابناء الشعب العراقي ، مستغلا منصبه الوظيفي لخدمة الارهاب والارهابيين .
المؤشر الاخر الذي نستفيده من ردة الفعل الارهابية المنتصرة لطارق الهاشمي ، انه لا يزال يوجد داخل العملية السياسية ، وداخل المؤسسة الامنية عناصر منحرفة من امثال واتباع واعوان طارق الهاشمي ، منهم من دلت عليه المؤشرات ، و توفرت ضده الادلة الثبوتية ، لكنه لا زال محميا بالصفقات السياسية المشبوهة المستندة على نظام المحاصصة الذي دمر العملية السياسية ، او محميا بالحصانة البرلمانية ، التي ثبتها الدستور ، واصبحت سدا منيعا لحماية المنحرفين ، عليه ندعو لالغائها لانها استغلت من قبل بعض النواب الذين يعملون ضد مصلحة الشعب العراقي ، والذين ثبت تعاونهم مع الجهات الخارجية لتخريب العملية السياسية الجديدة ، اما النواب المخلصون الشرفاء فحصانتهم وهويتهم ، هوعملهم المخلص لشعبهم ووطنهم ، وهؤلاء كثر والحمد لله اما المجرمون والمفسدون فهم قليلون لا يتجاوزون اصابع اليدين ، لكن جرائمهم كبيرة ضد الشعب العراقي .
تفجيرات الاحد الدامي وضحت الصورة ، وسلطت الضوء على السياسيين الداعمين للارهاب ، كذلك فضحت السياسين الاخرين الذين يجاملون على الباطل ، او المنافقين الذين اعترضوا ابتداء على محاكمة الهاشمي ، وبعد صدورقرار الحكم العادل ابدوا اعتراضهم واستياءهم عليه ، وكأنهم يدعون للسكوت عن الارهاب ، وغض النظر عنه ، لقد حان الوقت لكشف الاوراق والهويات المزورة ، لبعض المسؤولين في الدولة ، وبعض السياسيين المتسللين الى العملية السياسية وهم يعملون ضدها ، ويخططون لاسقاطها بالتعاون مع دول خارجية ، لقد حان الوقت لكشف هؤلاء لأن خطرهم بات كبيرا على العراق ، وعلى العملية السياسية ، وهذه المهمة يتحملها المسؤولون والسياسيون المخلصون لوطنهم وشعبهم من ابناء الشعب العراقي من مختلف الاديان والمذاهب والقوميات ، وفي حالة اقدامهم على مثل هذه الخطوة ، سيجدون الشعب عونا وناصرا لهم .
الظرف الذي يمر به العراق وشراسة الهجمة عليه ، توجب على السياسيين الوطنيين والمسؤولين في الدولة ، الشعور بالمسؤولية الوطنية ، والتوحد في الموقف رغم الاختلاف في وجهة النظر ، في بعض القضايا ان وجد ، لأن اعداء العراق كثيرون من دول ، وسياسيين داخل العملية السياسية ، يعملون بتوجيهات ودعم الدول المعادية للعراق ، وللعملية السياسية فيه .
ان خطر السياسيين اعداء العملية السياسية المتواجدين داخلها بات كبيرا اليوم ، لأن هؤلاء ( اشبه بحرامي البيت ) ، يأكل من خيراته ، ويخرب ويسرق منه ، واكبر دليل على ذلك تفجيرات الاحد الدامي التي جاءت ردا على قرار الحكم بحق المجرم طارق الهاشمي ، ومدير مكتبه المجرم احمد قحطان ، فهذه التفجيرات لم تكن لتحدث لولا وجود عناصر متعاونة مع الارهابيين داخل العملية السياسية ، وداخل المؤسسة الامنية ، الذين يعملون تحت عناوين ومسميات شتى ، ان القبض على الهاشمي والحكم عليه هو ضربة قوية على رأس الارهاب ، وعلى اتباع الهاشمي الذين يعملون معه في نفس الخط ، المطلوب الان وطنيا تشخيص السياسيين السائرين في خط الهاشمي ، وكشفهم الى الشعب لأتخاذ موقف قانوني منهم ، لأن بقاءهم داخل العملية السياسية يعد خطرا كبيرا عليها .
من وجهة نظرنا نرى من اللازم عقد تحالفات جديدة بين الكتل والتيارات السياسة الوطنية بعيدا عن الانتماء الديني او المذهبي او القومي ، لتصحيح الوضع ، وعزل السياسيين الذين تدور حولهم الشبهات ، لقد انتهى وقت السكوت عن المنحرفين والمتواطئين والاعداء الذين يعملون بوحي الارادات الخارجية ، وانتهى وقت السكوت والتغاضي عن جرائمهم ، اومجاملتهم تحت ذرائع شتى ، لأن الوضع في العراق لا يتحمل السكوت او التغاضي عن هؤلاء ، ولا يستقرالوضع السياسي، الا بطرد هؤلاء وعزلهم ، مع محاسبة من يثبت تورطه بالارهاب والفساد ، لقد انتظر الشعب العراقي طويلا فما ازداد هؤلاء الا عتوا وايغالا في القتل وسفك دماء الابرياء والفساد المالي والاداري ، اذن لابد من قرارات جريئة وشجاعة تصحح المسارات ، وتقبض على المجرمين والمفسدين ، وتكشف اسماءهم للشعب العراقي والعالم ، مع احالتهم للقضاء العادل ، لينالوا جزاءهم ، لقد انتهى وقت المجاملات وعقد الصفقات السياسية المشبوهة ، على حساب مصلحة الشعب العراقي ، سيما وانّ الصورة باتت واضحة للشعب ، بعد صدورقرار الحكم على الهاشمي ، وردّة الفعل الارهابية على هذا الحكم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat